التاريخ يعيد نفسه : رؤية قرآنية
مقدمة :
هل يعيد التاريخ نفسه ؟ هل ما حدث فى مصر العصور الوسطى من مجاعات يمكن أن يتكرر فى مصر ؟ نعم . التاريخ يمكن أن يعيد نفسه ، بل هو منذ قرون طويلة وهو يعيد ويكرر نفسه فى منطقة الشرق الأوسط بالذات . القرآن الكريم يؤكد على أن التاريخ يعيد نفسه . ونعطى بعض التفاصيل :
1 ـ منهج القصص القرآنى يؤكد على التاريخ يعيد نفسه . إذ هو فى التركيز على العبرة لا يهتم بأسماء الأشخاص وتحديد الزمان والمكان ، أى يحرّر الحادثة التاريخية من أسر الزمان والمكان والأشخاص ، ويحولها الى عبرة تنطبق على كل زمان ومكان . وهذا يعنى أن القصة تتكرر أو أن التاريخ يتكرر ، أو يعيد نفسه مرارا وتكرارا .
2 ـ عدا ( بعض الأنبياء ) وبعض الأشخاص ( آزر ، زيد ، هامان ، قارون ) فالقرآن الكريم لا يذكر أسماء الأشخاص ، مكتفيا بوصفهم بالكفر والشرك والاجرام والتقوى والايمان والنفاق والاسراف والترف والفسق ..الخ .. وهذا يعنى إنطباق تلك الصفات على من يستحق الاتصاف بها فيما بعد . أى هو تاريخ متكرر بعد ذكره فى القرآن الكريم .
3 ـ الكفار السابقون قالوا نفس القول لرسلهم مع اختلاف الزمان والمكان ، لذا يذكر رب العزة نفس الحوار منسوبا الى نفس الأقوام ونفس الرسل مع اختلاف الزمان والمكان كما جاء فى سورة ابراهيم ( 9 : 14 ) أى إنه تاريخ تكرر فى العصور البشرية على اتساع الكرة الأرضية .
4 ـ ثم جاء كفار العرب يكررون نفس الكلام للنبى محمد عليه السلام ، وهذا تكرار ( قولى ) للتاريخ . قال جل وعلا للنبى خاتم النبيين:( مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ )(43) فصلت ). كل الأقوام السابقة قالت لرسلهم إنهم يتبعون الأسلاف وما وجدوا عليه آباءهم ، وهكذا قال كفار العرب لخاتم النبيين عليه السلام ، (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) الزخرف ) وكان التعليق من رب العزة جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف ) ، كل الأقوام السابقون إتهموا الأنبياء بالسحر والجنون وهكذا فعل الكفار العرب مع خاتم النبيين عليهم السلام : (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) الذاريات ) وكان التعليق من رب العزة جل وعلا : ( أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)) الذاريات ) ، وكل الكفار طلبوا آيات حسية ، وفعل نفس الشىء كفار العرب : ( وَقَالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ) وكان التعليق من رب العزة جل وعلا : ( تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ )(118) البقرة )، واستكثر كفار العرب أن يكون الرسول بشرا مثلهم : ( ص 8 ،الزخرف 31 ) وكذلك فعل الكفار السابقون على اتساع الكرة الأرضية مع رسلهم : ( ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا ) (6) التغابن )
5 ـ أيضا ما فعله كفار العرب فعله الكفار السابقون ، تآمروا ومكروا فحاق بهم مكرهم ، وتلك هى سنة الله جل وعلا فى التعامل مع الكافرين المعتدين ، قال رب العزة جل وعلا : ( اسْتِكْبَاراً فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً (43) فاطر ). وأخرجو النبى ومن معه : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13) ابراهيم ) وجاء الوعد من رب العزة جل وعلا : ( وَلَنُسْكِنَنَّكُمْ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) ابراهيم )، وقال جل وعلا لخاتم النبيين : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلا نَاصِرَ لَهُمْ (13) محمد )، ( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذاً لا يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً (76) سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً (77) الاسراء )، وبعد الحرة الى المدينة جاء الوعد للمؤمنين مشروطا :( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) النور ). وتحقق الوعد ، قال جل وعلا لهم فيما بعد : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) ) الأنفال ). أى إنه بغض النظرعن إختلاف الزمان والمكان والأقوام فأقوال الكافرين وأفعالهم واحدة ، أى هو تاريخ يتكرر من ( الكافرين ) المعتدين .
7 ـ لهذا ، ذكر رب العزة جل وعلا قواعد تنطبق على كل عصر ، فإذا تسلط أكابر المجرمين على قطر من الأقطار وحكموه بالتآمر والمكر والخداع ، ويحيق بهم مكرهم ، قال جل وعلا : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) الانعام ).
8 ــ وهذا العقاب الالهى يكون بتدمير هذه القرية الظالم أهلها . إذ يتطرف الظلم الى أن يحتكر الثروة اقل الأقلية ، وتصبح طبقة مترفة ، ووجود هذه الطبقة المترفة إرهاص بتدمير تلك القرية لأنها ترفض العدل ، يأمرهم المنذرون بالعدل والاحسان فيرفضون متمسكين بما وجدوا عليه آباءهم حيث توارثوا السلطة والثروة من أسلافهم وحيث عاشوا على هذه الثقافة فأصبحت دينا ، لذا يتمسك المترفون بسيرة سلفهم ( السلف الصالح .!!) ، وقد جعلها رب العزة جل وعلا قاعدة فقال:( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) الزخرف )، وجعل إهلاكهم قاعدة سارية ، قال جل وعلا : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً (16)الاسراء ) وسرى هذا قبل نزول القرآن ، قال جل وعلا : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (17) الاسراء ) وبعده سيستمر الهلاك والتعذيب الى قيام الساعة ، قال جل وعلا : ( وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً (58) الاسراء ) وقال جل وعلا :( أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ (16) ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ (17) كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (18) المرسلات ) ، لذا جاء الأمر بالاتعاظ مما حدث بالسير فى الأرض ورؤية آثار السابقين الذين أهلكهم رب العالمين:( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (45) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ (46) الحج ). أى هو تاريخ متجدد عبر الزمان والمكان .
9 ـ ومن المصطلحات القرآنية غاية الروعة قوله جل وعلا : ( ومن الناس )، وهو يعنى أنه حيث يوجد ( ناس ) أى ( مجتمع ) فمنهم من يفعل كذا أو يقول كذا . وبالتالى فهى نماذج بشرية تتكرر مع إختلاف الزمان والمكان فى كل مجتمع بشرى . أى هو تاريخ بشرى متجدد ومتكرر.ونستعرضها فى القرآن الكريم :
9 / 1 : فى كل مجتمع يوجد منافقون مخادعون ، ولا يلبث أن يحيق بهم مكرهم :( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) البقرة ). وهذا يحدث فى مجتمعات المحمديين حيث التدين السطحى والاحتراف الدينى .
9 / 2 : وفى مجتمعات المحمديين تراهم يحبون محمدا حب تقديس ـ أى الحب الذى يجب أن يكون لرب العزة وحده ـ وهو نفس الحال مع المسيحيين مع المسيح والبوذيين مع بوذا ، قال جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) البقرة ).
9 / 3 : وعن شيوخ الأديان الأرضية أصحاب الفصاحة اللسانية والقلوب المظلمة والفاسدة يقول جل وعلا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) البقرة ) وفى المقابل هناك مؤمنون مجاهدون فى سبيل ربهم جل وعلا :( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207) البقرة ).
9 / 4 وفى كل مجتمعات المحمديين والمسيحيين يوجد من يجادل بجهله فى كتاب الله :( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (3) الحج ) (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) ) الحج ) ، يفعل ذلك نضالا ودفاعا عن دينه السلفى ، قال جل وعلا : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (21) لقمان ).
9 / 5 : ومن الناس من إذا أصابته مصيبة إنقلب إيمانه كفرا : ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) الحج ).
9 / 6 :، ومنهم المنافق المتقلب : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10)العنكبوت ).
9 / 7 : ومنهم أصحاب الأحاديث الشيطانية الذين يضلون عن القرآن الكريم سبيل الله جل وعلا : (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (6) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (7) لقمان ) . أى هو تاريخ متكرر يعيد نفسه مع كل مجتمع .
10 ــ ويوم القيامة سيكون البشر جميعا ثلاثة أنواع : أصحاب الجنة فريقان ( السابقون واصحاب اليمين ، وأصحاب النار ، قال جل وعلا : ( وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْئَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) الواقعة ). فالشيطان فى كل عصر وفى كل جيل وفى كل مكان يقوم بإضلال معظم الناس ، يجعلهم يكررون نفس الأقوال ونفس الأفعال ، يكرررون نفس التاريخ ، وسيقال لهم يوم القيامة : ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) يس ).
أخيرا :
هى رؤية قرآنية .. وهى تنطبق أكثر على تاريخ المحمديين بالذات .. كيف ؟