كبشر ماذا نفعل عندما نجد من يخوض في حديث الله سبحانه (القرآن الكريم ) ؟

لطفية سعيد في الجمعة ٢٩ - سبتمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 
الانترنت نعمة ونقمة فيه مزايا وفيه عيوب نعم .. وهذه طبيعة الحياة الدنيا  فهي محل الاختبار ووقته ، لا حسم فيها لأي موضوعات هناك اختلاف اكثر من حجم الاتفاق.. الفيصل فيه هو لاختياراتنا وحدها.. حولنا من كل الأشتات الكثير ولكن ربي قد أعطانا الكتاب ، وزودنا بالعقل، لنقارن وندرك ونختار ..عذرا لهذه المقدمة التي طالت رغم عني ، ولكن كل هذه الأسئلة دارت في عقلي صباح اليوم وأنا اتذكر ما شاهت صدفة من برنامج  الأخ رشيد سؤال جرئ
يهاجم الأخ رشيد الإسلام ويخوض في القرآن .. مبرره الأساس الروايات الموجودة في البخاري ومسلم مع بعض آيات القرآن التي تدعو للقتال والجهاد أو تصف الآخر بالكفر .. يبرر هجومه الدائم على الإسلام وليس اليهودية أو البوذية بقوله 
لأني لم أكن بوذيا ولا يهوديا   بل كنت مسلما ولم يأمروا  بقطع رأسي :(من بدل دينه فاتلوه) 
ولم يقولوا: ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ ) مال الإسلام ومالي عندما أقول ان المسيح ابن الله .. في هذا الرابط لن تستطيع أن تكمل الحلقة بدون أن تتألم من الداخل ألما مكتوما  ، ليس من حقك أن تصرخ .. لماذا .. لأن له مبرراته التي أعطاها له كل الجمع الداعشي والوهابي الذي يقتل باسم الإسلام معليا ومهرولا مهللا : الله أكبر !!! 
https://www.youtube.com/watch?v=rMcpjdhYJyc
تتناول هذه الحلقة ، يأجوج حقيقة أم خرافة؟من خلال القرآن في سورة الكهف (90 ـ 100   )يقول : إن القصة لا تعطيك تفاصيل وهذا شان الآسطورة يقصد ما جاء به القرآن
ومن سورة الأنبياء( حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ(96) 
ومما يحز في النفس أن اختار من كتاب البخاري( كتاب الأنبياء قصة يأجوج ومأجوج
ويضعف من حجم تصديق القصة معتمدا على خرافات البخاري
 فيقرأ من كتاب البخاري : قال رجل للنبي (ص) :رأيت السد مثل البرد المحبر. قال 
:قد رأيته ) 
هذا القول ، رواية في البخاري لمن قال له إني رأيت السد 
وهو يسأل أين هذا السد لو كان موجود ، يمكننا معرفة مكانه هل  نستطيع بكل الوسائل الحديثة معرفة مكانه  بتهكم ؟ّ!! ويذكر تلك الرواية أيضا: 
(ليحجن وليعتمرن حتى بعد خروج يأجوج ومأجوج )!!  
ونزول المسيح وما به من خرافات في صحيح مسلم  ، يقرأه الأخ رشيد ، ليجد حجة للهجوم على الإسلام..
ملاحظاتي : اعتماد الأخ رشيد على الروايات وخاصة على ما فيها من خرافات  وخلط ويطيل في الاستشهاد بها  ويتبحر في خرافاتها ومما اشتملت  في البخاري ومسلم وكتب التفسير..بل ويرسم رسما استنتاجيا لما ورد في الكتب السابقة لما يفعله يأجوج ومأجوج من إنهاء الحياة وشرب الماء وأكل الناس عند هدم السور..كلها مشاهدات تدل على أنه يكره الإسلام بعمق ، وهذا شأنه .. ولكن لماذا يغض الطرف عن حديث القرآن عن المسالمة وحرية الآخر ؟! لقد أجرى أكثر من حوار مع الدكتور أحمد صبحي منصور ..إذن هو يعلم ان القرآن هو فقط المصدر الوحيد للإسلام ، إذن لماذا يكثر من هذه الاستشهات الخزعبلية ؟! إلا لغرض التشهير عبر هذا البث المباشر ؟؟!! لم أر حيادية أيها الأخ رشيد كما تقول إلا عندما تتناول ما جاء في البخاري ومسلم وكتب التفسير التي اخترت مكوناتها  بعناية .. ضاربا عرض الحائط بكل آيات السلم والسلام والحرية  في القرآن ..مخرجا لآيات الجهاد ورد العدوان من سياقاتها ..
نداء لأهل القرآن فقط 
الأخوة كتاب أهل القرآن يقول الله سبحانه في كتابه الكريم
"وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) هل نكتفي فعلا بالإعراض أم علينا دور في الرد في موقعنا أهل القرآن ؟!! ويكون الرد على ما يخص القرآن فقط  فليس لنا  غيره لندافع عنه .. عن سلمية القرآن ومنحه الحرية للمختلف ..وترك حسابه ليوم القيامة .. يكون الرد  فقط بتجميع آيات السلام المسالمة في سياقاتها بدون تدخل .. هل القرآن يدعو لقتل المختلف ..هل الوصف القرآني ( لقد كفر ) يعني القتل ؟ أعرف أن الدكتور أحمد صبحي منصور قد أسهب.. كرر مرارا وتكرارا.. في أن المسلم هو المسالم، و أن الوصف بالكفر العقيدي، فقط من يحاسب عليه الخالق  يوم القيامة ولا دخل للبشر في هذا .. ولكن أين دور باقي الكتاب ؟!
لا شك أن  هناك قصصا في القرآن  بها بعض الغموض ولنقل أننا غير مكلفين بالوقوف على كنهها الكامل الآن  حتى يفتح لنا الله إبواب العلم فيها .. مثل قصة يأجوج ومأجوج وغيرها ، وهي للعبرة فقط .. ولكننا لا نتعجل مطلقا لفض ما تحويه من غموض،  فسوف يفتح لنا رب العزة أبوابها عندما يشاء سبحانه ، نعم وليقل الأخ رشيد ما شاء في هذا الخصوص ، هذا ليس شأننا ..ما جاء في القرآن عنها يقبله العقل ، ولا دخل لنا بغيره من روايات البخاري ومسلم وكتب التفسير ..
اجمالي القراءات 10275