الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) صدق الله العظيم !
انطلاقا من هذه الآية ، فأنا أؤمن بالغيب ، وأومن بمعجزات الأنبياء وما أنزله الله على رسله الأولين والآخرين ! وقد أنزل الله كتبه ورسله لكي نؤمن به وحده ، ولا نشرك به شيئا ونقيم العدل والقسط ونصلي وننفق مما رُزِقنا ! ولأن الكثير من الناس لم يكونوا ليؤمنوا فقد بين لهم الله برهانه بالمعجزات .
لذلك آمنوا بعيسى الذي شافى المرضى وخلق من الطين على هيأة الطير !
لن أطيل في هذا ، ولكن ما أقصده ، هو أن هذا كله من الغيب وأنا أؤمن بالغيب ! والمعجزات كلها تبقى خوارق يتدخل فيها سبحانه بشكل استثنائي .
كما برهن على وجوده لموسى بأن تصدع الجبل ! هذه معجزات ، وانا أصدقها دون نقاش ! اصدق ان عيسى روح من الله وامه عذراء بتول اتقت ربها فوهبها غلاما زكيا !
ماذا نسمي كل هذا ؟ معجزات !
أما العالم كما خلقه الله منذ البدإ ، فقد وضع له قوانين لا يمكن إلا الخضوع لها ولا يمكن لأي شيء أن يتم خارج تلك القوانين التي وضعها الله ! لا يمكنك ان تجلس اربعين عاما امام زوجتك ليتم حملها منك ولو جلست الدهر كله ! لايمكنك ان تقضي على مرض التهاب السحايا بالدعاء دون مضادات للالتهاب ومضادات حيوية ! لايمكنك ان تعيد للاعمى بصره الا بعملية جراحية ! لايمكنك ان تفعل شيئا لمجرد رغبتك بحصوله ! أما من يفعل هذا ، فهو الله !
هو الوحيد الذي يستطيع ان يخرق قوانينه وان يطلب من نبيه ان يقطع طائرا ويضعه فوق رؤوس الجبال فيأتي الطائر حيا كما ولدته أمه ، إذا اتفقنا على هذا يمكن استمرار النقاش بيننا سيد عثمان علي !
ولننطلق من ثابت آخر وهو الصدفة او القدر أو سمه ماشئت ، وهو كل مايتعلق بمصائرنا ، فمثلا ، لو أن العلم لم يوفر لنا الانترنت لما تعرفت انا على القرآنيين ولما أصبحت قرآنية ! وهذا ما أسميه قدرا وأنا أؤمن به ! القدر هو الذي أراد لي أن أولد في هذا القرن لا في غيره ! هنا يتدخل الغيب ! ولهذا الغيب قدر الله الأسباب وتلك الأسباب لها قوانين فيزيائية وعلمية لا يمكن التعامل الا داخلها !
منذ ثلاث سنوات ، وأظن أن السيد الربيعي بوعقال يمكن أن يشهد على ذلك ، قرأت كتاب " وجه الله " للأخوين بوكدانوف ، وفيه يتحدثان عن خلق الكون والتصميم الذكي ، ولقد ترجمت الكتاب وأردت أن أنشره في موقع أهل القرآن ، ولكنني لم أفعل لأن التصميم الذكي لا يصمد أمام فيزياء الكم على المستوى المجهري أو الذري ، لذلك قررت أن أطلع أكثر حتى لا أقع في التناقض !
وسأفعل نفس الشيء اليوم بإعادة قراءة كتابي داروين وإعادة تدبر كل آيات الخلق في القرآن قبل أن أجيبك ! أريد أن يستوفي جوابي كل ما عرفته وسأعرفه حتى لا أُضل أحدا ولا أضل نفسي !
إرجو ان نتفق على هذه الثوابت أولا وهي الايمان بالغيب والقدر خيره وشره ! وكل هذا يتعلق بما هو روحي وعقائدي !
فقد قال رب العزة في قرآنه نحن نقص عليك أحسن القصص ، هذه القصص التي اعتبرها الكفار أساطير الأولين ، و هي عبر لنا وليست كلها حقائق ! وإنما ضرب لنا عز وجل الكثير من الأمثال لكي نتعظ !
باسم الله الرحمان الرحيم :" ۞ إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي ". فالأمثلة للهداية والتذكير !
إذا انطلقنا من هذه الثوابت كغيبيات خارقة للقانون ، يمكننا أن نبدأ نقاش القوانين الفيزيائية والبيولوجية !
وإذا انطلقنا من أن القرآن كتاب هداية فيمكن ان نستهل النقاش !
ولكي أعطي الموضوع حقه أخ عثمان علي ، أمهلني إعادة قراءة آيات الخلق في القرآن وكذلك انهاء قراءة كتابي داروين الاثنين وليس فقط اصل الانواع حتى أوفي الموضوع حقه ! ( اصل الانواع 800 صفحة وكذلك نشأة الانسان ) !
ولكي أوفي الموضوع حقه وأكون أمينة معك ومع نفسي ، فأمهلني إلى أن أوفي الموضوع حقه ! وإذ ذاك لك أن ترفض رأيي أو تقبله والله سيحكم بيننا بعد ذلك فيما نحن مختلفون فيه !
أنا أؤمن بالله ، وأنت تؤمن بالله ! ولقد بينت اسباب ايماني بالله في مقال سابق !
فليكن هذا منطلقنا والله المستعان !
وأقول للسيد أسامة قفيشة الذي يسارع دائما في الحكم دون تريث ، أن ماقصدته ، ليس تغليب العلم على الدين ، ولكن محاولة إعادة فهم الدين على ضوء العلم !
وسأحكي لك قصة قصيرة عن بعض مايفسده فهم الدين ، هذا المثال ليس عن الدين الاسلامي ولكن عن طائفة مسيحية في فرنسا ، هذه الطائفة ، تؤمن بما نسميه استبراء الرحم ، ونقاء الدم ، فماذا فعل أبوان ينتميان لهذه الطائفة ؟
لقد أنكرا بنوة ابنهما الذي من صلبهما و رفضا دخوله إلى البيت وأدخلوه دار رعاية ، لأن الطفل وقعت له حادثة سير ، فاضطر الطبيب الذي عالجه إلى زيادة الدم للطفل لأنه كان قد نزف بشكل كبير مما شكل خطورة على حياته ، وعندما شفي الطفل ! اعتبر الوالدان بأن هذا الطفل لم يعد ابنهما لإن دماءه اختلطت بدماء شخص غريب !
وهذا بعض مما يمكن أن يضر الدين والانسان حين يفهم دينه بشكل خاطئ ! تحياتي !