الاستهزاء بالرسل هي قضية قديمة قّص الحق جل و علا على خاتم النبيين و بيّن له أن قضية الإستهزاء بالرسل ليست جديدة و قد سبق لرسل قبلك – أي قبل خاتم النبيين عليه و عليهم السلام – الإستهزاء بهم يقول جل و علا : ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فحاق بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزئون ) و يقول سبحانه : ( ولقد استهزئ برسل من قبلك فامليت للذين كفروا ثم اخذتهم فكيف كان عقاب ) و قد أخرج الحق جل و علا ما في قلوب المنافقين من الإستهزاء حيث يقول سبحانه : ( يحذر المنافقون ان تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم قل استهزئوا ان الله مخرج ما تحذرون ) و قد كفى الحق سبحانه نبيه عليه الصلاة و السلام المستهزئين فقال جل و علا : ( انا كفيناك المستهزئين ) .
لقد كفى الحق سبحانه نبيه في حياته المستهزئين و كم نرى من روايات سخيفة تصنّف في خانة الإستهزاء ! و ليس صعبا أن تقرأ تلك الروايات فتجد أنها بالفعل تستهزئ بخاتم النبيين عليه الصلاة و السلام و من أسف أن يكون أسلوب الإستهزاء هذا دينا !!
لك أن تقرأ بتركيز عال هذه الحديث المنسوب إليه عليه الصلاة و السلام : عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أترون قبلتي هاهنا ؟ فوالله ، ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم ، إني لأراكم من وراء ظهري " .
إننا إذ ندافع عن رسولنا الكريم بمختلف الأساليب لنبين أنه عليه الصلاة و السلام في أسمى أساليب الدعوة هي دعوته بالقران الكريم و تبليغه لهذا الكتاب العظيم و أن البلاغ هو بلاغ القران الكريم فهو البيان و فيه التفصيل من لدن حكيم خبير .
إن تعرية تلك الروايات بسيناريوهات اليوم و بالهجة العامية يتضح مدى بؤس من يؤمن بها و تنكشف حقيقة السياريوهات الشيطانية التي وضعها أصحاب تلك الروايات و تسقط تلك الهالة العظيمة من التقديس لهم .
و يا حسرة على العباد عندما يستهزؤن برسول من رسل الله يقول جل و علا : ( يا حسرة على العباد ما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون ) و لنتدبر قول الحق جل و علا حيث يقول : ( ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعهم ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون بايات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) .