النقاب ولعبة العفة والفضيلة

نهاد حداد في الخميس ١٢ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

 
بالرغم مما في هذا الكلام من اضطهاد للإنسان ، فقد تمنيت من أجل فضيحة المحمديين ونفاقهم ، لو أن العبودية لم تُمنع دوليا ، فقط لنرى كيف سيكون المجتمع الإسلامي ! فقط لأرى البهلوان عمرو خالد وابتسامته الشيطانية وهو يطالب أخواته بالتحجب والاختمار ! وفقط لأرى إن كانت المسلمات سيعتبرن النقاب رداء للعفة ! أم أن المرأة ستغير رأيها في النقاب والبرقع ! وتعتبره رمزا للطبقية ! تماما كما اعتبره عمر ابن الخطاب ، الذي كان يضرب الإماء اللائي يرتدين الخمار ، وهو نفس عمر الذي يقولون أنه قال: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ! 
ماذا نصدق؟ دفاعه عن الاستعباد أم دفاعه عن المستعبدين ! 
الكثيرات من المسلمات اللائي يبررن لأنفسهن الرغبة في التشبه بنساء النبي ، ينسين بأن الحجاب لم يفرض على مارية وجويرية حسب رواياتهم ! أو لم يكن نساء للنبي؟ 
أنا لا أناقش النقاب من منطقي أنا ، فمنطقي أنا منطق قرآني ! 
ولكن منطقك انت سيدتي فهو سني ! انظري إلى نفسك كما تراك السنة ثم بعد ذلك خذي موقفا ! ولنعد الى آية الحجاب : حيث فرض عز وجل الحجاب على نساء النبي لأن ذلك أطهر لقلوب المؤمنين وقلوب نساء النبي ! " ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن " طيب حين تأتي منقبة لتقول لي بأنها تتنقب لتتشبه بنساء النبي ، فأنا سأحترم خيارها ، ربما تريد هذه السيدة بحق التشبه بنساء النبي ! طيب حين لا يرى الرجل الغريب منها شيئا ، وهذا أطهر لقلبه ، فما الذي يضمن لي طهارة قلبها هي ، وهي ترى من الرجل ما لايراه منها ! أين طهارة قلبها هي ؟ 
ثم إن الله عز وجل قال لنساء النبي : " قرن في بيوتكن " ، لماذا لا يصل حد تشبه المنقبات بنساء النبي إلى درجة البقاء في البيت ! أم أن اللعبة السياسية التي لا علاقة لها بالدين تفرض عليهن الخروج ؟
 كنت سأتفهم أن أولئك النساء بلغ بهن حبهن للعفة درجة الرغبة في التواري عن الأنظار ابتغاء وجه الله ! أم أن هذانصف حب ونصف عبادة ؟ واين العبادة هنا؟ 
اذن النقاب يضمن طهارة قلب الرجل ولا يضمن بأي شكل من الاشكال طهارة قلب المرأة ؟ فأين الفضيلة إذن ؟ أم
هي الازدواجية في المفاهيم دائما واللعب على الحبلين ! هنا تنتفي العلة من الحجاب ، ويصير النقاب أطهرلقلوبهم لا لقلوبهن ! 
وحين تتحدين الله وترغبين في التشبه بنساء النبي مع أن الله عز وجل حين خاطبهن قال :" يانساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن " ! فقد اشترط رب العزة التقوى عليهن وهو ما يميزهن عن باقي النساء ، نساء النبي ولباسهن حين لا يرتبط بالتقوى يصبح تماما كقفاز مايكل جاكسن او اللباس البراق الذي يلبسه معجبوا الفيس بريسلي ! 
" ولباس التقوى هو خير " 
التقوى والعمل الصالح الذي يفيد البشرية ، ولو كانت المنقبات فعلا بذلك التقوى لاتقين الله في عباده ! بمعرفة ان لباسهن شيء يمكن ان يستغله الارهابي والسارق والزاني الفاجر لتغطية هويته ، لهمها أمر أمتها أكثر مما يهمها التشبه بنساء النبي مع أن ذلك لن يفيدها ولا أجرفيه لها ومع انها تأخذ منه ماتشاء وتترك ماتشاء ،  وكان لزاما عليها ان تطبق الأمر كله ! خصوصا وأن منطقها السني نفسه يجعلها تقبل نكاح زوجها لملك اليمين أو الأمة ، تلك الأمة التي من حقها حسب الدين السني ، بما انها سلعة ان تصلي عارية وتمشي عارية في الاسواق إلا من رداء يبدأ من الخاصرة لحد الركبة ! فاين العفة هنا وماهو مقياس الفتنة ؟ 
أريد فعلا أن أرى وجوه هؤلاء المنقبات وأزواجهن يشربون الشيشة  ( بطعم التفاح ) ويعانقون الجواري ! ألم يقل الحويني بأن ترك الجهاد هو ماجعل الأمة الاسلامية متخلفة ! لنتخيل ان الدولة العثمانية استعادت مجدها فأصبحت قوة عظمى واستعمرت البلاد واستعبدت العباد وغنمت بنات الأصفر ، ماالذي ستخفيه سمراوات البشرة عفة وتشبها بنساء النبي ! وهل سيبقى لهذا الزوج وقت لزوجته غير كىونها زوجة أخذها في تحالف ما او رغبة في اتحاد مع عائلة ما ! تماما  كما كان الأمر في عهد السلف الصالح ! ماذا سيكون شعورك كإنسان ؟ وزوجك يضع يده على خصرواحدة وخد آخرى ويمرغ وجهه في شعر ذهبي لثالثة !  الن تكون حينها سواحل ديار الكفرأطهر من حواري المسلمين ؟ ماهو مقياس الفتنة في دين كهذا ؟ ماالذي سيجعل هذا الرجل يعود إلى عجوز شمطاء ويترك المثنى والثلاث والرباع وما ملكت الأيمان بلاقيد أو شرط !  
سأذهب بعيدا في هذا واقول ، انا أوافقك على وضع النقاب ، إذن فقري في بيتك أولا وثانيا ، اقبلي ان يكون لزوجك قيان وجوار فاتنات كاللؤلؤ ! وحينها سأصدق فعلا بأن حبك لدينك متجاوز لكل الحدود ! 
وقعت في مصر قصة طريفة لمهندس سني تزوج بامرأة على أساس انها ملك يمين ، ومع ان السنيين كلهم متفقين على ان ملك اليمين لا تتحجب ، فقد قامت الدنيا ولم تقعد وكأن هذا الرجل ارتكب جريمة ! مع ان ملك اليمين موجود في الدين السني بلا قيد او شرط ! هل أهان هذا الرجل كبرياءهم أم عرى حقيقة دينهم ؟ أم. هو عدم الوضوح دائما والنفاق دائما والكيل بمكيالين دائما ! 
فإما أنكم تؤمنون بتراثكم ، أو أنكم تكذبون علينا وتفعلون مايحلو لكم متى يحلو لكم وتغطونه بغطاء العفة والدين من أجل الضحك على ذقون الغوغاء والركوب على تخلفهم للوصول الى اهداف دنيوية لاتمت للدين بأي صلة ! 
للأسف ، الكثير من الأوروبيين يدافعون عن حقك في ارتداء نقابك سيدتي ، ولكنهم للاسف لا يعرفون الوجه الآخر للعملة التي تؤمنين بها ! العفة لك والعري للإماء ! العفة لك ، والفتنة لزوجك ! الطهر لقلب الرجل في نقابك ولا ضمان لطهارة قلبك في عدم اختماره ! 
يقول رب العزة :"
ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا ".   
قبل ان تتخمري أو تتنقبي أو تتعري ولا تفكري الا في نفسك ! اسألي نفسك اي عمل صالح قمت به وتقومين به ، حينها ستجدين بان جل تفكيرك لا يتعدى التفكير في نفسك فقط ، وفي جسمك فقط وهذا ليس جوهر الدين بل جوهره التقوى والعمل الصالح ! 
اجمالي القراءات 9642