أمريكا تهدد سوريا بضربات عسكرية ردا على ما حدث في خان شيخون..
ليس أول تهديد ولن يكون الأخير، هذا دأبهم منذ أيام جورج بوش الابن، حتى أوباما لو أحصينا عدد تهديداته لتوقعنا أنها جرت منذ زمن..
لكن لا ينبغي الركون إلى ذلك..فالسياسة تتغير في لحظة
توجد ثلاثة أقوال في تصور هذا التهديد
أولا: أنه غير مسموح بإسقاط الأسد عسكريا أو حتى توجيه ضربات للجيش السوري، والضامن لذلك روسيا والصين، ومن خلفهما إيران وبعض قوى اليسار في أمريكا الجنوبية..
ثانيا: مسموح بضربات خفيفة ترضي حلفاء أمريكا أوروبيا وخليجيا، وقد يحدث ذلك بتفاهم بين ترامب وبوتين من باب المصالح المشتركة، فالروس علاقتهم جيدة بأمريكا الآن..
ثالثا: أن ترامب مجنون ونظامه متطرف قد يقدم على خطوة كذلك بدون استشارة أو إذن..
في تقديري أن الاحتمال الثالث مستبعد، فالروس لن يسمحوا مهما كلفهم الأمر، حتى لو اضطروا لدخول مواجهة عسكرية مباشرة مع أمريكا والناتو، وبمقاييس الربح والخسارة فالطرف الروسي أقوى ومسيطر ميدانيا وحلفائه في سوريا منتشرين أفقيا بشكل جيد..علاوة على أوراق روسية عدة قد تستخدم وقت الحرب من بينها الأكراد..
مهم الانتباه لميعاد هذه الأزمة وعلاقتها بالضربة الكيماوية، فهي جاءت أثناء زيارة السيسي لأمريكا، ولو صح أنها مؤامرة للإيقاع بالجيش السوري فزيارة السيسي مقصود منها (تحييد مصر) عن الصراع بأكملة، أو تخفيف النبرة المصرية ضد المعارضة الإرهابية..
أما الاحتمال الثاني وارد فالإدارة الروسية رغم ما ترفعه من مبادئ عليا بالقضاء على الإرهاب هي كذلك ربما تتنازل لكسب موقف على المدى البعيد، وسياستها في اليمن دليل، فهي سمحت بالعدوان السعودي على اليمن ضمنيا عبر تمرير قرار مجلس الأمن، لكن استعملت هذا العدوان ورقة ضغط على السعودية لإيقاف تدخلها في الشأن السوري..ومع ذلك فهذا الاحتمال ضعيف أيضا.. فالسماح بأي ضربات ولو خفيفة ضد الجيش السوري يعني فقدان المبادرة وكسب معنوي للإرهابيين، وربما يكون تمهيد لتدخل أكبر خصوصا وأن الثابت عند الروس بأن الكيماوي كان بتخطيط مسبق، فما الذي يمنع من وجود خطط أخرى على نفس الوزن..؟
باختصار: أرجح الاحتمال الأول
فما يطلقه ترامب من تهديدات وأردوجان من جعجعة هي في عداد الحرب النفسية ومحاولة لامتلاك المبادرة بعد فقدانها بهزيمة الإرهابيين في حلب، ومؤخرا بهزيمتهم في معركتي جوبر وريف حماة الشمالي..
أو ربما نرى الدور الإيراني باكر أكثر فاعلية، فالملاحظ أنهم صامتين الآن ربما لقياس درجة ونوع وكثافة الضغط، ومن ثم التعامل بناءً على ما رأوه بعد استنفاذ قوى المهاجمين النفسية والمعنوية، ويقيني أن الدور الإيراني لن يقل عن الدور الروسي، فالتهديدات الآن ضد سوريا هي في طهران موجهة لنظامها الإسلامي، وربما يدركون بمقولة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)..
ليس أول تهديد ولن يكون الأخير، هذا دأبهم منذ أيام جورج بوش الابن، حتى أوباما لو أحصينا عدد تهديداته لتوقعنا أنها جرت منذ زمن..
لكن لا ينبغي الركون إلى ذلك..فالسياسة تتغير في لحظة
توجد ثلاثة أقوال في تصور هذا التهديد
أولا: أنه غير مسموح بإسقاط الأسد عسكريا أو حتى توجيه ضربات للجيش السوري، والضامن لذلك روسيا والصين، ومن خلفهما إيران وبعض قوى اليسار في أمريكا الجنوبية..
ثانيا: مسموح بضربات خفيفة ترضي حلفاء أمريكا أوروبيا وخليجيا، وقد يحدث ذلك بتفاهم بين ترامب وبوتين من باب المصالح المشتركة، فالروس علاقتهم جيدة بأمريكا الآن..
ثالثا: أن ترامب مجنون ونظامه متطرف قد يقدم على خطوة كذلك بدون استشارة أو إذن..
في تقديري أن الاحتمال الثالث مستبعد، فالروس لن يسمحوا مهما كلفهم الأمر، حتى لو اضطروا لدخول مواجهة عسكرية مباشرة مع أمريكا والناتو، وبمقاييس الربح والخسارة فالطرف الروسي أقوى ومسيطر ميدانيا وحلفائه في سوريا منتشرين أفقيا بشكل جيد..علاوة على أوراق روسية عدة قد تستخدم وقت الحرب من بينها الأكراد..
مهم الانتباه لميعاد هذه الأزمة وعلاقتها بالضربة الكيماوية، فهي جاءت أثناء زيارة السيسي لأمريكا، ولو صح أنها مؤامرة للإيقاع بالجيش السوري فزيارة السيسي مقصود منها (تحييد مصر) عن الصراع بأكملة، أو تخفيف النبرة المصرية ضد المعارضة الإرهابية..
أما الاحتمال الثاني وارد فالإدارة الروسية رغم ما ترفعه من مبادئ عليا بالقضاء على الإرهاب هي كذلك ربما تتنازل لكسب موقف على المدى البعيد، وسياستها في اليمن دليل، فهي سمحت بالعدوان السعودي على اليمن ضمنيا عبر تمرير قرار مجلس الأمن، لكن استعملت هذا العدوان ورقة ضغط على السعودية لإيقاف تدخلها في الشأن السوري..ومع ذلك فهذا الاحتمال ضعيف أيضا.. فالسماح بأي ضربات ولو خفيفة ضد الجيش السوري يعني فقدان المبادرة وكسب معنوي للإرهابيين، وربما يكون تمهيد لتدخل أكبر خصوصا وأن الثابت عند الروس بأن الكيماوي كان بتخطيط مسبق، فما الذي يمنع من وجود خطط أخرى على نفس الوزن..؟
باختصار: أرجح الاحتمال الأول
فما يطلقه ترامب من تهديدات وأردوجان من جعجعة هي في عداد الحرب النفسية ومحاولة لامتلاك المبادرة بعد فقدانها بهزيمة الإرهابيين في حلب، ومؤخرا بهزيمتهم في معركتي جوبر وريف حماة الشمالي..
أو ربما نرى الدور الإيراني باكر أكثر فاعلية، فالملاحظ أنهم صامتين الآن ربما لقياس درجة ونوع وكثافة الضغط، ومن ثم التعامل بناءً على ما رأوه بعد استنفاذ قوى المهاجمين النفسية والمعنوية، ويقيني أن الدور الإيراني لن يقل عن الدور الروسي، فالتهديدات الآن ضد سوريا هي في طهران موجهة لنظامها الإسلامي، وربما يدركون بمقولة (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)..