دليل مُركب على ان النبى عليه السلام لم يكن يملك حق التشريع لنفسه ولا للمُسلمين .
أعلم أن الموضوع صادم ،ولكن الصبر والهدوء وإقرأمعى قول المولى عزّوجل فى سورة الأحزاب 50-52
((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)۞ تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا))
هل ممُكن حضرتك تُشاركنى تدبر التشريعات التى وردت فى تلك الآيات الكريمات ، ولا تقرأ لمجرد القراءة ولكن للتفكر فى الموضوع ؟؟
والتدبر هو أن نُفكر وندرس الآية الكريمة ، ونسير خلف حقائقها وتشريعاتها ونتائجها هى ،وليس خلف ما نريده نحن ،ولا ما يفرضه تراثنا المكنون فى عقلنا الباطن لنفرضه عليها ،أو لنبحث له عن مُبررات قرآنية من وجهة نظرنا لنؤكد صحته ، فالقرآن قاض على التراث ،وليس العكس ،والقرآن يُعلى ولا يُعلى عليه .
1== ولنبدأ بتدبرفى قوله تعالى (( إنا أحللنالك) . فمن المُتكلم هُنا ؟؟
المولى عزّ وجل
من المُخاطب ؟؟
النبى محمد بن عبدالله .
2== ولنقرأ ونتدبر قوله تعالى ((وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)). فالآية الكريمة تُخبرنا بأن إمرأة مؤمنة جاءت ووهبت نفسها للنبى وعرضت عليه الزواج منها خارج دائرة ما أحله الله له من ازواجه ،ومن بنات عمه وعماته وخاله وخالاته اللاتى هاجرن معه ، ورغب النبى عليه السلام فى الزواج منها .
فماذا فعل بعدما أُغلقت أمامه دائرة الزواج ؟؟
هل شرع لنفسه وأحلها لنفسه بنفسه لأنه نبى ثم تزوجها ؟؟
لا لم يفعل. بل إنتظر حتى نزل القرآن الكريم ليفصل له فى طلبها ،وهل يتزوجها أم يردها ، ثم أخبره وأخبرنابعده بأنها حالة فريدة اباحها المولى عزّوجل لنبيه وغير مسموح بها مرة أخرى لا له، ولا لمن معه ولالمن سيأتى بعده من المُسلمين .
3== - ولنقرأ قول العلى القدير سبحانه ((خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ)) .
فمن المُتكلم فى قوله تعالى(( قد علمنا ما فرضنا عليهم)) ؟؟؟
المولى عزّوجلّ .
ومن المُخاطب ؟؟
النبى عليه السلام والمؤمنين إلى يوم القيامة .
4== ولنقرأ قوله تعالى ايضا (( لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا ))..
من المُتحدث فى الآية الكريمة ؟؟؟
المولى عزّوجل ...
ومن المُخاطب ؟؟
النبى عليه السلام ..
ما موضوع الخطاب والأمر التشريعى ؟؟؟
إغلاق دائرة الزواج للنبى وإقتصارها على ما شرعه له ربه فى الآيات السابقة (50-51)..
- خلاصة القول ..
هذه الآيات الكريمات من سورة الأحزاب تحدثت عن تشريعات، وأوامر خاصة بالنبى عليه السلام وأزواجه ، ومن معه من المؤمنين ومن سيأتى من بعدهم إلى يوم القيامة وأزواجهم ،وطريقة زواجهم .
فهل تدخل النبى عليه السلام فى أى أمر تشريعى منهما ،سواء ماكان خاصا به ، اوما كان خاصا بالمؤمنين أو كان له من الأمر شيئا ، اما انها تشريعات فُرضت و نزلت عليه من لدُن الحكيم الخبير سبحانه ؟؟؟
فإذا كان النبى لم يكن يملك حق التشريع لنفسه حتى فى زواجه وطلاقه ،فكيف يقولون انه كان يملك حق التشريع العام ،او الخاص للمُسلمين ؟؟
اليس من يقول أو يؤمن بعد بيان آيات سورة الأحزاب بأن النبى عليه السلام كان مُشرعا ،أو كان يملك حق التشريع له أوللمُسلمين يكون قد كفر بما أُنزل على النبى من القرآن ؟؟
الا يجعله بذلك شريكا لله فى حُكمه وأمره سبحانه وتشريعاته ؟؟
وبناءا عليه فإن فمن يقول او يؤمن بهذا عليه أن يُراجع إيمانه بربه الحكيم الخبير وحده لا شريك له فى حُكمه وأمره قبل أن يأتى يوم لابيع فيه ولا خُلة ولا شفاعة ولا خروج من النار (والعياذ بالله ) .وليؤمن بأن النبى عليه السلام كان مُبلغا ومُتبعا للوحى، مُنفذا لأوامره ونواهيه .
ودائما صدق الله العظيم القائل لنا وللنبى من قبلنا فى كتابه الحكيم ثلاث مرات بأن النبى عليه السلام كام مُتبعا للوحى وليس مُشرعا ..(( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ)). الأنعام 50
((وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ )) يونس 15
((قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ)) الأحقاف