دولة النبى محمد عليه السلام وأهل الكتاب

آحمد صبحي منصور في الأحد ٢٧ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

دولة النبى محمد عليه السلام وأهل الكتاب

أولا : حقائق قرآنية عن أهل الكتاب فى عهد النبى محمد عليه السلام

1 ـ الله جل وعلا بشّر بالانجيل وبالقرآن وخاتم النبيين محمد ( عليهم السلام ) فى وحيه لموسى عليه السلام  فى جبل طور سيناء فى ميقات موسى مع ربه جل وعلا ( الأعراف ــ 156 : 157 ). وبعضهم من المؤمنين بالقرآن قبل نزوله حين سمعوا القرآن سجدوا على أذقانهم بمثل ما فعل أسلافهم حين رفع الله جل وعلا جبل الطور فوق رءوسهم واخذ عليهم العهد ( الاسراء  107 : 109 ) ( الأعراف  171 ، البقرة 63)

2 ـ عيسى عليه السلام بشّر بنى اسرائيل بخاتم النبيين الذى سيأتى من بعده ( الصف 6 )

3 ـ علماء بنى اسرائيل كانوا يعلمون بالقرآن ، وكانوا فى ذلك حجة على العرب المكذبين بالقرآن ( الشعراء 197 ). والله جل وعلا قال للنبى محمد إنه إذا كان يشكُّ فى القرآن فليسأل عنه علماء أهل الكتاب ( يونس 94 )

4 ـ مع علم بعضهم بالكتاب القرآنى كما يعرفون أبناءهم فقد كتموا هذا الحق ( البقرة  146 الانعام 20 )

5 ـ بعضهم هاجر الى يثرب ترقبا لظهور خاتم النبيين ، وكانوا يتوعدون الأوس والخزرج بالتحالف مع النبى ضدهم ، فلما هاجر النبى محمد للمدينة كفروا به بغيا وحسدا (البقرة 89 : 91 ). على أن نشرهم للمعرفة بقرب ظهور خاتم النبيين وهجرته الى يثرب جعلت كثيرين من أهل يثرب يؤمنون بالقرآن ( الرسول ) قبل مؤمنى قريش ، أى سبقوا المهاجرين بالايمان ، وكانوا يعطفون على المهاجرين : ( الحشر 9 )

6 ـ  صحف ابراهيم وموسى عليهما السلام كانت موجودة ومتداولة بين العرب فى عصر النبى محمد ( النجم 36 : 37 )

7 ـ  فى الوقت الذى حرّمت فيه الدولة الرومانية الانجيل الحقيقى وفرضت كتابات أخرى فى سيرة المسيح على أنها الأناجيل المعتمدة ، كان الانجيل الحقيقى موجودا فى الجزيرة العربية التى عاش سكانها مستقلين بدون سلطة مركزية تتحكم فيها بكهنوتها، وقد طلب رب العزة من أهل الانجيل أن يحكموا بما أنزل الله فيه ( المائدة 47 ) بما يؤكد أنه كان فيه تشريعات ملزمة لهم .

8 ـ كانت التوراة الحقيقية موجودة فى الجزيرة العربية فى عصر النبى محمد عليه السلام ، وأمر الله جل وعلا بنى اسرائيل وقتها أن يتحاكموا اليها بدلا من التحاكم الى الرسول ( المائدة 43 ) وتحداهم فى حوار أن يأتوا بالتوراة ويقرأوها ( آل عمران 93 ) ، وأمر أهل الكتاب جميعا أن يقيموا التوراة والانجيل ، يعنى أن يطبقوا تشريعاتهما ( المائدة 66 )

 9 ـ يوم القيامة سيكون أهل الكتاب أصناف ثلاثة حسب الايمان والعمل ، منهم السابقون ومنهم المقتصدون ( والصنفان فى الجنة ) ثم الأكثرية الضالة ( آل عمران ـ 113 : 1115 )( الاعراف ـ 166 : 170 ) ( المائدة 82 : 85 ) . وهو نفس التقسيم للصحابة فى عهد النبى ( التوبة 100 ــ )، ونفس التقسيم للمؤمنين بالقرآن ( فاطر 32 ) ( النساء ـ 160 : 162 ) ، ونفس التقسيم للبشر جميعا يوم القيامة ( أوائل وأواخر سورة الواقعة ) وقد كرر رب العزة فى القرآن الكريم ذكر المؤمنين السابقين من أهل الكتاب ( آل عمران 199 : 200 )( القصص 52 : 55 ) .

10 ـ الضالون من بنى اسرائيل والذين هادوا كان إسمهم اليهود . ومن صفاتهم الاعتداء الحربى وعبادة عزير ( أوزوريس ) مشابهين للنصارى ، وكانوا أحيانا يتحالفون معه . وكانوا مع الكافرين العرب المعتدين أشد الناس عداوة للمؤمنين المسالمين  ( المائدة 64 ، 82 ) ( التوبة 30 : 35 )

 ثانيا : حقائق قرآنية عن العلاقات الحربية بين المسلمين وأهل الكتاب فى عهد النبى محمد عليه السلام :

1 ـ حفلت سور البقرة وآل عمران والنساء والمائدة بمعلومات عن تآمر الضالين من أهل الكتاب ، وبحوارمعهم ، هذا بالاضافة الى القصص القرآنى عن بنى اسرائيل فى سور مكية مثل الاعراف والقصص . ويبدو فى الرد عليهم وفى الحوار معهم روعة الاسلام فى التسامح وحرية العقيدة ، خصوصا مع معرفة أن هذا الحوار فى التنزيل المدنى يعنى أنه كانت لهم الحرية المطلقة فى الدين ، إذا دخلوا وعاشوا فى دولة النبى محمد عليه السلام . نأخذ أمثلة فى : ( البقرة 75 : 113 ) ( آل عمران 59 : 85 )( المائدة 58 : 59 ) .

2 ـ القصص القرآنى عن الجانب القتالى فى دولة النبى له إصطلاحاته الخاصة ، فالمعتدون يأتى وصفهم بالكفر والشرك لأن الشرك والكفر فى السلوك يعنى الاعتداء . وعلى هامش هذا يأتى مصطلح الموالاة بمعنى التحالف ، وتكرر نهى المؤمنين عن موالاة الكافرين المعتدين على بلادهم . وأحيانا يأتى الوصف بالاعتداء وتفصيلاته ( الممتحنة : 1 ـ ،  8 : 9 ) ( النساء 139 ) ( التوبة23 : 24  ) ( الانفال 72 : 73  ) . وفى معظم الأحوال يأتى الأمر بالقتال مع تحديده بأن يكون فى سبيل الله ـ أى لمجرد رد عدوان بادىء قائم ، والرد عليه بمثله ، ثم عندما ينتهى العدوان ينتهى الرد عليه ويتوقف القتال . ( البقرة 190 ـ ). والواضح أن القتال الدفاعى كان عبئا ثقيلا على الصحابة فى أغلب الأحوال ( البقرة 216 )، لهذا تعرضوا الى لوم متكرر من البداية فى المدينة ( النساء 77 ) ( الأنفال 5: 7 ) الى أواخر ما نزل ( التوبة 13 : 16 ، 38 : 39  ) وتكرر حثهم على القتال الدفاعى ( الأنفال 65 : 66 ، النساء 84 ) . بل يبدو هذا أكثر فى تثبيت الله جل وعلا لقلوبهم عند القتال لأنهم فى الأصل مسالمون يكرهون القتال ويهابونه . جاء هذا فى البداية عن معركة بدر ( الانفال 9 : 13 ) ثم فى حصار المشركين للمدينة ( الأحزاب 9 : 10 ) الى أواخر ما نزل ( الفتح 4 ) ( التوبة 26 ).

3 ـ فى ضوء ما سبق نفهم السياق القرآنى للمعارك الحربية بين دولة النبى والمعتدين من أهل الكتاب . وقد جاء هذا فى سور ( الأحزاب ) و ( الحشر ) فى البداية ثم فى سور المائدة والتوبة فى أواخر ما نزل . وهنا نضع بعض الملاحظات بناءا على ما سبق :

3 / 1 : قلنا أن مصطلح ( اليهود ) هو للضالين من بنى اسرائيل فقط . وقد وصفهم رب العزة بالتطرف فى الكفر العقيدى والتطرف فى الكفر السلوكى بإدمان الاعتداء الحربى وقتها فقال عنهم : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) المائدة ) ، ثم قال بعدها فى الدعوة لهدايتهم : ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) المائدة ).

3 / 2 : وسبق أن بعض أهل الكتاب كانوا قد هاجروا الى يثرب ليأخذوا من مهجر النبى اليها وسيلة يقهرون بها الأوس والخزرج حربيا ، فلما هاجر النبى والمهاجرون للمدينة كفروا ( البقرة 89 : 91 ) . هؤلاء بعدوانيتهم صاروا شوكة فى جنب المسلمين . وحين حوصرت المدينة بجيوش الأحزاب تحالفوا مع الأحزاب ، وحين إنسحب الأحزاب منهزمين بلا قتال إتجه جيش المسلمين لحضارهم فى حصونهم الحربية . وقد سلّط  الله جل وعلا الرعب على المعتدين اليهود وهم فى حصونهم فإنهزموا بعد قتال يسير . قال تعالى عن إنسحاب جيوش الأحزاب ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) الأحزاب ) وقال عن رعب المعتدين اليهود :(وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً (27)الاحزاب ). هذا مع ملاحظة أنه لم يرد فى القرآن الكريم إشارة الى أنه كانت للمدينة حصون عسكرية ، بل على العكس كانوا يلجأون الى الخروج من المدينة لملاقاة العدو المهاجم قبل أن يقتحمها . ومصطلحات ( الخروج و النفرة ) دليل على هذا .

3 / 3 : تعرضت سورة الحشر لمصير قوم معتدين من أهل الكتاب ، واضح أنهم إعتدوا ثم خافوا الانتقام من المسلمين فهجروا بلدهم بلا قتال قبل ان يخرج المؤمنون لقتالهم، وتركوها غنيمة للمؤمنين . والله جل وعلا لا ينسب ما حدث للمسلمين بل اليه هو جل وعلا ، فقد كان المتوقع ألا يخرجوا من حصونهم المنيعة ولكن الرعب الذى بثّه الله جل وعلا فى قلوبهم هو الذى جعلهم يسارعون بالفرار منها ، قال جل وعلا : ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِوَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1) هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنْ اللَّهِ فَأَتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ (2) الحشر ) . واضح أنه كانت لهم سُمعة حربية هائلة وحصون منيعة . ولكن الرعب الذى سلطه الله جل وعلا عليهم جعلهم يفرون بعد أن دمروا ممتلكاتهم .

وقال رب العزة  عن السبب ، وهو :(ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقَّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (4) الحشر ) وهو نفس السبب الذى كان فى هزيمة قريش بجبروتها فى موقعة بدر ، إذ قال جل وعلا عنهم نفس الوصف : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) الانفال ). وعليه فلم يرسل النبى جيشا ، وكان ما تركه أولئك المعتدون فيئا للمسلمين ، قال عنه جل وعلا : ( وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6) الحشر ). ولم يأت فى القرآن الكريم تفصيلات عن إعتدائهم سوى مجرد الإشارة فى الآية 4 من سورة الحشر .

 4 : نفس الحال فى أواخر ما نزل فى سورتى المائدة والتوبة .

4 / 1 : فى سورة المائدة قال جل وعلا  عن إعتدائهم : ( وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)) وقبلها قال جل وعلا :  : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) المائدة  ). النهى عن الموالاة يعنى وجود حرب قائمة . وهناك منافقون تحالفوا مع أولئك المعتدين من اليهود والنصارى ، وجرى جدال بهذا الشأن لأن المنافقين من سكان المدينة أصبحوا بالعهد جزءا من الدولة مرتبطين بالدفاع عنها ، فكيف يتحالفون مع عدو يهاجم دولتهم ؟

4 / 2 : المؤسف أن المواشى من خطباء السنيين يستخدمون هذه الآيات الكريمة فى التحريض على قتال وكراهية المسالمين من الأقباط والمسيحيين .!!

4 / 3 : وفى سورة التوبة يقول جل وعلا عن اليهود والنصارى المعتدين : (قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29) ). هنا شرح لإعتداءاتهم بمترادفات موجزها أنهم يستحلون العدوان . وقلنا أن الأمر بالقتال لا يكون إلا فى رد العدوان بمثله . وفى رد العدوان بمثله يكون الجزاء العادل ، ليس بإحتلال أرضهم بل بأن يدفعوا غرامة حربية ( جزية من الجزاء ) .

أخيرا :

1 ـ ابن اسحاق ( المتوفى  عام 152 )هو أول من كتب السيرة فى العصر العباسى . كتبها من دماغه نقلا عن روايات شفهية زعم أنه سمع معظمها من ابن شهاب الزهرى المتوفى 125 ، وقد أثبتنا أنه لم يلق ولم يقابل ابن شهاب الزهرى على الاطلاق . وقلنا وأثبتنا أن ابن شهاب الزهرى كان خادما للخلفاء الأمويين خائنا لقومه أهل المدينة ، أى ليس ثقة . هذا على فرض أن ابن اسحاق قابله وروى عنه . ثم إن ابن شهاب الزهرى  ليس من الصحابة . 2 ـ ابن اسحاق فى رواياته إخترع حروبا لم تحدث ، ولم يسجل أحداثا تاريخية تشرح ما أوجزه القرآن من قصص معاصر للنبى محمد عليه السلام . وقام بتشويه سيرة النبى وخلق شخصية له تتناسب مع شخصية أبى جعفر المنصور .  

اجمالي القراءات 7056