خلق الله الملائكة وسخرها لعبادته , فمنهم حملة العرش ومنهم خزنة الجنة وخزنة جهنم ومنهم ملائكة الموت , وجعل الله الإيمان بالملائكة جزء من الإيمان , ولكن البعض يعتقد بعض الاعتقادات الخاطئة عن الملائكة , ومنها الاعتقاد بموت الملائكة . نناقش هذا الاعتقاد في هذا المقال .
فإذا كانت الملائكة تموت كما يعتقد البعض , فهل ستبعث من جديد بعد الموت ؟! , وما الحكمة من البعث في هذه الحالة ؟! . فالحكمة من البعث بالنسبة للإنسان هو الحساب ، مصداقاً لقوله تعالى : " يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ " ( الزلزلة 6 ) .
وإذا علمنا أن للعرش ملائكة تحمله مصداقاً لقوله تعالى : " وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ " ( الحاقة 17 ) . فإذا ماتت الملائكة , هل سيصبح العرش بلا حملته يوم القيامة ؟!. ومن يكون علي أرجاء السماء يومئذ ؟! .
وإذا علمنا أن الجنة عليها ملائكة خزنة مصداقاً لقوله تعالي : " ... وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ " ( الزمر 73 ) . وكذلك النار عليهما ملائكة خزنة مصداقاً لقوله تعالي " ... وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ... " ( الزمر 71 ) . فإذا ماتت الملائكة , هل ستصبح الجنة والنار بلا خزنتهم يوم القيامة ؟!.
والملائكة ليست أرواح وليست أنفس حتي تموت , أما عن قوله تعالي : " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ " ( القصص 88 ) . فيجب أولاً أن نعرف الفرق بين الموت والهلاك . فالهلاك يكون للأشياء التي تتكاثر من زوجين كالكائنات البحرية والنباتات . والموت نوع من الهلاك ولكن الموت لا يكون إلا لما فيه روح .
وإذا كانت الملائكة أشياء تهلك , لوجب أن تكون أزواجاً منها الإناث ومنها الذكور , مصداقاً لقوله تعالي : " وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ " (الذاريات 49) . ولوجب أن تتكاثر كباقي الأزواج , فالنباتات المثمرة أشياء تهلك , ومنها الذكر ومنها الأنثى , مصداقاً لقوله تعالي : " ... وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ... " ( الرعد 3 ) .
مما سبق نستنتج أن الملائكة لا تموت ولا تهلك ، وهذا كي يراجع البعض معتقداته . أما عن الحديث المشهور عن موت الملائكة ، فلست متخصصاً في تصحيح الأحاديث .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي