القاموس القرآنى : ( العورة )

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٣ - مارس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموس القرآنى : ( العورة )

 أولا : معنى العورة قرآنيا :

العورة  من ( العار ) ، وبهذا فالعورة هى خصوصية الانسان والتى يتحرّج أن يراها منه الآخرون ويعتبر كشفها عارا لأنها (عورة ) . يشمل هذا :

1 ـ ما يخص النساء ، كقوله جل وعلا : ( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ  ) (31) النور). الطفل الذى لا يدرك معنى العورة من النساء  مستثنى من هذا .  قد تكون المرأة فى خلوتها بنفسها ، نائمة أو فى الحمام ، أى فى حالة (عورة )، أى فى حالة خاصة تشعر معها بالحرج أو العار إذا ظهر عليها وإطّلع عليها غرباء إلا أن يكونوا أطفالا لا يدركون معنى العورة .  

2 ـ  أوقات خلوة الانسان البالغ (ذكرا أو أنثى ) بنفسه ( عند نومه ) ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمْ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنْ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ )(58) وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمْ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (59) النور ). نومه أو نومها فى غرفة النوم خصوصية ، ويشعر الفرد بالعار وبالحرج لو إطّلع عليه أحذ فى هذا الحال. الطفل الصغير ينام فى حُضن أمه لا يعرف معنى الإستئذان . الطفل الكبير المستقل عن أمه والذى يسعى فى البيت وفى الشارع والذى يدرك معنى العورة ، وعليه أن يستأذن فى أوقات الخلوة والنوم قبل صلاة الفجر وبعد صلاة العشاء وعند القيلولة . إذا بلغ مبلغ الرجولة تعين عليه أن يستأذن فى كل الأوقات ، وهذا يشمل قوله جل وعلا فى تشريع الإستئذان : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) النور  ) .

3 ـ ذلك أن البيت ــ الذى يغلق الانسان أبوابه عليه والذى يظله ويستره عن الناس ــ يكون كشفه عورة ، ويتحرج الفرد من تجول شخص غريب فى بيته بلا إذن . ومنه قول المنافقين : ( وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَاراً (13) الاحزاب )

4 ـ العورة بهذا المفهوم أمر نسبى  فيما يخص الجسد البشرى . وللعُرف دخل فيها وكذلك الظروف المناخية . فى المناطق شديدة البرودة يتسلح البشر بالملابس الكثيفة التى تغطى كل الجسد ، ويصبح الجسد كله عورة عُرفا ، ويشعر الفرد بالعار أو الحرج حين ينكشف شىء من جسده الذى تغطيه الملابس . والعكس فى الغابات الاستوائية حيث لا حاجة للملابس ، فتتقلص العورة الى تغطية الأعضاء الجنسية ، ولا يتحرج الشخص من ظهور معظم جسده ، ذكرا كان أو أُنثى . يتحرج فقط من كشف أعضائه التناسلية  . الحيوان لا عورة له . لأنه لا إدراك له ، ولا يتحرج من شىء ولا يشعر بالعار من شىء .

ثانيا  : العورة فى التشريع الاسلامى

1 ـ  فى التشريع الاسلامى لا يوجد تحديد لعورة الرجل والمرأة . ليس فقط لأنها نسبية تخضع لظروف المكان وثقافة الانسان فيما يعتبره عارا وعورة ، ولكن الأهم أنها تقع فى النطاق الأدنى من درجات التشريع الاسلامى وهو ( الأوامر ) .

2 ــ التشريع الاسلامى يبدأ بالأمر التشريعى ، مثل الأمر بالقتال، وهذا الأمر التشريعى ليس مطلقا بمقاتلة الجميع  . هذا يكون إعتداءا وظلما. لذا فإن الأمر بالقتال يخضع لقاعدة تشريعية أن يكون القتال فى سبيل الله وليس فى سبيل المال ، اى لا يكون فى سبيل الشيطان ، يقول جل وعلا : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)  البقرة  ). فالقاعدة التشريعية توجب أن يكون القتال فى سبيل الله جل وعلا ، أى دفاعيا فقط ضد من يعتدى مهاجما ، وليس لشنّ عدوان على الآخرين . ثم إن هذه القاعدة التشريعية تخضع للتقوى والحرية المطلقة فى الدين ومنع الإكراه فى الدين، يقول جل وعلا :: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193) الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (94) البقرة  ) .

3 ــ نفس الحال فى تشريع العفّة الخُلقية ( تحريم الزنا والفواحش ). الأوامر التشريعية تبدأ بتحريم مقدمات الزنا أو تحريم الاقتراب من الزنا نفسه ومن الفواحش ، يقول جل وعلا : (  وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ  )(151) الانعام  )( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) الاسراء  )، وهذا يعنى الأمر بإجتناب الفواحش ، يقول جل وعلا : (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) الشورى ) (وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ اتَّقَى (32) النجم  ).

هذه الأوامر التشريعية تشمل غض البصر والحشمة فى زى النساء، يقول جل وعلا : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور  ). أما القاعدة التشريعية فقد جاءت فى نهاية الآية مع المقصد التشريعى فى قوله جل وعلا  : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) النور  ). التوبة هى القاعدة التشريعية ، والفلاح هو (المقصد التشريعى ) . والفلاح يعنى التقوى. والمفلحون هم الفائزون بالجنة، يقول جل وعلا : (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ) (185) آل عمران)، ولا يدخل الجنة إلا المتقون ، يقول جل وعلا : (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم  )

4 ـ لذا فإن التركيز فى تشريع الاسلام ليس على الأوامر والنواهى ( الزى والزينة والعورة ) فى موضوع العقّة الخلقية ولكن على المهم  وهو القاعدة التشريعية ( التوبة ) ثم الأهم وهو ( الفلاح والتقوى) . من هنا لا يوجد تحديد للعورة لأنها نسبية من ناحية ثم لأنها تقع فى أدنى درجات التشريع ، أى فى نطاق الأوامر والنواهى والتى تخضع للقاعدة التشريعية ثم للمقاصد التشريعية  .

ثالثا : العورة فى التشريع الأرضى للفقهاء

1 ـ نسى الفقهاء القواعد التشريعية والمقاصد التشريعية وركزوا على الأوامر يضخمونها ويتزايدون فيها . فى تشريع القتال ركزوا على الأمر التشريعى ( وقاتلوا ) فأصبح الأمر بالقتال عاما ومطلقا ، ووضعوا له حديثا يقول ( أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يقولوا .. ) . بالتالى تحوّل الأمر المطلق بالقتال الى إعتداء يحرّمه الله جل وعلا ، وهو الذى قام به الخلفاء الفاسقون من أبى بكر وعمر ومن جاء بعدهم ، وإعتدوا على من لم يعتد عليهم من سكان آسيا وأفريقيا  .

2 ـ نفس الحال فى موضوع العفّة الخلقية ، جاء التركيز على الأوامر والنواهى فيما يخصّ زى المرأة وزينتها ، وتطرفوا فى ذلك الى درجة تعبئة المرأة فى النقاب ، يزايدون بهذا على شرع الرحمن . ووصل هذا الى موضوع العورة ، فحصروها فى مفهوم جنسي يخالف المفهوم القرآنى.  فقالوا إن عورة الرجل من السًّرّة الى الركبة . وأن جسد المرأة كله عورة ما عدا الوجه والكفين . وبعضهم جعل الوجه عورة و أوجب النقاب فريضة دينية . وبعضهم جعل صوت المرأة عورة . وكنا نتندر على التيار الوهابى السلفى فى مصر ، وهو يتنافس فى الانتخابات التشريعية على أصوات النساء ، وكنا نذكرهم بتشريعهم القائل بأن صوت المرأة عورة ، ونقول ( صوت المرأة عندهم عورة إلا فى الانتخابات ).!

3 ـ عموما فالدين الأرضى السنى بالذات يركز على السطحيات والمظهريات ، فى تأدية العبادات ، فتصبح الصلاة ــ مثلا ــ حركات شكلية بلا خشوع . وتعبير التقوى يتردد فى القرآن الكريم مقصدا للعبادات ووصفا لمن يستحق الجنة ، ولكن هذا التعبير لا يأتى فى تشريعات الفقه ، بل الذى يكتبون فيه المجلدات هو ــ مثلا ــ تفصيلات الطهارة الحسية وليس الطهارة القلبية.   بل ويفترضون أشياء لا وجود لها ويضعون لها أحكاما . وبعض أهل القرآن لا يزال يحمل أوزارا من الفقه السُّنّى ، فينسى الخشوع فى الصلاة والتقوى التى تعنى إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ويستحوذ على إهتمامه تصورات فقهية عن الغسل والوضوء ناسيا أن تشريع الرحمن فيها مؤسس على التيسير والتسهيل ورفع الحرج .

4 ـ من هذا ما جاء فى هاتين الرسالتين ، يقول صاحبهما : ( طرقتم كثيراً عن عورة المرأة وما يجوز ان يظهر منها. ولكن من خلال بحثي في الموقع لم أجد ماهي عورة الرجل؟ وخصوصاً في الصلاة. هل توافقون السنيون بأن عورة الرجل من السرة الى تحت الركبة؟ وما رأي فضيلتكم بمن يقول انه يجوز الصلاة وانت من غير ملابس وان الايه خذو زينتكم عند كل مسجد هي لصلاة الجماعة وليس الصلاة لوحدك. ) ( فضيلة الشيخ، قد سألتكم عن حدود عورة الرجل ولم تجيبوني ولم أجد شيئاً يخصكم في الموقع عن هذا الموضوع. هل يجوز الصلاة بشورت؟ وهل يجوز الصلاة مثل ما يقولو السنة ان الواجب تغطية من السرة الي تحت الركبة؟ بعض القرآنيين يقولو ن يجوز الصلاة من غير ملابس وان الملابس انما وجدت لتغطية اجسامنا امام الناس فاذن طالما كنت لوحدك فيجوز الصلاة عارياً. وان اية خذو زينتكم عند كل مسجد تعني بصلاة الجماعة وان الله موجود في كل مكان حتى في ال (shower) معك على حد قولهم فلا يجب تغطية اجسامنا امامه فهو المطلع على كل شيء.).

هذه تصورات مريضة . ما الذى يجعل إنسانا يصلى عاريا ؟ هل يتفق هذا مع خشوعه فى الصلاة ؟ . تجوز الصلاة لمن يرتدى ( الشورت ) ولمن يلبس الحذاء . المهم فيها الخشوع ، ولا أرى أن الخشوع يتحقق لمن يصلى عاريا بلا داع . والأمر بأخذ الزينة عند كل مسجد يعنى التزين للرجال والنساء من بنى آدم عند الخروج لأى مكان يصلح السجود فيه . وأى مكان يصلح للسجود فيه هو مسجد .

5 ـ  فى تصورى أن القلب عندما يمتلىء بتقوى الله جل وعلا فلا يبقى فيه متسع لهذا الهراء ، وأن الخشوع حين يتملك المُصلى فلن يفكر فى هذه الترهات . كل هذا من حيل الشيطان فى الالهاء عن التقوى وعن الخشوع فى الصلاة . ولقد قالها الشيطان يتوعد بنى آدم : (قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الاعراف )

اجمالي القراءات 8164