الصراط المستقيم و الخلق العظيم هما صفتان تتحققان بإتباع أيات الكتاب المحكمات و المفصلات فقط للوصول إلى التأويل.
قال تعالى:"فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾" (سورة الزخرف)
قال تعالى:"وَهَـٰذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ ﴿١٢٦﴾" (سورة الأنعام)/ المشار إليه بهذا هو ما أوحي لمحمد من الكتاب.
قال تعالى:"لَّقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ ۚ وَاللَّـهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٦﴾" (سورة النور)
قال تعالى:"يس ﴿١﴾ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴿٥﴾" (سورة يس)
قال تعالى:"ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴿٤﴾" (سورة القلم)
و لاحظ مفردة "خلق" في قوله تعالى "و إنك على خلق عظيم" وجب قراءتها بفتح "الخاء" و تسكين "اللام" و تنوينالكسر على "القاف". كما في قوله تعالى:" إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣٥﴾ قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ ﴿١٣٦﴾إِنْ هَـٰذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ ﴿١٣٧﴾ وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ﴿١٣٨﴾" (سورة الشعراء)
قال تعالى:" وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦﴾ مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧﴾ أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨﴾" (سورة ص)
قال تعالى:" وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ۚ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ﴿١١﴾ " (سورة الأحقاف)
قال تعالى:"وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا ۙ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣١﴾" (سورة الأنفال)
فلاحظ "إختلاق" من الفعل "إختلق" و هذه الصيغة تماثل فعل "إسترق", "إلتمس" , "إشتمل" , "إنتثر" , "إبتغى", "إشتعل" . و هذه الصيغة الفعليه تعني حدثا يحدث لفترة محدودة و بصورة مؤقتة.
و لاحظ أيضا برد قوم عاد على رسول الله هود و قولهم "إن هذا إلا خلق الأولين" , فهم لم يقولوا "إن هذا إلا إختلاق". لأنالإختلاق هو كل مستطر مصدره غير معلوم, لقوله تعالى:"مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ" . أما الخلق فمصدره معلوم; أي قوم عاد سمعوا عن ملة نوح وعلموا أن هناك تشابه بينها و بين ما جاء به أخوهم هود. ولذلك الإختلاق يحمل الصيغة الظرفية المؤقته لأنه كالشائعة غير موثوقه المصدر فتأخذ ذروتها عند إبلاغها و لكن مع مرور الزمن تنسى وتذهب أدراج الرياح.
فخلق الأولين و إختلاق الأولين كلاهما يقع تحت نطاق أساطير الأولين; كما في قوله تعالى:" قال تعالى:"بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾" (سورة المؤمنون)
و عسى أن يهدينا ربنا لأقرب من هذا رشدا و قل ربي زدني علما.