هذه المعركة وقعت عام 1260 م بين المماليك والتتار، وفيما يلي بعض الحقائق التي لم يذكرها المؤرخون لكن ذكرت في المصادر الأجنبية.
أولا: الجيش المملوكي لم يكن مصريا بل كان خليط من شعوب آسيا الوسطى وعبيد من الجنس القوقازي الآري الذين استقدمهم صلاح الدين الأيوبي لحرب الصليبيين..
ثانيا: هزيمة المغول لم تكن بسبب براعة المماليك فقط، السبب الأكبر هو موت امبراطور المغول وقتها.."مونكو خان"..شقيق.."هولاكو خان"..اضطر بعدها هولاكو لسحب أكثرية جيش المغول من الشرق الأوسط وتوجيهه لأوروبا وفيتنام.
ثالثا: غزوة المغول كانت ضخمة جدا على كل أرجاء العالم القديم ، فقد اكتسحوا كوريا واليابان والهند وجنوب شرق آسيا وأخيرا أوروبا وصولا إلى المجر وبولندا..
رابعا: الجيش الذي دمر الخلافة العباسية في بغداد والأيوبية في الشام والخوارزمية في إيران لا يعجزه تدمير جيش مبتدئ في فلسطين، المغول كانوا بارعين جدا في الحرب، وأول من استخدموا المدافع في التاريخ.
خامسا: هولاكو لم يقود المعركة عن التتار، فقد عاد إلى الصين بعد وفاة شقيقة لمبايعة الإمبراطور الجديد، وكلف القائد.."كتبغا"..لزعامة الجيش.
سادسا:لما علم قطز برحيل هولاكو (تشجع) وتم تكوين جيش المماليك بعد أن كاد يفقد الثقة من قوة المغول، الآن الجزء الأكبر من جيش هولاكو عاد إلى الصين وتم تكليفه بوظائف أخرى ومهمة قطز أصبحت سهلة..
سابعا: مما يؤكد المعلومات السابقة أن جيش التتار كان قليل حوالي 20 ألف، أما جيش المماليك فكان خمسة أضعاف أي 100 ألف جندي
ثامنا: حدثت حرب أهلية بين المغول وأنفسهم بعد الهزيمة في عين جالوت ب3 سنوات، أي في عام 1263 بين هولاكو وابن عمه.."بركة خان"..استعان فيها بركة بالمماليك في القوقاز.
تاسعا: الحرب الأهلية المغولية هي التي عطلت هولاكو عن الانتقام لما حدث لجيشه في عين جالوت، فقد شرع حينها في تكوين جيش ضخم واكتساح مصر وفلسطين على غرار ما حدث في بغداد وأوروبا.
عاشرا: جذور الخلاف بين بركة وهولاكو كانت بسبب تأييد بركة للإمبراطور الميت.."مونكو خان"..فالإمبراطور كان يعيب على هولاكو تركيزه على الشرق الأوسط، ويطالبه باقتحام أوروبا.
حادي عشر: بركة اعتنق الإسلام في إيران، وهناك حشد المسلمين والمماليك ضد ابن عمه هولاكو مما أصبغ معركته مع أنصار هولاكو بصبغة دينية.
ثاني عشر: المغول في عز هزيمتهم في عين جالوت كانوا قد اكتسحوا ليتوانيا وبلغاريا وبولندا..مما يؤكد أن هذه الفترة الزمنية لم يكونوا فيها ضعفاء، وأن ما حدث في عين جالوت كان خطأ سياسي وعسكري من هولاكو شخصيا.
ثالث عشر: التاريخ الإسلامي لم يتغنَّ بالمعركة كما يُصوّر لذلك في الإعلام الآن، لأن وجود التتار لم ينته بل توسع في تلك الفترة، حتى أن أحفاد هولاكو بقوا في بلاد ما وراء النهرين وشكلوا دول متعددة لمئات السنين يُقال أن منها.."الدولة الصفوية".
رابع عشر: كذلك في أوروبا خلف التتار شعوبا ما زالت قائمة إلى اليوم في شرق القارة العجوز، أشهرهم تتار روسيا وأوزبكستان وأوكرانيا، حتى أن تركيا بها جالية مغولية ورثت ما كان عليه الأجداد من أسماء وصفات خلقية.
خامس عشر: انتصار عين جالوت أنهى الوجود الأيوبي من مصر وبدأ عصر المماليك، أي أنها كانت معركة مفصلية، وفي تقديري لو لم يسحب هولاكو جيشه إلى الصين وغزا به القاهرة لدخلها بسهولة..خصوصا وأن قادة بني أيوب كانوا في صراع على السلطة والدولة منهارة تماما..