قراءة في قصة قارون

لطفية سعيد في الخميس ١٥ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

حتى وأن كنت قارئا قراءة سريعة لقصة قارون، فلن تخرج منها كما دخلت!! الآيات من 76 إلى 84 تقص علينا وقائعها ،وكأننا كنا شاهدين على حدوثها !! إذ نتعرف عليه بوضوح ، إنه كان من قوم موسى ولكنه بغى عليهم  ،وحدث هذا عندما آتاه رب العزة اختبار الكنوز ،وأخفق فيه بجدارة ، إذ لم تكن كنوزه طريق مروره للعمل الصالح وابتغاء الآخرة ، وإنما كانت طريقه للفساد والتكبر، فهو لم يعترف لله سبحانه بفضله فيما آتاه ، وإنما زادته كنوزه تكبرا !!  وإليكم وقائع القصة من خلال  سؤال بسيط من كاتبة هذه السطور ،  وإجابة معجزة  بالآيات الكريمة:
1ـ من قارون ، وما علاقته بقومه ، صف الكنوز التي آتاها له رب العزة ؟      
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ
2ـ نصحه قومه بعدم الفرح ، فلم ، وقدموا له نصحيتين مستخدمين فعلي  الأمر( ابتغ ، أحسن ) ،والنهي ( لا تنس ، لا تبغ ) فيهما   ما الآية التي تدل على ذلك ؟ :
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ
3ـ هل أطاع قارون عقلاء قومه ، بم رد عليهم؟  
قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي 
4ـ كان تعقيب رب العزة ،على تكبر قارون  مدعما بأدلة قوية تقنع العقل فهناك  من هو أكثرمن قارون ، جمعا ..واقوى منه  كيفا ..ومع ذلك قد أُهلك بسبب تكبره ، فلم تغُنيه قوته ولا كثرة جمعه! اذكر الآية الدالة على ذلك . 
أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ
5ـ وضح مظاهر فرح قارون ، وماذا قال من انخدع بهذه المظاهر ؟  
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ
6ـ بم رد عليهم الذين أوتوا العلم ؟ :
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الصَّابِرُونَ
7ـ كانت نهاية قارون نهاية  مأساوية ، ولكن شهدت  تحولا لمناصريه وضح؟ 
فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ
هل تركت العبرة العملية أثرها على مناصريه (الذين تمنوا مكانه) ؟ 
وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ
9ـ ما الدرس المستفاد من القصة ؟ :
 
تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
10 ـ هل ترى أن العدالة الإلهية رحيمة ،بما فيها من  ثواب وعقاب للجميع على السواء  ؟: 
مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
وبعد انتهت القصة بكل وقائعها  وليختر كل منا مثاله فيها يحرية : (بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره )  وهي بالطبع  قراءة سريعة ،فأرجو المعذرة أن قصرت أو أخطأت ، ودائما أقتدي ،وأقول : (قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ
اجمالي القراءات 11910