* الشيخ محمد الغزالي حضرت له محاضرة في جامعة الإسكندرية عام 1968 عن القرآن والفضاء بالاشتراك مع الدكتور محمد جمال الدين الفندي، وذهبت إليه في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في القاهرة. وكان اللقاء رائعا. وأفصح لي وقتها أنه قام بتهريب كتاب ( الإسلام في وجه الزحف الأحمر، وأرسله إلى مطبعة في الكويت). قال لي: هل تعرف من أنا؟ أنا كرسي يجلس على كرسي، أنا مراقــِـب عام الدعوة بوزارة الأوقاف و .. مراقــَــب!
* المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي، والذي تأثرت كثيرا بكتاباته، خاصة ( الصراع الفكري في البلاد المستعمَــرة ) توفي في أكتوبر 1973 وكنت وقتها في النمسا. لم أقابله.
* شارلي شابلن.. أحببت كل أعماله. قررت عدة مرات أن أسافر لعلي ألتقي به حينما كنت أقيم في جنيف ولم يكن بعيدًا.كان من المستحيل فقد بلغ الثامنة والثمانين من العُمر. غادرت سويسرا إلى النرويج في نفس عام وفاته1977. لم يسعدني الحظ بلقائه. هو القائل: يوم بدون سخرية، هو يوم ضائع من حياة المرء.
* المفكر والمغامر والصحفي النمساوي محمد أسد( ليوبولد فايس سابقا) صاحب كتاب الطريق إلى مكة. تأثرت جدا بكتاباته عن القلم والمغامرة. عن نظافة الماء الجاري، أي أن المغامرة هي الطريق الأقصر للفكر المستقيم. ساهم محمد أسد في وضع دستور باكستان عام 1947. كنت في مؤتمر المساجد العالمي بمكة المكرمة وقيل لي بأن محمد أسد ضمن الضيوف. ولم يأتِ. توفي في عام 1992، ولم أتشرف بلقائه.
* محمد حسنين هيكل. استقبلني في عيد الثورة الأربعين، 23 يوليو 1992 في مكتبه بالقاهرة. قضيت معه ساعة كاملة في لقاء كان المقرر له خمس دقائق فقط. سألته عن الحملة الصحفية التي يقودها جلال كشك وكثيرون ضده. قال لي: كل هذا بأوامر شخصية من الرئيس حسني مبارك. في نهاية اللقاء اصطحبني إلى الباب، فالمصعد. وضغط على الزر، وفتح لي الباب، وودعني وداعــًــا جميلا، ودافئــًــا وودودًا.
* نيلسون مانديلا. قابلته في 25 أغسطس 1990 في مؤتمر الكراهية بأوسلو. سألته: هل تعرف أن العرب يحبونك؟ قال: أعرف ذلك. قلت: هل أنت على استعداد للسفر لبغداد لاقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت، فأبدىَ حماسا شديدا. نشرت صحيفة الشرق القطرية حديثه معي كاملا. كان المناضل الأفريقي كتلة من التواضع. كان نبيا بغير رسالة سماوية. خفيض الصوت ذا ملامح سماوية سمراء، إذا اقتربت منه؛ تأكدت أن المسيح، عليه السلام، كان أسمر البشرة أيضا.
محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو