أولا : إعتقلت ميليشيات الحوثيين الاستاذ عبد الوهاب سنان النوارى ، الكاتب الاسلامى ، وذلك يوم الثلاثاء الماضى 7 مارس 2017 . جاء هذا ضمن قيام الحوثيين بإغلاق الحوثيين جميع الصحف المحلية عدا صحيفتين تابعتين لهم ، وقمع الحوثيين لكل المنظمات الحقوقية . جدير بالذكر إن الاستاذ عبد الوهاب سنان النوارى من رواد القرآنيين فى اليمن ومن ابرز كُتّاب موقع أهل القرآن. وقد كان متعاطفا مع الحوثيين فى البداية حيث زعموا التمسك بالمنهج القرآنى وسمُّوا أنفسهم بالمسيرة القرآنية ، ثم عندما ظهروا على حقيقتهم هاجمهم بشدة فإعتقلوه . وهو الآن فى السجن يعانى من مرض إلتهاب الكبد .
ثانيا :المركز العالمى مبدئيا يستنكر أن يرفع الحوثيون شعار المنهج القرآنى وأن يسموا حركتهم وميليشياتهم المسلحة ( المسيرة القرآنية ). ثم يستنكر المركز العالمى ثانيا إن يستأسد عبد الملك الحوثى بميليشياته على كاتب حُرّ مريض أعزل ويضعه فى السجن . هذا الكاتب الحُرّ الذى لا يملك إلا القلم هزم عبد الملك الحوثى بالحجة القرآنية ، فلم يستطع الحوثى أن يرد عليه إلا بالميليشيات ، وبهذا حجز عبد الملك الحوثى لنفسه وعائلته وحركته مكانا بارزا فى زبالة التاريخ .
ثالثا : فارق هائل بين كاتب حُرّ وقائد جاهل جبان . عبد الوهاب سنان النوارى كاتب شجاع ملتزم بقيم الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الانسان ، يكتب يهاجم السلفيين الوهابيين وفى نفس الوقت يهاجم أعداءهم الحوثيين يتحداهم فى عقر دارهم بقلمه عالما بأن بنادقهم مصوبة اليه. عبد الملك الحوثى قائد جاهل جبان عاجز عن الرد بالحجة فيرسل ميليشياته المسلحة لترد بدلا عنه .
رابعا : فى يوم الاثنين 9 يناير 2017 نشر الاستاذ عبد الوهاب سنان النوارى فى موقعنا ( أهل القرآن ) مقالا بعنوان ( لماذا لمم يعتقلك الحوثيون ؟ ) . كان مما قال فيه :
( أزمة الحوثيون:
١- بدأ الحوثيون مسيرتهم ومشروعهم العرقي الطائفي السياسي، الرامي إلى الوصول للسلطة والثروة والإستئثار بهما، بكذبة عظيمة هي أن مسيرتهم قرآنية، وأنهم أصحاب مشروع عالمي، هدفه وحدة ورفعة وعزة الأمة الإسلامية، من خلال التمسك بالقرآن الكريم، والسير وفق رؤية ومقاييس قرآنية. غير أن الحوثيين لم يكونوا متسقين مع أنفسهم، وكانت تصرفاتهم وأعمالهم وأدبياتهم وسياستهم متناقضة، وغير متماشية مع القرآن الكريم.
٢- كانوا يزعمون أن رؤيتهم ومقاييسهم قرآنية، وأن كتاب الله جل وعلا، هو صمام أمان الأمة، والمخرج الوحيد لما تعانيه من فرقة وضعف وشتات؛ ثم في الوقت نفسه يقدمون أكاذيب التراث الهادوي الرسي، الذي توارثوها عن آباءهم وأجدادهم، على آيات الله البينات، بحجة أن تلك الأكاذيب تتوافق مع كتاب الله تعالى.
٣- كانوا يتحدثون عن العدل والحق والمساوة بين البشر، وأنه يجب محاربة الفساد المالي والإداري والواسطة، وأنه يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفق معايير الخبرة والأهلية والكفاءة، وحسب التخصصات والمؤهلات العلمية؛ ثم يتحدثون في الوقت نفسه، وبمنطق عنصري، على أن توليهم هم دون غيرهم مقاليد السلطة، هو حق ملكي مقدس، وهبة ربانية لهم وحدهم، باعتبارهم كائنات مقدسة، ويقدمون الدنبوع الأكبر/ عبدالملك الحوثي، وهو جاهل لا يمتلك حتى الثانوية العامة، على أنه ظل الله تعالى في أرضه.
٤- كانوا في ساحات الثورة السلمية يهتفون: الشعب يريد إسقاط النظام، وهم في الحقيقة إحدى أدوات النظام، حيث كانوا ولا يزالون أداة حقيرة يستخدمها النظام لضرب خصومه السياسيين. كانوا يهتفون: سلمية سلمية، وهم يعدون كتائب الموت، ويزحفون عسكريا في كل الإتجاهات، ويزجون بفتيان وشباب المسيرة في مختلف الجبهات.
٥- كانوا يتحدثون عن عالمية الرسالة الإسلامية، وأننا أمة واحدة، وأن المسيرة القرآنية لا تعترف بالحدود المرسومة والجنسيات المختلقة، فالأرض أرض الله تعالى والعباد عباده، ثم في الوقت نفسه يرفضون المبادرات الخليجية لحل الأزمة اليمنية، بحجة أنها تدخلات خارجية في الشأن اليمني.
٦- يدينون التصريحات الخليجية والأمريكية بشأن اليمن، ويهللون فرحا بالتصريحات الإيرانية والروسية واللبنانية. يشجعون ثورة البحرين لأنها شيعية ضد نظام سني، ويدينون ثورة سوريا لأنها سنية ضد حاكم نصيري شيعي.
٧- يرفضون المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ثم يطبقون من بنودها ما يحلوا لهم؛ يرفضون انتخاب الدنبوع لأنه ليس من البطنين، ويدخلون مؤتمر الحوار الوطني لأنه سيعطيهم مشروعية، ويرفضون إخلاء الساحات، كونها معسكرات لاستقطاب وتجنيد الشباب. يقدمون مشروع الدولة المدنية العلمانية، وهم غارقون في وحل الرجعية والعسكرية والكهنوت.
٨- يعقدون المعاهدات ويسارعون إلى نقضها، يدينون الأعمال الإرهابية وهم أعظم الإرهابيين، يدينون تنظيم داعش وهم أسوء وأقذر والعن من داعش .. وقائمة التناقضات طويلة جدا، نكتفي منها بما ذكرنا.
ثالثا- مشكلتي مع الحوثيين:
١- هي أنني تحركت في مسيرتهم على أساس أنها مسيرة قرآنية، مسيرة مستضعفين، على أساس أنها مسيرة الله جل وعلا؛ غير أن تحركات الهاشميين المريبة، وفلتات ألسنتهم، ومناسباتهم، والكثير من المواقف، أكدت لنا: أنهم أصحاب مشروع مذهبي، طائفي، عرقي، عنصري، كهنوتي، وأنها مسيرة عصبوية يديرها عتاولة المال، وتجار السلاح والمخدرات، وجنرالات الحروب.
٢- هي أنني تحركت في هذه المسيرة بجد وحب ووفاء وإخلاص، لله وفي الله؛ غير أنني لم أرى منهم إلا التكاسل والبغض والغدر والخيانة والحسد والتخوين والخذلان. مسيرة لا تثق ولا تحب ولا تفي ولا تتبنى ولا تشجع إلا أبناء الرسي، وما دون أصحاب الرس لا مكان لهم في هذه المسيرة إلا دونيا ومرحليا.
٣- هي أنني ناضلت ما يقارب العشر سنوات ضد نظام سنحان، ونزلت الساحات ضمن شباب الصمود مطالبا بإسقاط النظام الفاسد، لأجد نفسي تحت ظل هذه المسيرة جنديا مجندا لخدمة النظام، تخيلوا معي إلى أي حد بلغ الاستحمار الذي تطبع به هذه المسيرة أبناءها؛ نخرج ضد عفاش، لنجد أنفسنا وقد أصبحنا أداة من أدواته القذرة.
٤- هي أنني أتيتهم يوما من الأيام ناصحا أمينا، ومبلغا محبا صادقا: بأن مسيرتكم هذه ليست مسيرة قرآنية، بل هي مسيرة مذهبية عنصرية، وعرضت عليهم أسس ومبادئ المسيرة القرآنية الحقيقية، ورجوتهم أن يعدلوا المسار الذي يسيرون فيه، فهم يسيرون للهاوية؛ فما كان منهم إلا أن قابلوني بالتخوين والتفسيق، وإتهامي بالمرض والعمالة، وذلك جزاء الظالمين.
رابعا- مشكلتهم معي:
١- هي أنهم لم يجدوا في شخصي ذلك الزنبيل الذي يقدس الأسياد، ويردد ما قالوه ويقولونه كالببغاء، فقد كنت أنتقد الكثير من الأعمال والتصرفات التي يمارسونها، وأنكر الكثير من الأحاديث والعقائد التي يؤمنون بها، وأمقت عنصريتهم وأحتقرها علنا.
٢- هي أنهم فشلوا في دفعي إلى الهرب والرحيل إلى محافظة صعدة - معقل المخربين - ليتم من هناك إرسالي إلى إحدى جبهات الموت، رغم فضاعة المؤامرات التي حبكوها ضدي، في عملي الحكومي وعملي التنظيمي، والحمد لله القائل: والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور (فاطر ١٠) .
٣- هي أن نشاطي وتحركي التنظيمي، وتحركي الغير عادي، وطرحي الدعوي التنويري، بدى لهم وكأنني أدير تنظيما خاصا داخل التنظيم العام للمسيرة، وهو النشاط الذي توج بإعلان طلاقي للمسيرة، وإصداري ملزمة تلخص الفكر القرآني الخالص تحت عنوان: (أحسن الحديث) ، والتي أصبحت فيما بعد تحت عنوان: (الإسلام وواقع الأمة) ، وإطلاقي لعدة شعارات محاحية لشعاراتهم، مثل: الموت للطائفية - الموات للمذهبية - اللعنة على السلالية. الأحاديث صناعة إسرائيلية. قاطعوا الأحاديث السنية والشيعية.
٤- هي أنهم فشلوا في شراء ذمتي، فقد عرضوا العديد من الإغراءات مقابل أن أترك النهج القويم وأعود للضلال، غير أنني قابلت كل مغرياتهم بالرفض. وكما فشل ترغيبهم فشل ترهيبهم وإرهابهم عن ثنينا عن السير مع الله جل وعلا.
٥- هي أنهم لم يعودوا قادرين على تصفيتي، لأن أصابع الإتهام ستتجه نحوهم، ولم يعودوا قادرين حتى على إعتقالي أو مساسي بأي سوء، لأن ذلك سيكون سببا في اشتهار وانتشار الفكر القرآني الذي ندعوا إليه، وانتشار الفكر القرآني بالنسبة لهم هو الخطر الحقيقي الذي يخافون منه.
أخيراً:
الفكر القرآني سر قوتنا وثباتنا في مواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو أيضا سبب صبرنا عليهم، فالتنظيمات السلفية الإخوانية إذا ما تمكنت من السلطة فإنها لن ترحمنا، ولن تراعي فينا إلا ولا ذمة.)
ونقول :
1 ــ الآن وقد إعتقلوا الاستاذ عبد الوهاب النوارى فقد أتاحوا للفكر القرآنى الانتشار فى اليمن .
2 ـ نبشّر مقدما الاستاذ عبد الوهاب النوارى بالنصر .. ونبشّر هذا الحوثى الجبان بالهزيمة والخذلان .