فقراء الأقباط .. لا ناصر لهم .!!

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠١ - يناير - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

فقراء الأقباط .. لا ناصر لهم .!!

1 ـ باسم المركز العالمى للقرآن الكريم  وبمناسبة السنة الجديدة الميلادية أتقدم بأخلص المُنى للمسيحيين فى مشارق الأرض ومغاربها ، وخصوصا  المستضعفين من أقباط  مصر .

2 ــ أكرر وأؤكد دائما إنتمائى للمستضعفين فى الأرض بإعتبارى أنا وأهل القرآن من المستضعفين فى الأرض . دفاعنا عنهم هو جهادنا السلمى الذى نتقرب الى الله جل وعلا به . لسنا فى هذا نزايد على أحد ولا نتقرب به لأحد ولا ننافق به أى أحد ، ولا نخشى من أحد ، ولا يهمنا لوم أحد . هذا هو شأن الجهاد الاسلامى السلمى الذى نبتغى به وجه الله جل وعلا وحده نرجو رضاه واليوم الآخر .

3 ـ سأمتُ من إصدار الشجب والاستنكار لكل إعتداء أثيم يقع على المستضعفين من أقباط مصر . ومع إعتزالى العمل السياسى الميدانى فقد إستجبت لدعوة المناضل القبطى الاستاذ مجدى خليل ، وشاركت فى مظاهرة قبطية غاضبة أمام البيت الأبيض ، فى وقت بذل فيه بابا الأقباط تواضروس على منعها بكل ما يستطيع ــ تنفيذا لأوامر أسياده العسكر . ثم كان الاعتداء الأثيم فى شهر ديسمبر الماضى على الكنيسة الرئيسة فى مصر . ولم أجد ما يقال ، فقد نفدت الكلمات وفقدت معناها ومغزاها ، ولا يبدو حلّ فى الأفق ، والحال كما هو ـ الملأ من كبار الأقباط ( رجال الدين ورجال الأعمال ) يأكلون ويتمتعون ويمتطيهم المستبد المصرى ، والمستضعفون من الأقباط  ــ شأنهم شأن إخوانهم المستضعفين من المصريين المسلمين ــ  يلقون البلاء ويلتهمهم الغلاء .

4 ـ التاريخ المصرى يبدو صفحة واحدة شديدة السواد للمصرى الكادح الذى ينحنى تحت لهب الظلم يكدُّ فى إنتاج الخير .. للغير . بينما الفرعون يتربع على ظهور الخدم من رجال الدين ورجال الأعمال ، وهؤلاء الخدم يركبون المستضعفين من الأقباط والمسلمين .

5 ـ فرعون موسى إضطهد الأقلية الاسرائيلية والتى يجعلها رب العزة ضمن أهل مصر . وفى نفس الوقت كان من أكبر أعوانه قارون الاسرائيلى الذى خان قومه بنى اسرائيل وظاهر الفرعون فى قتله أطفال بنى اسرائيل وتعذيبهم . ثم بعد غرق فرعون بنظام حكمه استولى قارون على الكنوز التى يعرف مخابئها ، وانتهى أمره بأن خسف الله جل وعلا به الأرض .

6 ـ هى نفس السياسة التى يسير عليها كل فرعون ( مسلم ) جاء بعد فرعون موسى يسير على دأبه ومنهاج حكمه ، أن يضرب الأقلية بكل قسوة ليخيف الأغلبية وليثيرها فى نفس الوقت على الأقلية ، فلا تملك الأقلية إلا أن تستجير بالمستبد وتزداد له خضوعا ، ثم يقوم المستبد بإصطفاء بعض الخونة من الأقلية يستخدمهم فى تنمية ثروته ، ويشارك الكهنوت القبطى فى المال السُّحت الذى تجمعه الكنيسة من المستضعفين الذين لا يجدون ملجأ إلا فى التعلق بأذيال أباطرتها . وعند أى بادرة تمرد من المستضعفين يهب البابا لنجدة المستبد ، هكذا فعل البابا القبطى فى الوقوف ضد ثورة البشموريين الأقباط الشجعان ، وقف بأعوانه مع جيش المأمون العباسى حتى هزم الثوار الأقباط وقتلهم وإسترق من بقى منهم وشتت شملهم .

7 ـ دماء الأقباط  فى رقبة البابا القبطى تواضروس . هو المسئول قبل المستبد والارهابيين المجرمين عما يحدث من سفك الدم القبطى . لو قام بواجبه نحو ( رعيته ) من المستضعفين الذين ينفقون عليه ، لو جهر بصوت المستضعفين الأقباط الضحايا عاليا فى العالم لأخاف المستبد . لو تقدم بشجاعة يدافع عن حقوق الأقباط فى حريتهم الدينية فى إقامة كنائسهم وإقامة شعائرهم مثل إخوانهم المصريين المسلمين لوقف الغرب معه ولأخاف المستبد المصرى الذى يتلقى تعليماته بالتليفون من عواصم غربية . يستمر قتل الأقباط بيد الارهابيين حينا وبجيش العسكر أحيانا لالهاء الناس عن واقعهم . ويستمر سكوت البابا تاوضروس بل ووقوفه ضد نشطاء الأقباط الذين يريدون إيصال صرخات الأقباط الى الخارج. هذا يثبت أن هذا البابا تاوضروس هو خائن للشعب القبطى بقدر إخلاصه للمستبد العسكرى . لا بد من إعلان هذا وبقوة ، فى نهاية الأمر فإن المستبد مجرد شخص ، وهذا البابا مجرد شخص ، وهما معا ومعهما الأجهزة التابعة لهما يعيشان عالة على عرق الكادحين المستضعفين ويستحلون دماءهم قبل عرقهم .

8 ـ هناك ظاهرة غريبة ، ان الأقباط مقهورون فى مصر ، ولكن مصر ــ بلد العجائب ـ يتكاثر فيها البليونيرات ، ونسبة كبيرة من المليونيرات والبليونيرات  هم من الأقباط بما لا يتناسب مع نسبتهم فى السكان المصريين . التفسير واضح .. هؤلاء الأقباط البليونيرات والمليونيرات خدم للمستبد يعطيهم القروض والتسهيلات ليتستثمروها  فى مشروعات  لصالح المستبد وأعوانه . قد يكون هذا لكل رجال الأعمال من خدم المستبد ، ولكن يظل لرجال الأعمال الأقباط مصدر آخر ، هو أموال السحت التى تحصل عليها الكنيسة من عرق الملايين من الأقباط المستضعفين . إيرادات الكنائس الارثوذكسية فى مصر وأمريكا  واستراليا واوربا هى ملكية خاصة للكهنوت الكنسى بزعامة البابا المصرى ، وهو يحتاج الى إستثمار هذه البلايين ، ويستثمرها له رجال الأعمال الأقباط وبموافقة المستبد وتحت رقابته . وبينما تجمع الكنائس الكاثولوكية والبروتستانتية الأموال فى الغرب وتنفق منها على مشروعات خيرية يستفيد منها المسيحيون والمسلمون والبوذيون وغيرهم فى شتى أنحاء العالم ، فإننا لا نعلم نشاطا خيريا للكنيسة الارثوذكسية القبطية فى مصر . الأقباط فى أعماق الصعيد فى حضيض الفقر والعوز ، ولا تهتم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلا بمص دمائهم وعرقهم . الكنائس البروتستانية والانجيلية  المصرية لها نشاط خيرى ملحوظ ومشكور خصوصا فى الصعيد ـ ولا تشعر الكنيسة الارثوذكسية بالخجل ، بل همها محاربة الكنائس البروتستانتية لتمنع نشاطها الخيرى .

9 ـ من هنا يعيش مليونيرات وبليونيرات الأقباط  والكهنوت الكنسى القبطى فى كوكب و يعيش المستضعفون الأقباط فى كوكب آخر . فى كل مأساة يتم فيها حرق كنيسة أو قتل مستضعفين من الأقباط يقيم القساوسة والشيوخ حفلا يتبادلون فيه الأحضان والقبلات ــ فى فعل فاضح علنى يجب أن يعاقب عليه القانون . ويطلقون التصريحات ــ نفس التصريحات الروتينية ـ ويعود كل منهم يركب سيارته الفاخرة الى بيته الفاخر فى الكوكب الذى يعيش فيه إنتظارا لماساة أخرى تُحرق فيها كنيسة ويُقتل فيها مستضعفون فيتأهب للحفل سعيدا بالأضواء ..

10 ـ نحن أهل القرآن تعلمنا من القرآن أن للفقير والمسكين والجار وابن السبيل حقوقا فى الصدقات والزكاة المالية والاحسان . لم يقل رب العزة الفقير المسلم أو المسكين المؤمن بل مجرد الفقراء والمساكين وابن السبيل والجار الجنب والصاحب بالجنب .  هو له حق وهو مستحق لكونه فقيرا أومسكينا أو ابن سبيل أو جارا ..هو بتعبيرنا ( مجرد إنسان ) ولقد كرّم الله جل وعلا بنى آدم وفضلهم على كثير ممّن خلق تفضيلا .

11 ــ يأتى المستبد يركب الكهنوت الدينى ، ويركب الكهنوت الدينى المستضعفين ، يسومهم سوء العذاب . ومن أسف أن إستمرار هذا الوضع قرونا طويلة جعل المستضعفين يستكينون لهذا الوضع ، يعتبرونه أمرا طبيعيا ، وربما يقرأ بعضهم هذا المقال فيثور غاضبا علينا لأننا  هاجمنا البقرة المقدسة التى يعبدها . !

12 ــ ونحن الذين لا تأخذنا فى الحق لومة لائم نقول : وملعون كل المستبدين وملعون كل رجال الدين . 

اجمالي القراءات 6840