لم أكن لأكتب هذا المقال
لم أكن لأكتب هذا المقال أو التحدث عن إحدى المعاناة و المآسي التي نعايشها في كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة ,
قرأت قبل قليل نتائج التحقيق التي أجراها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقتل الشاب محمد موسى من قضاء مدينة رام الله التي اقطنها , حيث قبل ثلاثة أسابيع قام جنود جيش الاحتلال بفتح نيران بنادقهم على السيارة التي كان يقودها على إحدى الطرق بحجة أنه لم يستجب بالوقوف ,
تلك الحادثة أدت لمقتله فيما أصيبت شقيقته التي كانت تجلس بجواره , فدفع هذا الشاب حياته مقابل فلتان و استهتار جنود الاحتلال بحياة البشر ,
صدرت نتائج التحقيق قبل قليل , حيث أشارت التحقيقات إلى تجاوز ضابطين من جيش الاحتلال التعليمات , و صدر الحكم عليهما لتلك التجاوزات ,
الأول تم توبيخه !
و الثاني تجميد عمله لفترة زمنيه !
هذا الخبر دفعني لكتابة هذا المقال , حيث بالأمس كنت أسير بسيارتي و يجلس بجواري أخي و في الخلف كانت تجلس زوجتي و إحدى بناتي , مررت بسيارتي على أحد الحواجز التي لا يمكن للفلسطيني إلا المرور من خلالها لأنها تقطع جميع الطرقات ,
كان الحاجز سالكاً و كان جنديان يقفان على أقصى اليمين , كانت عيناي ترقبهما كي لا أقع في أي خطأ , فالخطأ غير مسموح ,
لم يصدر الجنديان أي إشارةٍ لي بالتوقف , فاستمررت بالسير و ببطءٍ و حذر , و هذا ما هو مطلوب لمن يمر على تلك الحواجز , فما أن ابتعدت عنهما و إذا بهما ينادونني و يدعونني للوقف , أنا لم أنتبه لهذا النداء لأنهم أصبحوا خلفي , و كل اهتمامي هو النظر أمامي كوني أنا السائق , فلولا أن انتبه أخي لندائهم و طلب مني الوقوف على الفور لفتحوا نيرانهم دون أدنى شك , و حجتهم عدم الاستجابة بالتوقف .
لو لم ينتبه أخي لندائهم , ماذا كانت النتيجة ؟
و ما هي الخسائر أو الثمن الذي كان علي دفعه بالأمس ؟
و هل سيتم توبيخ هذان الجنديان لو أطلقوا نيرانهم على سيارتي ؟ و هل من الممكن للتوبيخ أن يردع هذا الفلتان الذي يدفع ثمنه الكثير كل يوم ؟