سلاحي ،،، التضرع لله

شريف هادي في السبت ٢٨ - أبريل - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً

كثيرون هم من حاربوني ، ومازالوا يحاولون ، ولقد نجح بعضهم في إصابتي وفشل الآخرون ، ولكن لم يقتلوني بل كنت في كل مرة أزداد قوة ، والضربات التي لم تقتلني حتما تقويني ، ولا أعرف متى ينجحون في صيدي ، في كل حرب دخلتها فرضت علي فلم أبدأ يوما بالعدوان ، ولكن حتى الآن لم يقل لي أحدهم ولم يصرح لماذا حاربني؟ استعصى علي الفهم حينا ودنى أحيانا ، كنت أتعجب فهم جميعا يصلون كصلاتي ويرفعون أكف الضراعة كما أرفعها لله ، يصومون ويزكون ويعرفون الحلال والحرام ، فمن أباح لهم دمي ومالي وعرض&iacuiacute; وكل خصوصياتي ، كنت بينهم كغنيمة حرب ، أو كتركة ارث ، كنت أتعجب من ذلك ولكن العجب كل العجب أنهم جميعا وحتى الآن لم يتمكنوا من القضاء عليَ ، فقد حرم الله دمي وعرضي ومالي عليهم حرمةً كونيةً لا دخل لي فيها.
وهم أيضا كانوا يتعجبون ولسان حالهم يقول ، تبا لهذا الرجل نحفر له الحفر فلا يقربها نعد له الدسائس والمؤامرات ونحيكها له بليل بهيم ، فينجوا منها ، راجح هو عقله فيزيدنا غيظا ، عظيم هو تدبيره فيملأنا حقدا ، رائعةٌ هي قوته فتفجر براكين الحسد في قلوبنا ، ولكننا لن نسكت ولن نتراجع وسنحاول ونحاول وقد يأتي اليوم الذي تفلح فيه محاولاتنا ، فنراه مجنونا يترنح أو غبيا يتخبط أو جثةً هامدةً فتهدأ نفوسنا وتقر أعيننا ، ثم نشرب من دمه فنرتوي وننهشه فنشبع ، ثم ماذا؟ لا إجابة عندهم وعندي الجواب ، ثم ينصرفون إلي ضحية أخرى يبحثون عنها بعناية فائقة ، فضحيتهم ليست منهم فالذئاب لا تأكل بعضها ، ثم تبدأ دورتهم ولا تنتهي إلا بنهش لحم الضحية الجديدة وشرب دمها ، وهكذا لا يهدأون فما ان ينتهوا من ضحية حتى يبدأو في اخرى ، فبطونهم لا تمتلئ ولو بكل ضحايا العالم وعروقهم لاترتوي ولو تحولت كل انهار العالم دماءاً ، انهم ذئاب يتخفون في صوف الحملان ، ووحوش كاسرة في مسوح الرهبان ، صلاتهم عار عليهم قاموا لها ولم يقيموها ، وعباداتهم كل عباداتهم خزي لهم تظاهروا بها ولم يتقنوها ، أفتوا في الهللة واستحلوا الضيعة ، حرموا طول الإذار وأوجبوا طول الأيدي.
ولكنهم مساكين أشفق عليهم ، فليس عقلي ولا تدبيري ولا قوتي ، فعقلي ضعيف قاصر لا يعرف إلا ما أخبرته به الحواس ومؤامراتهم بعيدا عن حواسي ، فآنى لعقلي أن يعرف ، وتدبيري قاصر فأحترس مما أعرف ، أما ما أجهل فلا تدبير له عندي ، وجهلي أكثر من معرفتي فكيف يكون تدبيري منقذي؟ حاشا لله ، وعن قوتي فلا تقاس بقوتهم وكل ما أعرفه هو ضعفي الشديد وأن قوتي أقل بكثير من أضعف مؤامراتهم وأقلها تدبيرا ، ولكن،، وعجبا من ولكن!
الله رب العالمين ، الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور ، له الأسماء الحسنى والصفات العليا جل جلاله وعظمت عظمته وقدرت قدرته ، مسبب الأسباب ومجري السحاب وهازم الأحزاب ، قل ادعوا الله أو ادعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ، اذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعِ إذا دعاني ، له جنود السماوات والارض وله جنود لم نراها ، عالم الغيب والشهادة الرحمن ، والله بكل شيء محيط ، والله على كل شيء قدير.
فإذا ما استلوا سيوفهم وحرابهم من خمدها وسنوها وبدأوا حربا غير متكافئة ، أهرع إليه ، واستنجد به ، وأتوب إليه ، وأتوسل إليه ، أبكي لديه في خشوع وتذلل ، وأقول له ربي أنت القائل " وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" يونس 107 ، ربي اني أضعف من ضرك فلا تضرني وأكشف عني ما قد أصابني ، واشملني ربي بإرادة خيرك وعظيم فضلك انك على كل شيء قدير ، ربي اني أدعوك بدعاء عبدك ونبيك نوح " فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ" ربي انه لا يعجزك ان تجعل نارهم عليَ كنار عبدك ونبيك وخليلك ابراهيم " قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا " ، اللهم افدني فدائك لعبدك ونبيك اسماعيل " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"، اللهم نجني منهم كما نجيت موسى عبدك ونبيك وكليمك ومن معه من بني اسرائيل من فرعون والغرق "وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" ، اللهم انقذني منهم كما انقذت عبدك ونبيك عيسى من الصلب والقتل " وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا" ، اللهم اعصمني منهم كما عصمت عبدك ورسولك وآخر انبيائك محمد - عليه وعلى كل الآنبياء والمرسلين الصلاة والتسليم - من الناس " وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الكافرين" ، اللهم لو أختصصت بفضلك أنبيائك هلك خلقك ولكنك ذو فضل على الناس اجمعين وأنت ذو الفضل العظيم ، اللهم ان ذنبي عظيم ومغفرتك أعظم ، وكيدهم عظيم وكيدك أعظم ، اللهم ياغافر الذنب وقابل التوب يا شديد العقاب يا ذا الطول ، انك يارب واسع الرحمة والمغفرة تعاملنا بما انت أهل له فتنصرنا وتعزنا بنصرك وبعزك ، ولا تعاملنا بما نحن أهل له فتخزنا بذنوبنا وتهلكنا باعمالنا ، لك ربي المشتكى ومنك الركن الشديد المرتجى وعندك ربي الملتقى.
" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" ، اللهم ربي ان جرت مشيئتك على غير ما ارجو واشتهي فالحمد لك على ما جرت به مشيئتك والحمد لك على ما عفيتني من الذنوب والآثام ، وان جرت مشيئتك على ما ارجو واشتهي فالحمد لك على ما جرت به مشيئتك والحمد لك على ما انعمت به علي من الخير والنعم.
أنت أعلم بي ربي فذنوبي لتنوء بحملها العصبة اولي القوة ولكنك وسعت كل شيئ رحمة وعلما ، وأنت العليم القدير ، وهبت لي قلب لايعرف الحقد حتى على من حاربوه ولا يعرف الكره حتى لمن كرهوه وآذوه ، فقد وهبتني ربي قلبا أبيض ، اتقرب اليك به فان قبلت فاحميني من كيدهم ، وان لم تقبل فياويلتي فانك لا تتقبل الا من المتقين ، فعافني.
ولا اعرف مقدار الوقت الذي اقضيه بين يديه باكيا متضرعا خائفا مقبلا ، حتى يهدأ قلبي وتستقر نوازعي.
ثم أخرج لمن حاربني ، مبتسما غير عابء بهم ، تعلوا أصواتهم ويخرج صوتي خفيضا فتتلاشى أصواتهم ويسمع صوتي ، يحاربوني أول ما يحاربون في رزقي فيزيدني الله رزقا على رزق " وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" ، ثم يريدون أن ينزعوني من منصبي فيزيدني الله قوة وثبلتا فيه أو يبدلني خيرا منه ، ينظرون كيف يهدمون علي بيتي ، فيزداد أهلي حبا لي وتعلقا بي ، يحيكون المؤامرات فيكشف زيفها رب العالمين ، يتفننون في الشر والأذى حتى أن أبليس ليقف صاغرا أمامهم معلنا السبق والريادة لهم ، ولكن لاأعرف كيف أنجو في كل مرة من حبائلهم وشباكهم ، يفتحون لي أبواب الزنازين والسجون فألج من أبواب القصور والجنان
لو اخبرتكم كيف تقلدت المنصب تلو المنصب دون ظهر يحميني غير ركن ربي ، ودون عائلة أقوى بها غير شكري وحمدي لقلتم كاذب ، كنت أدفع عني تلكم المناصب ، وأُحارب فيها حرب ضرووس ، فتأتيني صاغرة والله على ما أقول شهيد ، ويبقى ما صرفة الاخرين حسرة عليهم ، اعدائي بعضهم من الوزراء والمسئولين وبعضهم من الهواة والمغامرين ، لديهم من المال أكثره والنفوذ أشرسه ، ولكن أخرج دائما منتصرا والحمد لله الذي يبلوني أأشكر أم أكون من الكافرين فالحمد لله والشكر لله ، سمعت أحدهم يقول عني هذا الرجل لايمكن محاربته وعليك أن تفعل معه احدى اثنتين ، تقتله فورا أو تحضنه فورا ولست مستعدا لأن أحاكم في دمه ثم قام وحضنني.
لم أبدأ أبدا حربا ولم أختر أبدا ميدانا ، ولم استعد ابدا لمنازلة ، كان يحلوا لهم أن يفاجئوني ليَصرَعوني ، فيُصرَعون ، يحفرون لي حفرة في طريقي الذي اعتدت السير فيه فأتنكبه ولا أعرف لماذا؟ فيتكلمون في فطنتي وذكائي ، دائما الفرق بيني وبين الوقوع في شراكهم دقائق بل وثواني ، فيقولون ما أمكره ، وأقول ما قاله ربي " وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ" وأقول ما قاله ربي " وَلَكِنَّ اللَّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"
ما بال هؤلاء القوم يرون الحلم ضعفا والأدب تخاذلا واحترام الناس خوفا وجهلا ، لايعجبهم منا شيئا ، إذا امتثلنا لقول الله ان الله لا يحب كل مختالا فخور قالوا لا يصلح لهذا المنصب ، واذا منحنا المنصب رزانة يحتاجها ، قالوا مالهذا الرجل يتعالى علينا ، واليوم وقد فرضت علينا حربا جديدة ندعوا الله النصر والثبات.
أخواني ، أنا لم أفشِ سرا بيني وبين الله ولكن حدثت بنعمة ربي عليَ كما أمرني " وأما بنعمة ربك فحدث" ، لعل كلامي يكون فيه عبرة .
اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من اهلي اشدد به ازري واشركه في امري كما فعلت لعبدك ونبيك وكليمك موسى " قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي ، وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي ، هَارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي "
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
أخوكم شريف هادي

اجمالي القراءات 27342