الاستاذ احمد ويحمان يتهمنا بافتعال نقاش حول الاسلام الامازيغي

مهدي مالك في الأحد ١٨ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

الاستاذ احمد ويحمان يتهمنا بافتعال نقاش حول الاسلام الامازيغي 

مقدمة                                             

اولا انني اتحدث في هذا المقال بصفتي صاحب كتاب الامازيغية و الاسلام من اجل اسقاط ايديولوجية الظهير البربري نهائيا الذي لم يطبع الى حد الان  و بصفتي عضو في حزب تامنوت للحريات الذي سيخرج الى النور قريبا باذن رب العالمين.

 سبحان الله العالي العظيم ان الامازيغيين منذ 14 قرنا قدموا خدمات جليلة للاسلام على كل الاصعدة و المستويات حتى اصبح الانسان الامازيغي العادي الان لا يستطيع ان يفرق بين داعش و تيارات الاسلام السياسي و بين الاسلام المخزني و الاسلام الامازيغي  ...

ان البعض سيتهمنا اننا نفرق الدين الاسلامي الواحد الى اسلاميات متعددة و مختلفة غير ان الواقع التاريخي يفيد تعدد المذاهب و الاتجاهات داخل الدائرة الاسلامية من  السنة بطرقها المختلفة و من الشيعة بطرقها المختلفة كذلك و القرانيين الذين لا يؤمنون الا بالقران الكريم وحده و صحيح ان القرانيين ظهروا في مصر منذ ثمانينات القرن الماضي الا ان هذه الفكرة هي قديمة في تاريخنا الاسلامي حيث اصبحت اؤمن بهذه الفكرة لكنني مازلت اؤمن باحاديث الرسول  الداعية الى معاني الخير و الاحسان و التسامح مع اهل الكتاب اي المسيحيين و اليهود.

لكن بالمقابل اصبحت لا اؤمن باحاديث نسبت الى الرسول بعد 200 من وفاته الداعية الى اقامة الخلافة القرشية كما اسميها و الى احتقار المراة الخ من هذه الاحاديث المسيئة للاسلام و لرسوله الاكرم حيث لا ينبغي ان نكذب على أنفسنا او على غيرنا لان العصر العباسي كان عصر الاستبداد بكل ابعاده حيث من الطبيعي للغاية ان تخرج مثل هذه الاحاديث المنسوبة لرسول الاسلام ليقوي الاستبداد و شعار الخلاقة القرشية الا و هو العروبة و الاسلام حسب رايي المتواضع    .

الى صلب الموضوع                                     

لقد قرات هذه الايام اسبوعية الايام التي أعدت ملفا تحت عنوان غريب و عجيب الا و هو احذروا تقسيم المغرب حيث اجرت الاسبوعية المذكورة حوارا مطولا مع الاستاذ احمد ويحمان احد رموز تيار القومية العربية بالجنوب الشرقي او اسامر باللغة الامازيغية  حيث ان هذه المنطقة المعروفة بمقاومتها الشجاعة للاستعمار الفرنسي في عز ثلاثينات القرن الماضي بينما ما يسمى بالحركة الوطنية اخذت تتظاهر في مدينة الرباط و في مدينة سلا و في مدينة فاس ضد ظهير وطني وقعه الراحل محمد الخامس لتفعيل اسلامنا الامازيغي عبر القوانين الوضعية اي ان الحركة الوطنية لما رايت ان العرف الامازيغي تم ترسيمه اخترعت اكذوبة الظهير البربري بمعنى ان الاستعمار اراد تنصير البربر و فرنستهم ..

   قد صرح  الاستاذ ويحمان للاسبوعية المذكورة بمجموعة من المغالطات حول تاريخ الدولة البرغواطية الامازيغية الاسلامية حيث ان مصطلح الاسلامية لا يعني المفهوم السلفي للدولة عبر تطبيق الشريعة الاسلامية او اباحة الزنا عبر ملك اليمين بل يعني مصطلح الاسلامية السلام و العدل الخ من هذه المعاني السامية لديننا الحنيف حيث هناك كتاب قيم لاستاذنا الحسين جهادي اباعمران حول الدولة البرغواطية حيث فضح اكاذيب المؤرخين العرب تجاه هذه الدولة التي قامت بترجمة كتاب الله العزيز الى اللغة الامازيغية ابتداء من القرن الثاني للهجرة...

قد اتهمنا الاستاذ ويحمان بافتعال نقاش حول الاسلام الامازيغي حيث ان هذا الاتهام هو صحيح مائة في مائة حيث قلت في مقالي حول ضرورة تاسيس تيار امازيغي اسلامي داخل حزب تامنوت للحريات      

ان الحركة الثقافية الامازيغية عندما ولدت في سنة 1967 وجدت نفسها مجبرة الى الايمان بالنسق الغربي في التفكير و التنظير بحكم ان منذ الاستقلال الى هذه اللحظة تقدم  الدولة المغربية  نموذجا وحيدا لهويتنا الاسلامية المغربية الا و هو اسلام المخزن القائم اصلا على العروبة اولا و الاسلام ثانيا بمعنى ان اسلام الشعب المغربي الامازيغي قد اقبر بصفة نهائية رسميا على الاقل منذ سنة 1956  لكن هذا الاسلام الامازيغي ان صح التعبير مازال حي في مجتمعنا من خلال بعض  مظاهره كقراءة الحزب الراتب و التقاليد الاجتماعية المحافظة بمعناها الايجابي و السلبي على حد السواء الخ من هذه المظاهر الدالة  على تجدر الاسلام في الوجدان الامازيغي طيلة 14 قرنا  ...

لكن على المستوى الرسمي حتى بعد خطاب اجدير التاريخي و تاسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية فظلت الامازيغية بشموليتها غائبة تماما عن تدبير الحقل الديني الرسمي حيث قد يقول البعض ان اعلامنا الديني عبر اذاعة محمد السادس للقران الكريم و قناة السادسة قد بدا يبث برامجه باللغة الامازيغية منذ سنة 2007 لكن هذه البرامج لن تخرج عن ادبيات ايديولوجية الظهير البربري المدبرة للشان الديني بشموليته بمعنى ان الامازيغية ليست لها اية علاقة مهما كانت بالاسلام طيلة 14 القرن الماضية اي انها نعرة جاهلية حسب منظور اغلبية نخبتنا الدينية الحالية و التي تدخل تحت وصاية وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية كما هو معلوم لدى الجميع.

قد قلت في كتابي الجديد

كان من المفروض عندما استقل المغرب عن فرنسا ان يتجه النظام نحو الاعتراف بامازيغية المغرب لاسباب تتعلق بدور الامازيغيين العظيم في ترسيخ الدين الخاتم منذ 14 قرنا حيث كان من المفروض اذا سلمنا بصحة الظهير البربري ان يعتبر النظام ان اجدادنا الكرام لهم الفضل الكبير في انتشار الدين الاسلامي في اكبر وقعة من الارض و ان يعتبر هويتهم لا تتعارض مع الاسلام في كليته باعتبارها تتوفر على بعد ديني ضخم سواء في اللغة و الثقافة و الفنون و الاعراف القانونية الخ من هذه الخصوصيات الظاهرة للعيان..

اذا فرضنا ان الاستعمار الفرنسي قد اصدر الظهير البربري بالفعل لتنصير الامازيغيين و زرع التفرقة بين المغاربة فان من المفروض على دولة الاستقلال ان تعمل في اتجاه تكريم المقاومة الامازيغية الوطنية التي حاربت الاستعماران الفرنسي و الاسباني من خلال العديد من الاشياء كالاحتفال بمعركة انوال كعيد وطني على سبيل المثال او الاعتزاز بامجاد المقاومة الامازيغية في مقرراتنا الدراسية او في وسائل الاعلام الوطني و تخليد اسماء رجال و نساء هذه المقاومة الداخلة في اطار الدفاع عن بيضة الاسلام و عن حوزة الوطن .

و كان من المفروض على دولة الاستقلال ان تفرق بين ما يسمى بالظهير البربري ان كان موجود اصلا و الامازيغيين من خلال جعل لغتهم وسيلة لنشر الخطاب الديني عبر المسجد و التلفزيون المغربي قصد محاربة تنصير الامازيغيين كما يدعي اصحاب اللطيف .

غير ان هذا لم يحدث إطلاقا طيلة عقود من الزمان لان النظام اتجه نحو الانكار التام لوجود شعب اسمه الشعب الامازيغي و بعده الديني الضخم تحقيقا لسياسة العروبة و الاسلام.

حقيقة انني لم استعمل مصطلح الاسلام الامازيغي في كتابي الجديد غير انني بدات استعمال هذا المصطلح في مقالاتي الاخيرة حيث على امثال الاستاذ ويحمان ان يفهموا ان اساس الحضارة الاسلامية المغربية هي الامازيغية كبشر و كثقافة و كقوانين وضعية الخ بينما ان اعراب بني امية جاءوا الى المغرب بغية نهب خيرات اجدادنا المسلمين اصلا منذ سفر وفد الى المدينة المنورة قصد لقاء الرسول الاكرم كما قاله الاستاذ الحسين جهادي اباعمران في عدة مناسبات .

لكن تاريخنا الرسمي لا يعترف الا بما يريده المخزن التقليدي و نخبته الدينية حيث الى متى سنبقى هكذا و الى متى سيبقى تاريخنا الحقيقي مجهول من طرف عامة المغاربة ....

اختم هذا المقال المتواضع بتحية الاستاذ محمد سعد الشيباني من تونس و المقيم في السويد حيث هو مؤرخ له كتاب هام حول المذهب الاباضي في تامازغا حيث قبل اجراء حوار صحفي معي و  بالاضافة الى مفاجئات اخرى في الطريق..

تحرير المهدي مالك 

اجمالي القراءات 8015