صفحة من جرائم العباسيين

سامح عسكر في الجمعة ٠٦ - أكتوبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

في أيام الخلافة العباسية

كان الخليفة المتوكل لا يريد توليه أخيه المستعين، فأمر بولاية العهد لابنه (المنتصر بالله) عام 247 هـ

قام المستعين بتدبير مؤامرة للمنتصر انتقاما من أخيه، فحرض طبيبه.."ابن طيفور".. بدس السم له فمات على الفور بعد عام واحد خلافة، ثم أصبح المستعين خليفة بقوة الأتراك

قامت زوجة المتوكل واسمها (قبيحة) لشدة جمالها بالمؤامرة على المستعين بالله، ومنعت رواتب الجند الأتراك ليثوروا على المستعين بالفعل وقتلوه بعد 4 سنوات خلافة..

قامت قبيحة بتوليه ابنها المعتز خليفة وظل 3 سنوات إلى أن تآمر عليه ابن عمه .."المهتدي بالله"..الذي حرض عليه الجند ليقتلوه عطشا في الصحراء، ثم أًصبح المهتدي خليفة

قام المعتمد بالله بالمؤامرة على المهتدي انتقاما لأخيه معتز، وبعد عام واحد خلافة للمهتدي قتله المعتمد ثم أصبح هو الخليفة..

باختصار شديد:

المتوكل منع الخلافة عن أخيه المستعين
المتوكل منح البيعة لابنه المنتصر
المستعين يتأمر ويقتل المنتصر
زوجة المتوكل تنتقم وتقتل المستعين
زوجة المتوكل تمنح لابنها معتز البيعة
ابن عمهم المهتدي يتآمر ويقتل المعتز
المعتمد ينتقم ويقتل المهتدي

هذا كان حال الخلفاء العباسيين الذين وصفتهم كتب التراث (بالورع والتقوى) وأًصبغت عليهم كل صفات الدين والعلم والإيمان ، فقط لأن هؤلاء المجرمين هم من (نشروا مذهب أهل الحديث) وسمحوا للبخاري وابن حنبل أن يتحكما في رقاب وعقول ملايين البشر في عهدهم

نعم البخاري سطع نجمه في هذا الزمن الأغبر، واستفاد بالطبع من كثرة الفتن والمؤامرات حتى أثر ذلك عليه ولم يهتم سوى بجانب واحد فقط هو (السمع والطاعة) للحاكم، باعتبار أن كل كلمة أو هفوة صغيرة أو كبيرة قد تكلفه حياته.

ابحث عن الأفكار والمذاهب القديمة تجدها نشأت في ظروف خاصة انتهت بقضائها

مشكلة المسلمين أنهم لا يقرأون ، فهم مستسلمين تماما للشيوخ، رغم أن هذه القصص وتلك المؤامرات مذكورة في كل كتب التاريخ، ويوجد إجماع على حدوثها، لكن الشيخ لا يجرؤ على حكايتها ويتعمد نسيانها والتعمية عليها تدليسا لمنافع خاصة
اجمالي القراءات 14004