لست متعاطفا مع دولة قطر في الأزمة الخليجية، وأعرف المواقف المشبوهة ،جزيريـًـا وتميميـًـا، خاصة في الدعم القطري للحوثيين وللاخوان المسلمين؛ لكن موقفي الملتزم والثابت ينبغي أن لا يسحبني إلى ساحة ترتع وتلعب فيها العصبية القبلية والاستعلاء القومي القائم على عدد السكان والمساحة والتاريخ.
عندما يصبح دعمي السياسي لبلدي مساويـًـا للدعم الكروي فقد جعلت العقل ضربة جزاء قد تصيب أو تخيب.
عندما تنافس سراج الدين مع القصيبي فقد تعاطفت فورًا مع سفير السعودية( رحمه الله) في بريطانيا، وعندما رشحت مصر أحمد أبا الغيط أمينا عاما لجامعة الدول العربية كنتُ أراه ترشيحا سيئا وهزيلا لرجل ينبغي أن لا يمثل مصر، فضلا عن الجامعة، وكنت أفضل كفاءة جزائرية أو كويتية أو موريتانية أو بحرينية أو مغربية عن رجل من بلدي الأم!
لذا فإنني مع غضبي الشديد والناقم على المواقف القطرية المخزية والداعمة للتيارات الاسلامية المتطرفة أدعم الدكتور حمد عبد العزيز الكواري الذي سيبقىَ يونيسكيا، ويختفي تميم ووالده من الساحة كما تؤكد الدلائل كلها.
لا أهتف لمصري في مؤسسة دولية إلا إذا استحقها عن جدارة وليس نتيجة نفخ إعلامي على حساب المنصب.
إن " تحيا مصر" بالنسبة لي يجب أن تصبح " تحيا مصر بعبقرييها" حتى أظل دائما في صورة العادل بعيدًا عن همجية العصبية القبلية.
سيسعدني أن تنجح الدكتورة مشيرة خطاب أو الدكتور حمد عبد العزيز الكواري بعيدًا انتصارات القصر في القاهرة أو الدوحة.
أعرف الدكتور حمد الكواري وقمت بزيارته في بيته بالدوحة، واستمعت منه إلى كلمات غزل ومحبة في مصر وأهلها، والرجل يملك كفاءات ثقافية وفكرية وإعلامية وفنية ولكن حظه أوقع ترشيحه في زمن الصراعات السياسية، ولو كان حدث هذا عام 1992 عندما ضرب زلزال أرضَ الكنانة، واحتفل القطريون ثلاثة أيام ( في حب مصر ) لخرجت مصر كلها تهتف باسم حمد الكواري.
موقفي من ظلم الحُكم القائم في دولة قطر لا يقرّبني أو يبعدني عن أصغر صور العدالة.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 10 أكتوبر 2017