لا أفهم كيف يتجرأ المسلمون على ابداء التعاطف مع طفلة مثل روان والتنديد بما وقع لها ، ألا يخجلون من أنفسهم؟ يضعون السكين في يد الجزار ، ويندبون الضحية !
وماتزال الحكمة ضالة المؤمن ، وأهمها اليوم ، إذا لم تستح ، فقل ماشئت !
خذوا نصف دينكم عن الحميراء ، وناطقها الرسمي : " تزوجني النبي وانا بنت ست وبنى بي وأنا بنت تسع ! بل لقد كان يأتي إلى بيت أبي ويرى لعبي ويشاطرني اللَّعب أحيانا ".
ولا يخجل ابناء عبد الوهاب من القول ، ان المفاخذة كانت من بين هذه الألعاب !
لكنه كان أملك الناس لإربه طبعا ! مع أنه أوتي قوة أربعين رجل ! ( أربعين رجل على طفلة تبلغ ست سنين ؟ )
إذن ، لماذا تتذمرون ؟ ألم تقرؤوا بخاريكم ، أو لم تبتهجوا كثيرا حينما كان إسلام بحيري يصرخ بأعلى صوته أمام ممثل الأزهر بأن زواج الصغيرة جريمة نكراء !
للأزهر أكثر من حيلة في جيبه ، وهذا يُحسب له : جاؤوا لإسلام بحيري بشاب وسيم يرتدي بذلة جميلة أنيقة ، شاب في غاية اللطف ، في غاية المودرنيزم ( modernism ) إلا في ما يتعلق بالفكر !
كم هو مبتذل ورخيص ، ذلك الفكر الفاشي المتخلف الدموي حين يضع العمامة جانبا ويتقنع بلباس الحداثة ؟
ولو كان ذلك الأزهري المأفون في بلد آخر لسجن مباشرة بعد خروجه من الأستوديو بتهمة البيدوفيليا و الدعوة لممارستها لأنها طقس ديني !
كيف تتذمرون وكتب أئمتكم تدعو لنكاح الصغيرات وتضع أحكاما للأحوال التي يتم فيها تمزق رحم الأطفال !
هل تعرفون الحكم أم أذكركم ؟
الحكم في حالة تمزق رحم الصغيرة وتمزق المقدمة والمؤخرة معا هو الطلاق بدون رجوع ! أي أن الزوج لا يمكنه العودة لهذه الزوجة !
تحياتي وتصفيقاتي لهذه الأحكام الفقهية المنصفة !
وهل بعد هذا الحكم حكم ، أو بعد هذا القول قول ؟
لقد جزم أئمتكم الأربعة بهذا ، ولا مجال لكم لاستفتاء القلب !
هيا يا سعد الدين ، هيا يا هلالي ، لقد خذلك اليوم الاختيار ، وفقهك المقارن لا محل له هنا من الإعراب !
لم تتوقع هذا ، أليس كذلك ؟
كان دائما فقهك المقارن يجعلك تلعب على الحبال الأربعة ! فاستفت قلبك الآن ، لكن لا مجال لاستفتائه من داخل فقهك !
لا يمكنك الآن إلا أن تدير رأسك وتقول ، ربما لم تكن الطفلة سمينة بما فيه الكفاية لاحتمال الجماع ؟ وفي هذه الحالة ، المسؤول هو الزوج والعائلة !
تصفيقاتي الحارة ! وتهاني للمَخرَج الجنائي !
لقد أكلت عائشة التمر والخيار لتصبح سمينة كفاية - يستطرد البخاري - لكن للأسف ، ربما لم تكن عائلة هذه الطفلة على دراية بهذا الطبق الذي يجعل الأطفال محتملين للاغتصاب !
كم سيحصد البخاري والأزهر من أرواح قبل أن يمتثلوا للأعراف الإنسانية والدولية والقرآنية ؟
أين حقوق الطفل في هذا كله ؟ أين الإنسانية في هذا ؟ أين الدين في هذا ؟
استفت قلبك أيها الإنسان ، لكن استفته خارج معتقدات أئمة الكفر وفقههم المقارن ، خارج دينهم المبني على الاغتصاب والبيدوفيليا ، خارج كهنوت الأزهر وصحيح البخاري ووصايا الحميراء !
يقول رب العزة " ولقد كرمنا بني آدم " !
طبعا الله كرم روان ، لكن كفر الكهنوت أهانها وقتلها ووسخ براءتها ! لا يمكن أن تتحدث عن البراءة والنقاء حين يمتزج الدم بمني وحش وسخ ! هل صرخت ؟ هل توسلت؟ هل خافت ؟ هل تألمت؟ هل تذرعت إلى الله بكلمات طفولية لينقذها من هذا الوحش الكاسر؟ لا أعرف !
ولكن ، أكيد أنها فعلت كل هذا ! وقد كان فوقها مستمرا حتى الانشاء !
فالنكاح عبادة !
وما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا ! ( آية قرآنية عن الأنفال وقد استغلوها أبشع استغلال لخدمة أغراضهم الدنيئة ) غفرانك رب العالمين !
تناكحوا تكاثروا !
للأسف ، حتى هذه الجملة ليست صحيحة هنا ! لأن التناكح تبادل ، لكن الاغتصاب نكاح في اتجاه واحد !
يارب العباد ، اهدنا او اخسف علينا الأرض جميعا وضع فيها من هم خيرا منا يا أرحم الراحمين ؟
لقد بلغ الظلم والبطش أشده ولا طاقة لنا على احتمال المزيد !
هل تعرف يا من تظن أنك مسلم بأن فقهك يصرح لك بالاستمناء بيد الرضيعة في يوم رمضان ؟
هل تعلم بأن الضم والتقبيل والتفخيذ لها جائز !
هل تعلم بأننا نغطي نساءنا ونعري أفخاذ طفلاتنا للتمتع حتى الثمالة بلحم طري طازج ؟
هل تعلم بأن نفاقنا لامثيل له في عالم المخلوقات الأرضية ؟
ننقب نساءنا ادعاء للعفة ونغتصب أطفالنا عبادة ونتمتع بمسياراتنا استغلالا للعازبات ممن أغدقت عليهن الطبيعة بعض المال وحرمتهن من نضارة الوجوه ؟
هل تعلم بأن شيعتنا تتمتع بلا هوادة بمواعيدها الغرامية ليل نهار وبحكم الشرع ؟
هل تعلم بأنه يمكنك ممارسة الدعارة شرعا في وضح النهار ؟ مامن امرأة أو رجل تعارفا فعشرة ما بينهما ثلاثة أيام فإن أرادا استمرا أو أرادا تتاركا ؟ ( هذي أحاديثكم ولكنني لم أنقلها حرفيا وإنما من الذاكرة فقط ويهمني المعنى فقط أما المبنى فابحثوا عنه في رواياتكم ) ، فمقالي هذا مرتجل يحمل في طياته الحرقة والدموع والألم ، حزنا على روان : طفلة يمنية في عمر الزهور ، توفيت متأثرة بجراحها بعد أن مزق من زُوِّجت له على سنة نبي الله ( حسب زعمهم ) رحمها حين بنى بها وهي بنت ثمان !
( كان يجب أن ينتظر تسعا ولكنه اجتهد فأخطأ وله أجر ! )
أعرف أن الموقف لا يحتمل الهزل ، أعرف أن المأساة أسود من سواد آهل النار ! لكن السخرية أحيانا تخرج أكثر الأحاسيس مأساوية فينا !
رحم الله روان ، ورحم كل اللواتي لم نعرفهن ولم يتحدث عليهن الإعلام ، ورحم ضحايا عائشة السابقين واللاحقين ، مادام المسلمون في حالة غيبوبة تغشى أبصارهم وضمائرهم عن رؤية الحق !
إليك يا أجمل وردة ، تعازي !
فلاعزاء للظالمين !
هل أعزي أمك ؟ أباك ؟ أخاك ؟
لقد قدموك قربانا لأئمة الكفر ! لطواغيت هذا الزمن الرديء !
وداعا أيتها النفس الطاهرة البريئة ! وداعا أيتها الروح المرفرفة إلى بارئها من غير ذنب قتلت !
فإذا الموؤودة سُئلت بأي ذنب قتلت ؟ فستُسألين ويُسألون ؟
ولأول مرة أحس بأن ملاك الموت ملاك رحمة ! فقد قبضك في عز الألم والبؤس ووضع حدا لآلامك ، فمن يدري لو عشت أي خزي وأي آلام أخرى كنت سترتشفين !
وداعا أيتها الغريبة !