الغضب العربي مستمر: احتجاجات في اليمن والبحرين وسلطنة عمان و الجزائر

في الإثنين ٢٨ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الغضب العربي مستمر: احتجاجات في اليمن والبحرين وسلطنة عمان و الجزائر

  • المعارضة اليمنية ترفض المشاركة في حكومة ائتلافية وتتمسك بسقوط النظام .. و مظاهرات في البحرين للمطالبة بإصلاحات جذرية
  • شاب جزائري ينتحر بإحراق نفسه .. والعمانيون يقطعون الطريق بعد مقتل ٦ محتجين طالبوا بإصلاحات سياسية

إعداد – نفيسة الصباغ ووكالات :

استمر الغضب العربي اليوم وتواصلت الاحتجاجات في اليمن والبحرين وامتدت لسلطنة عمان فيما أشعل مواطن النار في نفسه بالجزائر احتجاجا على سوء الأوضاع الاقتصادية . و ذكرت الصحف الجزائرية اليوم أن شابا جزائريا في الخامسة والعشرين من عمره توفي أمس بعدما أضرم النار في نفسه في مقر ولاية برج بوعريريج (235 كلم شرق العاصمة الجزائرية). وقالت الصحف إن الشاب عبد الرزاق لشهب “رش جسده بالبنزين وأشعل فيه النار بعد ظهر الأحد أمام باب الولاية قبل أن يدخل إلى ساحتها الداخلية”.
ونقلت صحيفة “الخبر” عن الموظف الذي استقبل الشاب لحظات قبل انتحاره إنه “كان يحمل كيسا بداخله قارورة. وفور خروجه من مكتبي توجه إلى الطريق المحاذي لمقر الولاية ثم دخل إلى الساحة راكضا بعد إضرام النار في جسده، محاولا الدخول إلى إحدى المصالح” في مقر المحافظة. وتابع أن لشهب “كان في حالة نفسية غير عادية ويبدو عليه الاضطراب وجاء للشكوى من عدم حصوله على وصل بالصورة لملف أودعه للحصول على بطاقة الهوية فقمت بحل المشكل وطلبت منه التقدم إلى مصالح الإدارة المحلية بمقر إقامته للحصول على طلبه”.
وقالت الصحف إن الشاب توفي بعد نقله إلى مستشفى لخضر بوزيدي في المدينة. ولقي خمسة اشخاص مصرعهم في الجزائر بعدما أضرموا النار في أنفسهم منذ منتصف يناير.

وفي سلطنة عمان، أغلق محتجون عمانيون يطالبون بإصلاحات سياسية الطرق المؤدية إلى ميناء تصدير رئيسي ومصفاة اليوم الإثنين بعدما ارتفع عدد ضحايا اشتباكات يوم الأحد مع الشرطة إلى ستة. ووقف نحو ألف محتج على الطريق لمنع الدخول للمنطقة الصناعية في بلدة صحار الساحلية التي يوجد بها ميناء ومصفاة ومصنع ألومنيوم.
واحتج مئات آخرون في ميدان رئيسي لإبداء غضبهم بعدما فتحت الشرطة النيران يوم الأحد على محتجين يرشقونها بالحجارة مطالبين بإصلاحات سياسية ووظائف وتحسين الأجور. وفي وقت لاحق أضرم محتجون النار في مركز الشرطة واثنين من المكاتب التابعة للدولة. وقال طبيب بقسم الطواريء في مستشفى حكومي في صحار “استقبلنا ست حالات وفاة أمس من الاحتجاجات في صحار.”
وتمثل الاضطرابات في ميناء صحار الشمالي وهو مركز صناعي رئيسي في عمان انفجارا نادرا لحالة السخط في السلطنة التي يسودها الهدوء عادة وتأتي في أعقاب موجة من الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في أنحاء العالم العربي. وقال شهود في صحار إن النيران ما زالت مشتعلة في متجر رئيسي صباح اليوم بعدما تم نهبه. وتمركزت قوات الجيش حول المدينة ولكنها لم تتدخل لتفريق المتظاهرين.
وفي الغضون، امتدت الاحتجاجات على الزعماء العرب التي تجتاح العالم العربي إلى شبه الجزيرة العربية حيث يطالب عشرات الآلاف بالتغيير في اليمن والبحرين وتتظاهر أعداد أصغر في دول خليجية مجاورة. ففي البحرين تظاهر عشرات الآلاف لأسبوعين في العاصمة المنامة مطالبين بأن تمنح الأسرة  الحاكمة المزيد من الحقوق. وقتل سبعة أشخاص وأصيب المئات في اضطرابات سبقت تعهد السلطات تحت ضغط من الحلفاء الغربيين بالسماح بالاحتجاج السلمي وعرض الحوار على المعارضين.

وشملت التنازلات الأخرى الإفراج عن سجناء والسماح لمعارض شيعي بارز بالعودة من المنفى الاختياري وإجراء تعديل وزاري. ولا يلبي هذا مطالب المحتجين بوضع دستور جديد وإقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان ال خليفة الذي يشغل هذا المنصب منذ 40 عاما.

وفي اليمن، رفضت المعارضة اليمنية الانضمام لحكومة وحدة وطنية وقال محمد الصبري المتحدث باسم ائتلاف المعارضة اليمنية انهم قرروا الالتزام بمطلب الشعب بسقوط النظام ولا تراجع في ذلك .. وشهدت اليمن  سقوط 24 قتيلا  منذ 17 فبراير في احتجاجات يومية على حكم الرئيس علي عبد الله صالح.

وعرض صالح الذي يحكم أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية منذ 32 عاما الحوار مع المعارضة ووعد بألا يرشح نفسه مرة أخرى حين تنتهي ولايته عام 2013 غير أنه كان قد حنث بوعود مماثلة فيما مضى. وتظاهر عشرات الآلاف في عدة مدن لكن مدينة عدن العاصمة السابقة لجنوب اليمن الذي كان مستقلا ذات يوم شهدت أعمال العنف الأكثر كثافة.
وفي المملكة العربية السعودية، قال سكان إن الشيعة بالمنطقة الشرقية المنتجة للنفط في المملكة العربية السعودية والتي يربطها بالبحرين جسر كانوا قد نظموا مظاهرتين سلميتين صغيرتين هذا الشهر للمطالبة بالإفراج عن سجناء احتجزوا دون محاكمة. وأضافوا أن عشرات الشيعة تجمعوا في 24 فبراير في القطيف البلدة الرئيسية للشيعة بالمنطقة. وقالوا إنه في 17 فبراير نظمت مجموعة من الشيعة احتجاجا صغيرا في بلدة العوامية القريبة وتبع هذا الإفراج عن ثلاثة سجناء.
وتقول الأقلية الشيعية في أكبر دولة منتجة للنفط بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إنها تعاني من قيود على التعيين في المناصب الكبرى وأن الاستثمار بالمنطقة الشرقية التي يتركزون فيها لا يتماشى مع المناطق الأخرى. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات.
وفي الكويت، تظاهر أكثر من ١٠٠٠ عربي ممن لا يحملون الجنسية الذين يطلق عليهم اسم البدون في 18 فبراير في الجهراء شمال غربي مدينة الكويت مطالبين بالحصول على الجنسية. وقال نشطاء بمجال حقوق الإنسان إنه تم إلقاء القبض على ما بين 100 و140 شخصا لكن أفرج عن معظمهم سريعا. وفي اليوم التالي أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على نحو 300 من البدون. وقال شهود إن نحو سبعة أصيبوا.

اجمالي القراءات 2051