الجنون فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى في الجمعة ٢٦ - مايو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً


الجنون فى القرآن
ماهية الجنون :
 الجنون فى المصحف يطلق على معنيين :
 الأول  :
عدم العقل وهو الخبل المعروف كما فى قول الكفرة عن الرسول (ص) "إنك لمجنون "
الثانى  :
 الكفر كما فى قوله تعالى "ما أنت بنعمة ربك بمجنون "
اتهام الرسل (ص) بالجنون :
اتهمت كل الأقوام قبل عهد محمد (ص) رسلها بتهم الجنون وهو الخبل والمراد السفاهة أى عدم وجود عقل فيهم وبالسحر  وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات :
"كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون "
اتهام نوح (ص) بالجنون :
 اتهم كبار قوم نوح(ص) نوحا وتبعهم فى هذا أتباعهم بالجنون فقالوا :
 مجنون أى مخبول فى عقله وازدجر
 وفى هذا قال تعالى بسورة القمر :
"كذبت قبلهم قوم نوح فكذبوا عبدنا وقالوا مجنون وازدجر "
اتهام فرعون لموسى (ص) بالجنون :
 لما أجاب موسى(ص) فرعون عن أسئلته عن الله بإجابات لا تعجبه قال لقومه :
إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون أى مخبول عقليا والسبب هو أنه أراد إلها متجسدا وليس إلها غيبيا كما بين له موسى(ص) وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء :
"قال إن رسولكم الذى أرسل إليكم لمجنون "
اتهام محمد (ص) بالجنون :
اتهم الكفار محمد (ص) بأنه مجنون أى مخبول عقليا والمراد ليس له عقل وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر :
"وقالوا يا أيها الذى نزل عليه الذكر إنك لمجنون "
دلالة اتهام محمد(ص) بالشعر والجنون :
اتهم الكفار محمد(ص) بأنه شاعر ومجنون والشعر والجنون لا يتفقان فى عرف الكفار فالشاعر ناظم لكلام ونظم الكلام يحتاج لفكر والمجنون أى المخبول عقليا لا يملك  مزية الفكر فكلامه غير مرتبط مختلط بينما هم  سموا الشعر نظما وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات:
" ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون "
 دلالة اتهام محمد(ص) بالمعلم المجنون:
كفار قريش وغيرهم قالوا عن النبى محمد(ص) أنه معلم مجنون والاتهام هو دليل خبل الكفار فالعلم وهو مهمة المعلم لا يتفق مع الجنون كما أن المجانين فى عرف القوم لا يمكن أن يتعلموا بفرض أنه مجنون فالتلاميذ لا يمكن أن يكونوا مجانين لأن المجانين أى المخبولين عقليا لا يتعلمون والمجنون لا يمكن أن يكون معلما وفى هذا قال تعالى على لسانهم بسورة الدخان :
" ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون "
معنى أن محمد(ص) ليس بنعمة الله بمجنون :
أقسم الله لنبيــه (ص)بنون وهى الناس والقلم وهو أداة الكتابة وما يسطرون وهو الذى يكتبون من الحق أى الوحى على  أنك ما أنت بنعمة ربك بمجنون والمراد ما أنت بحكم إلهك بكافر وفى هذا قال تعالى بسورة القلم :
" ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون"
نفى الله جنون النبى (ص):
نفى الله جنون وهو عدم عقل الرسول (ص)للكفار بدليل أنه صاحبهم أى صديقهم فهم يعرفونه حقا والدليل أنهم من أطلقوا عليه الصادق الأمين وهم من مدحوه طوال عمره بالعقل وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير :
" وما صاحبكم بمجنون "
زمن تقرير الكفار جنون محمد(ص):
 الكفار قبل رسالة محمد (ص) كانوا يصفونه بالعقل فلما أتاه الذكر وهو الرسالة أى الوحى فأسمعهم إياه قالوا عنه :
إنه لمجنون أى بدون عقل  وفى هذا قال تعالى بسورة القلم :
"وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون"
طلب الله التفكير فى الصاحب أنه ليس بمجنون :
 طلب الله من  النبى (ص) أن يبلغ الكفار قول الله لهم :إنما أعظكم بواحدة والمراد إنما أنصحكم بأمر هو أن تقوموا لله مثنى وفرادى والمراد أن تستيقظوا ليلا طلبا لرحمة الله مثنى أى اثنين اثنين وفرادى أى وحدانا كل واحد بمفرده ثم تتفكروا والمراد وتنظروا ما بصاحبكم من جنة أى ما بصديقكم من سفه ،وهذا يعنى أنه يطلب منهم التفكير فى أنه عاقل وليس مجنونا ،إن أنا إلا نذير لكم والمراد مبلغ للوحى لكم بين يدى عذاب شديد وفى ذا قال تعالى بسورة سبأ
  "قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدى عذاب شديد"
تربص الموت بالمجنون :
من جنون الكفار أنهم قالوا لبعضهم :
إن محمد رجل به جنة أى جنون أى مس أى ليس به عقل فتربصوا به حتى حين والمراد انتظروا حتى يموت فينتهى كلامه وذكره وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون :
"إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين "
سؤال هل محمد (ص)مفترى أم مجنون :
سأل الله هل محمد(ص افترى على الله كذبا أى هل نسب إلى الرب باطلا أم به جنة أى سفه ؟والغرض من الأسئلة هى نفى افتراء الرسول (ص)الوحى ونفى جنونه وفى هذا قال تعالى بسورة سبأ :
 "افترى على الله كذبا أم به جنة "
أسئلة لنفى الجنون والكذب عن النبى(ص)
سأل الله أفلم يدبروا القول أى هل لم يفهموا الوحى ؟والغرض من السؤال إخبارنا أن القوم لم يطيعوا القرآن مصداق لقوله بسورة محمد"أفلا يتدبرون القرآن "ويسأل أم جاءهم ما لم يأت آباءهم والمراد هل أتاهم الذى لم يجىء آباءهم ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الوحى عبر العصور كان واحدا فما أتى الأباء أتى لهم ويسأل أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون والمراد هل لم يعرفوا نبيهم (ص)فهم به جاهلون والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الكفار كانوا يعرفون الرسول (ص)معرفة شخصية ويعرفون أنه عاقل وليس مجنونا ويسأل أم يقولون به جنة أى سفاهة وهذا يعنى أنهم يتهمون النبى (ص)بالجنون وهو ما ليس فيه ويبين لنا أن النبى (ص)جاءهم بالحق والمراد لقد أتاهم بالعدل وأكثرهم  للحق كارهون أى ومعظمهم للعدل باغضون وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون :
" أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت أباءهم أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون"
دلالة طلب الكفار من المجنون :
اتهم الكفار محمد(ص) بالجنون وهو عدم العقل ومع هذا طلبوا من عديم العقل أو قليل العقل طلبا هو الإتيان بالملائكة ومجرد مطالبة المجنون بشىء يعنى أن الطالب هو المجنون لأن المجنون لا يطلب منه أحد شيئا إلا إذا كان هو المجنون وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر :
" وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ  لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ"
جنون العلم :
 عبارة خاطئة يقصد بها المقولات المستحيلة التى يريد البعض تحقيقيها وتحقيق المحالات هو تخريف وليس علما لكون العلم متحقق أو ممكن التحقق
 الجنون فنون :
 مقولة خاطئة إذا قصد أن الجنون يخرج منه أشياء معقولة ولكن إذا قصد بها تنوع الأمور الغريبة عند المجانين فهى عبارة صحيحة فالمجانين كل منهم يختلف عن الأخر فى جنونه
هل المجانين فى نعيم ؟
بالقطع المجانين ليسوا فى نعيم فالنعيم يقصد به السعادة التى لا تشوبها شائبة وهى سعادة الجنة وهو أمر غير موجود فى الدنيا
 سبب وجود المجانين :
سبب وجود المجانين وهم المخبولين عقليا هو ابتلاء أهاليهم بهم وأيضا من يتعاملون معهم كما قال تعالى بسورة الأنبياء :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
المجنون نتاج من ؟
كل إنسان يولد كالأخر بالضبط صفحة بيضاء لا علم فيها كما قال تعالى بسورة النحل :
"يخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا "
ومن ثم فالجنون طارىء على الإنسان بعد ولادته إما بسبب الإهمال فى الرعاية أو بسبب الصدمات

اجمالي القراءات 21672