كشفت إحصائيات مغربية أن العديد من الجمعيات الدينية تشجع الرجال على الزواج بأكثر من واحدة. وجاء في دراسة رسمية أنه تم تسجيل أكثر من 4800 حالة زواج من المرأة الثانية سنة 2006، وأن أغلب المراسيم تمت بمساعدة جمعيات دينية أو خيرية تحاول القضاء على "العنوسة" عبر تشجيع الرجال على الزواج من ثانية وثالثة ورابعة.
نفس الدراسة كشفت انه تم تقديم 33920 ملف ـ إلى جمعيات دينية ـ بغية الزواج من امرأة أخرى، وأنه تم قبول حوالي 2100 ملف بينما تم رفض البقية.
وفي تعليق صدر عن وزارة العدل المغربية جاء فيه أنه "من الصعب مقارنة تطور نسبة الزواج في المغرب قبل وبعد المدونة الجديدة للأحوال الشخصية، بسبب غياب إحصائيات دقيقة، وهو ما يعني ان المغرب يجد نفسه عاجزا في ظل المتغيرات الاجتماعية أمام واقع المجتمع الذي ـ على الرغم من فقره ـ يبقى منحازا ـ دينيا ـ إلى التعددية الزوجية التي لم تغير فيها المدونة الجديدة للأحوال الشخصية كثيرا.
ويظل من الصعب تغيير الفكر العام للموروث الاجتماعي المغربي الذي يعارض كل الأطروحات التي تقف ضد التعدد كما تشكك الجمعيات الدينية فيها وتتهم العازفين عن الزواج بتقيلد الغرب في الفاحشة". وتعتبر التعددية الزوجية "دليل رجولة وصحة وعافية".
وكشفت الدراسة نفسها ان مدينة مراكش المغربية تحتل المرتبة الأولى في تعدد الزوجات بنسبة 13% سنة 2006. لكن الذي يبدو حقيقيا أن العديد من سكان القرى المغربية هم أكثر الناس ابتعادا عن "الإحصائيات" إذ أنهم يعيشون غالبا في مجتمعات منغلقة، من الصعب التقرب منها، ناهيك عن ظروفهم المعيشية التي تتحكم فيها الأفكار الذكورية التي تعتبر المرأة العاقر مثلا امرأة مشؤومة، إذ يتم استبدالها بعد أشهر من الزواج، والمرأة التي تنجب البنات امرأة ناقصة، يتم استبدالها بأخرى، بحيث أن هذه النمطية الفكرية تجعل للرجل أكثر من امرأة في بيت واحد، حتى لو كانت أقربهم إلى نفسه هي تلك التي تنجب له الولد.