يقول الحق جل و علا : (يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) ، في هذا المقال المتواضع لا أريد التطرق إلى تأريخية خطب الجمعة و هو مبحث هام و للباحث في هذا المجال يقول لنا أين أختفت خطب النبي محمد عليه الصلاة و السلام !! و أين هي كمية المواعظ التي كان يقولها عليه الصلاة و السلام كل جمعة و لو وجدت تلك الخطب لتبين الكثير و الكثير من تأريخ الإسلام الحقيقي لأن تلك الخطب كانت ( ذكر الله ) أي كانت قرآنا يُتلى أو قرآنا يتُلى و توضيحا لما استشكل فيه أو كانت قرآنا لا سيما الآيات التي تتحدث عن الموعظة و لو أدركنا تلك الخطب لعرفنا حتى تسلسل نزول الآيات و بالتالي الأحداث .
بحث هائلا و يحتاج لوقت و كمية من المصادر ليست العربية فقط بل غير العربية ولم أجد بحثا دقيقا عن خطب الجمعة التي ألقاها النبي عليه الصلاة و السلام في المدينة و لا في مكة هذا مع أن من يدعي كتابة الحديث فهو يبذل قصارى جهده و يسافر و يقطع المسافات و يتأكد و يتوضأ !! حتى يكتب حديثا واحدا !! بينما هذه الخطب كان يسمعها الكثيرون و من هذا المبدأ فمن السهولة بمكان معرفتها و تدوينها أو الإقتضاب مما جاء فيها عطفا على أسلوب جمع الحديث .
تطورت خطب الجمعة طبقا للحالة السياسية و الزمانية و المكانية فقد كان سبُ عليا مظهراً من مظاهرها !!! في بداية الدولة الأموية حتى تولي عمر بن عبد العزيز الخلافة 99 هـ - 101 هـ فمنع هذه – السنُة الأموية – و لنا أن نتصور إنتشار هذه الظاهرة في البلاد التي – فتحها – الأمويون و أقاموا خُطب الجمعة فيها و لك أن تتصور السيناريو بعد أوامر عمر بن عبد العزيز !! و سارت و مازالت هذه الظاهرة في مساجد الشيعة و في صلاتهم من سب لبعض الصحابة !! أي أن خطبة الجمعة استخدمت كوسيلة سياسية من دعاء للحاكم و تمرير الفرمانات و الأجندة السياسية !! متناسين قول الحق جل و علا : (يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) و حيث أنهم ( لا يعلمون ) فقد استغلوا جموع المصلين لحشو عقولهم – و مازالوا – بما يريده الحاكم و ما يريده الكهنوت لتثبيت سلطة الحاكم مع رتوش بسيطة عن الموعظة القرآنية !!
ظلم فظيع أرتكب و مازال في حق هذا الكتاب العظيم ... و بقى أسلوب خطبة الجمعة كما هو لم يتغير و ألفوا أحاديثا تجبر المسلم على الإيتيان للجامع و الإستماع – غصبا عنه – للخطبة مع التحذير بعدم التفوه حتى بكلمة – صه – و عليه أن ينصت و ينصت فقط لما يقوله الخطيب حتى و إن كان هذا الخطيب معتوها!!
ماذا لو تغير شكل الخطبة و أصبحت فعلا ( ذكراً لله عز وجلا ) مستخدما تقنيات حديثة و مؤثرات صوتية تجعل من محتوى الخطبة ذو أثر طيب .. يحتوى القران العظيم على مختلف المواعظ و الحكم لو تم إخراج تلك المواعظ في صورة فلم ثقافي يجعل من المصلي أكثر تركيزاً و تأثيرا أليست ستكون بأفضل حالا مما هي عليه حال خطب اليوم !!
أتذكر مثلا برناج – العلم و الإيمان – للدكتور مصطفى محمود فقد كان ذلك البرنامج روعة في الربط بين العلم و بين الإيمان و الإيمان كما نعلم يزيد و ينقص فمتى ما أستشعر المؤمن بعظمة الخالق جل و علا زاد إيمانه .
و لعل صورة أبلغ من – خطبة - !!
ملاحظة : هذا المقال كان بطلب من الأخ الكريم أبو أيوب .