ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ...

Brahim إبراهيم Daddi دادي في الخميس ٢٦ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

هذه الأيام حصحص الحق، بعد قرون من الزمن الذي شهدت فيه الإنسانية أبشع أنواع التقتيل والسبي والنهب، وتكفير الناس وإجبارهم على اتباع الإسلام، والإسلام من كل ذلك براء، ولم يأمر الله تعالى رُسله ولا غيرهم أن يجبروا الناس على الإيمان أو الكفر، بل حرم عليهم ذلك، فقد حذر الله آخر الأنبياء في آيات كثيرة أن يأسر الناس أو يعتدي عليهم وعلى أموالهم. مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(67). الأنفال. نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ(45).ق.

لكن الأمويون أرادوا غير ذلك، واستحبوا الحياة الدنيا على الآخرة، فغيروا مجرى الإسلام الذي يدعوا إلى السلم والسلام، إلى اعتداء وانتهاك للحريات ووصف ذلك بالفتوحات، وقاموا بتغير لأحكام القرءان العظيم، ونسبوا ذلك إلى من لا ينطق عن الهوى محمد عليه وعلى جميع الأنبياء السلام، واستغلوا فقر أبي هريرة ليكون الراوي الأكثر عن النبي، رغم أنه لم يصاحب النبي إلا ثلاثة أعوام أو أقل، لأنه دخل في الإسلام في السنة السابعة للهجرة، وكان من أصحاب الصفة الذين كانوا يجلسون خلف بيت من بيوت النبي لينالوا لقمة العيش من صدقات الصحابة.

 وجاء بعدهم كتاب البخاري بعد قرنين من وفاة النبي ليدون تلك الروايات المصنوعة في مصانع الأمويين، وأغلب تلك الروايات مثيرة للفتن وتكفير كل من يخالفهم الرأي.

بينما نجد أن الله تعالى أنزل قرءانا يتلى فيه هدى للناس. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...(185). البقرة.

ويدعي أتباع لهو الحديث أن ما بين دفتي كتاب البخاري هو وحي من عند الله تعالى وفيه الحكمة، بينما نجد أن القرءان العظيم هو النور والحكمة، فقد فصل الله تعالى ما شاء في كتابه المبين فأمر بما يجب على المؤمنين ونهى بما يجب النهي عنه.

بلغ رسول الله عن الروح عن ربه:    

1.   لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا(22).

2.   وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًاإِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا(23).

3.   وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24).

4.   رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا(25).

5.   وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا(26).

6.   إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا(27).

7.   وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا(28).

8.   وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةًإِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا(29).

9.   إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُإِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا(30).

10.    وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْخَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا(31).

11.    وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَىإِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا(32).

12.    وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّوَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا(33).

13.    وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُحَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا(34).

14.    وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(35).

15.    وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌإِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا(36).

16.    وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًاإِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا(37).

17.    كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا(38).

18.     ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ  وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا(39). الإسراء.

هذه ثمانية عشر حكمة، وأمر ونهي للمؤمنين بيوم الحساب، بدأها الله تعالى: لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا. وختمها سبحانه بقوله: ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنْ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا. فلا يمكن لمخلوق أيا كان أن يزيد شيئا من عنده وينسبه إلى الله تعالى والرسول. وما كتاب البخاري وغيره من كتب البشر إلا لإخراج الناس من النور إلى الظلمات...

قال رسول الله عن الروح عن ربه:الم(1)اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ(2)نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ(3)مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ(4).آل عمران.

والسلام على من اتبع هدى الله تعالى فلا يضل ولا يشقى.

اجمالي القراءات 10442