تحت العناوين المذكورة أسفله ، ناقشت قليلا بعض الآراء عن التطور ، ويعلم الله انني لم اكن اقصد اهانة احد او تكفير احد ، بل انعنوان التعليق الأول كان طريقة لايقاظ الناس ، لان البعض الذين يقرؤون الآيات قراءة سطحية يخلصون الى آراء تنافي العلم والواقع ، فقلت ، ان الله قادر على الخلق وقادر على كل شيء وان نظرية التطور لا تنفي قدرة الخالق على الخلق بطريقة النشوء و الارتقاء فلا شيء يعجز الله!
ولان اجابتي كانت على الاخ اسامة قفيشة ، فقد اتهمني السيد الخولي بتكفير الاخوين اسامة و مراد ! واكيد ، انا لا املك ان أكفر أحدا ولا أن أزكي أحدا ! وليس هذا من مهامي في هذه الحياة ! أنا أقول آراء ، وعلى رافضها أن يناقشها عوض اتهامي بتكفير الخلق ! ولعمري كأن الزمن يعود بنا الى المهاترات الكلامية بين الكلاميين والمعتزلة وأزمة خلق القرآن اوقدمه ، وصفات الله عز وجل الى غير ذلك مما دفع المسلمين الى تكفير بعضهم والاقتتال بسبب أفكار وآراء مختلفة !
هذي هي تعليقاتي أضعها بين يدي القارئ ، وليحكم بما يريد !
نظرية التطور حقيقة ومنكرها ينكر قدرة الله على كل شيء
لا يمكنني أن أناقش هنا نظرية النشوء والارتقاء لأن مناقشتها تتطلب اطلاع كاتب المقال عليها أولا قبل انتقادها ! أود فقط أن أشير إلى نقطتين اثنتين علميتين ثابتتين ومع ذلك لا تتنافيان مع القرآن وهما في نفس الوقت فلسفيتين وتدلان على عظمة الخالق وقدرته على كل شيء ! أولا ، إن الله الذي خلقك من نطفة وهي خلية حيوانية لديها رأس وذيل ( حيوان منوي ) رأس يوجهها للسباحة وذيل يمكنها من الزحف نحو البويضة ! ان الله الذي خلق النطفة هكذا وليس لها عينين ولا بوصلة ولا أي شيء إلا ما تحمله من جينات وراثية تمكنها من الاستمرار قادر على خلق كل هذا التنوع انطلاقا من خلية واحدة ! وهو على كل شيء قدير ! ان يخلق الله كل هذا التنوع بدءا من خلية ليس معجزا لله ! وهو عز وجل يقول ، أفلا ينظر الانسان مما خلق ؟ ماذا كان أصله ! إنك حين تقول لي ان الله خلق الانسان كما هو الان ، فلماذا لا يفعل ذلك اليوم ويقول لاسامة قفيشة " كن فيكون " شخص اسمه اسامة قفيشة ؟ لماذا نكون نطفة ومن النطفة نصير علقة ثم ثم ثم ثم ! أليس الله قادرا على خلق الانسان دون المرور برحم امرأة ووقت طويل يتكون فيه الجنين ليتولد منه إنسانا بعد ذلك ! أم أن الله خلق قوانين لهذا الكون ولا يمكن الخروج عن هاته القوانين ، وهذا مايقصده بقوله ولن تجد لسنة الله تبديلا ! تماما كما خلق الماء من الهيدروجين والاوكسيجين ولا يمكن تبديل هذا وإلا فلن يكون الماء ماء ! كما ان علم الله علمي بالضرورة ، فهو إذ أراد أن يخلق أناسا على الأرض وحياة فوق هذا الكوكب جعل الأرض تبعد عن الشمس بمقدار معين ان اقتربت من الشمس احترقت وان ابتعدت تجمدت ، وهيأ الأسباب للخلق وخلق كل شيء بمقدار ! كما أنه عز وجل أول من تحدث في قرآنه عن النظرية النسبية حيث قال ان اليوم عنده بمقدار خمسين الف سنة مثلا ، والنسبية ايضا من قوانين الله وسننه في خلقه وما نسميه سرعة الضوء والسنوات الضوئية ! يا إخوتي ، رجاء ، لا تجعلوا الله عاجزا فهو على كل شيء قدير ! واكبر دليل على قدرته هو نظرية التطور ! ان الله حين قرر خلقي في بطن أمي فقد كان ذلك في علمه الازلي بانني سأكون هكذا ومع ذلك لم يحرق مراحل خلقي بل كنت في البداية في علم الغيب وفي جينات وراثة اجدادي وبعد ذلك ماء مهينا في صلب أبي الى ان صرت انا ! لقد جعل لكل شيء قانونا والتطور أهم قانون في خلقه ! فلنتدبر آياته في أنفسنا وفي الآفاق قبل أن ننفي قدرة الله على كل شي !
معجزة خلق المسيح عليه السلام أكبر دليل على صحة نظرية التطور
لما ذا كان خلق عيسى معجزة ؟ لأن الله خرق قوانينه في الخلق وجعل السيدة مريم العذراء تلد عيسى عليه السلام بدون اتصال جنسي ! هذا هو الاعجاز ولو كان عيسى ولد كغيره لما سماها الناس ولا الله معجزة ! لأن سنة الله في خلقه هو الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة ، وهذا أول شرط للتوالد إذا انتفى لن يكون هناك وجود انساني ، فالسنة الالاهية هي تلك القوانين التي وضعها لكل شيء كي يكون الكون على ماهو عليه ! ولن تجد لسنة الله تبديلا ! لذلك حين يبدلها الله فتلك تكون معجزة خارقة للعادة ! هذا من ناحية ، أما من ناحية أخرى ، فحين نقول ان الله احسن خلق كل شيء ثم يخلق لنا انسانا مشوها او معاقا ذهنيا او ملتصقا راسه مع راس اخيه كتوأم سيامي لم يكتمل ، فهل هذا خلق حسن ! بمعيار فهم سطحي للآية سيقول أحدهم ، لا ! لان حسن الخلق هو بالمعايير الجمالية التي نعرفها نحن ! وان التشوه الخلقي ينافي ماقاله عز وجل عن انه احسن خلق كل شيء ! ولكنك حين تتأمل الآية ، تجد ان حسن الخلق ليس في جمال الخلق ، ولكن في تطبيق القوانين الطبيعية بحذافيرها ، لان اختلال اي عنصر في هذا القانون يؤدي الى اختلال الباقي ! وبما ان اختفاء او انتفاء عنصر ما قد يخلق انسانا مشوها بمفهومنا نحن ، فانها ومع ذلك تبقى احسن طريقة للخلق ! كيف ؟ لان الشروط المتوفرة لخلق انسان بذلك الشكل لا يمكن ان تخلقه الا بذلك الشكل ! وهي احسن طريقة لخلقه بشكله ذاك ولا يمكن بأي حال من الاحوال تجاوزها لان الظروف والقوانين المتوفرة لخلقها لن تخلق احسن منها ! بل ستخلقها هكذا وهكذا فقط ! وتلك احسن طريقة لخلق ذلك الشيء او ذلك الانسان حسب ماتوفر من شروط الخلق ومكوناته وغياب بعض مكوناته او حضور مكونات زائدة ! رجاء ! القرآن كتاب هداية ، ويحمل من المجاز الكثير ! والعلم مبني على التجارب والدقة ! ومن لم يقرأ نظرية داروين والتي لا تتنافى نها ئيا مع القرآن ، على الأقل ليتريث ويقرأ أصل الأنواع قبل الحكم على حقيقة علمية لم يعد يتجاهلها إلا من لم يطلع عليها أو ربما لم يفهمها ! تحياتي لكم جميعا !