بين عقبة بن نافع وأكسل

لطفية سعيد في الثلاثاء ١٦ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

من هو المسلم ؟هل هو من سُمي مسلما بالوراثة ، حتى لو اعتدي على الآمنين وروعهم ؟ ! أم هو المسالم حتى ولو لم يكن مسلما بالاسم والوراثة  ؟  في الدولة الاسلامية القاعدة هي السلام و عدم الاعتداء , والحرب لا تكون الا لرد الاعتداء بمثله(وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) وحين تعتدي دولة على الدولة الاسلامية و تهزمها الدولة الاسلامية , فان من حق الدولة الاسلامية ان تفرض علي الدولة المعتدية جزية اي غرامة حربية دون ان تحتل أرضها (التوبة 29
هل ينطبق هذا على الفتوحات الأموية؟ للاسف فقد ارتدت ثوب الإسلام وراحت تفتح بلدان آمنة تقتل وتشرد أهلها، وتأخذ ثرواتهم وتبعث بها إلى الخليفة والحاشيىة، وتتبارى الأقلام  أمس واليوم  لتدافع عن تلك الغزوات وعما اقترفوه بدعوى نشر الإسلام،  والإسلام منهم براء.. موضوعي هذا سيتناول شخصيتين أحدهما ملك أمازيغي هو( أكسل) اتصف بحسن الخلق في معاملاته فلم يقتل ولم يثار من اهل القيروان ، انبرى في الدفاع عن قومه وأرضه لم يبدأ بالقتال ، بل على العكس كان قتاله ردا ودفاعا عن وطنه وقومه ..والثاني هو عقبة بن نافع الذي تفنن في الغزو والحرب ، حتى إنه لم تشغله أهوال الفتنة التي حدثت في زمنه وانشغال الناس بها عن مواصلة الحرب والاستيلاء على كل ما تقع عليه يده من ثروات ..لم تعجبه سياسة أبي المهاجر مع الأمازيغ فآثر أن يواصل الحرب طلبا للغنائم  ..
التفاصيل:     
أكسل أو كسيلة أمير أمازيغي ولد في مدينة خنشلة الحالية. حكم الجزائر الحالية وأجزاء من تونس، وكانت مملكته تضم كل الربوع الموجودة ما بين تاهرت (تيارت الحالية) و وهران و تلمسان غربا إلى القيروان بالشرق.
يعتبر أحد الأبطال التاريخيين عند الأمازيغ الذين تذكرهم كتب التاريخ إبان العصر الوسيط. تحارب كسيلة مع قوات عقبة بن نافع وقوات قيس بن زهير البلوى، ممَّا تسبب بتأخير فتوحات المسلمين في شمال أفريقيا وغرب أوروبا
برز اسم عقبة مبكراً في ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث اشترك هو وأبيه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، والذي توسم فيه خيرا وشأنا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد "غير أن بلاد النوبة والسودان عموما لم تفتح حرباً"، فأسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم والبربر. ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقية (تونس الحالية)، فولاه عمرو بن العاص برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر.
تعاقب عدة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص، منهم عبد الله بن أبي السرح ومحمد بن أبي بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، أقر جميعهم عقبة بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة. لكن عمرو بن العاص اختار عقبة في الحروب وقيل بأن ذلك لم يكن لصلة القرابة بينهما بل لأنه يعرف مهارته في المبارزة والقتال
هل نشر الإسلام بالقوة بين قبائل البربر ؟ 
ظل عقبة في منصبه كقائد للحامية ببرقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبى طالب، ونأى عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وصب اهتمامه على الجهاد ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد غزوات الروم، فلما استقرت الأمور عام 41 هـ وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين، أصبح معاوية بن حديج والياً على مصر، أرسل عقبة إلى الشمال الأفريقي في حملة جديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة
حرب عقبة لبعض القرى واعادها بالقوة إلى الدولة وتأسيس القيروان:  .
كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، منها ودان وأفريقية وجرمة وقصور خاوار، فحارب عقبة تلك القرى وأعادها بالقوة إلى الدولة الإسلامية. خلف معاوية عقبة أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب، حيث تغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في الحرب الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يقضوا على الحاميات الرومية المختلفة منطقة الشمال الأفريقي. حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والواغلة في المغرب الكبير. كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاوية وولى بدلا منه أبو المهاجر دينار أفريقية، فعاد للمشرق...
أبو المهاجر يتعامل بمرونة مع  الأمازيغ  
كانت سياسة أبو المهاجر دينار في مدينة القيروان مرنة مع الأمازيغ أدت إلى تراجع الغنائم والجباية فقرر الأمويون بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد أعادة عقبة ثانية للولاية على مدينة القيروان فكان ذلك عام 62 هـ/681 م، هذا الأخير الذي ما إن وصل إلى القيروان حتى أمر بالقبض على أبي المهاجر دينار وتصفيده بالحديد، كما أساء إلى الملك كسيلة
كسيلة يُعد جيشا لينتقم من عقبة ونهاية للفتوحات في المغرب   
فتوعده الملك كسيلة بالانتقام. ورغم أن أبا المهاجر كان قد نصح عقبة بن نافع بعدم الإساءة إلى أكسل مما سيكون له عواقب وخيمة في مسار الفتح الإسلامي ،لكن عقبة لم يأبه لذلك. فلما وصل إلى القيروان احتفظ بأبي المهاجر دينار وسيره معه إلى غزو بلاد الأمازيغ, تصدى له الملك أكسل ونشبت معركة بين الفريقين في بسكرة جنوب جبال أوراس بجيش يضم 50,000 جندي يقودهم الملك كسيلة، وانهزم المسلمون في المعركة وقتل عقبة بن نافع سنة 64 هـ 684 م، ومثَّلت هذه المعركة نهاية لمرحلة من الفتوحات الإسلامية بالمغرب
تسامح  كسيلة مع اهل القيروان.
استولى كسيلة على القيروان بسهولة، وأمن الرجال والنساء والأطفال وتركهم إلى أن تتحسن أحوالهم وأرزاقهم، وأمنهم أيضا ًفي أنفسهم وأبنائهم وأموالهم، وخلى حال سبيلهم ليواجهوا بأنفسهم مصيرهم، ومكث كسيلة في القيروان حاكماً لمدة خمس سنوات.
وبعد هذا الانتصار، أسس كسيلة مملكة واسعة تمتد من الجزائر إلى تونس، أي من جبال الأوراس فمروراً بقسنطينة إلى القيروان عاصمة تونس القديمة في عهد عقبة بن نافع. وفتح كسيلة اتصالاً مع الروم، فتنبه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى ذلك على الرغم من انشغالات الخليفة بثورة ابن الزبير واضطرابات الشيعة.
وفي هذا السياق التاريخي أيضاً، اشتعلت فتنة الضحاك بن قيس في الشرق، وبقيت أفريقيا الشمالية بدون والٍ مدة خمس سنوات. وارتد الكثير من الأمازيغ عن الإسلام كما يقول ابن خلدون اثنتي عشرة مرة بسبب تعسف الولاة، بيد أن الخليفة عبد الملك بن مروان، أمد القائد زهير بن قيس البلوي الذي ظل ماكثاً ببرقة بإمدادات عسكرية هائلة، فسار زهير بن قيس بجيش يتشكل من أربعة آلاف جندي عربي وألفين من الأمازيغ المسلمين حيال القيروان. ونشبت معركة حامية الوطيس بين جيش قيس بن زهير وقوات كسيلة في منطقة ممش قرب القيروان
ويذهب المؤرخون إلى أن كسيلة خرج من القيروان إلى ممش لأمرين وهما: "أولهما تضايق كسيلة من إمكانية الإضرار بسكان القيروان؛ لأن بها كثيراً من - يقول كسيلة- ولهم علينا عهد فلا نغدر بهم]
كان حينها زهير بن قيس البلوي بالقيروان، وبلغه الخبر فخرج هارباً وارتحل بالمسلمين ونزل ببرقة (مدينة في الشرق الأدنى لليبيا) وأقام بها ينتظر المساعدة من الخليفة. واجتمع إلى كسيلة جميع أهل الجزائر من الأمازيغ المسلمين، وزحف إلى القيروان فخرج العرب منها وهربوا إلى الشرق. وأقام حاكماً على إفريقية 
وكان زهير بن قيس مقيماً ببرقة مند وفاة عقبة فبعث إليه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بالمدد وولاه حرب الأمازيغ فزحف إليها في آلاف من العرب.
نهاية كسيلة بعد ان خاض المعركة بنفسه :
 من جهته، جهز الملك كسيلة حصانه، وحمل ترسه وسيفه، وأعد العدة صحبة فرسانه. وبعد أن جمع سائر الأمازيغ، ذهب لملاقاة جيش المسلمين. التقى الجيشان بنواحي شرق مدينة القيروان واشتد القتال بين الفريقين. ثم ربح المسلمون المعركة سنة 686 من الميلاد وقتل كسلية 
الخاتمة  من المعتدي،  ومن الضحية ؟من المسالم ومن روع الآمنين ، من اتصف بحسن الخلق ، ومن شغلته جمع الغنائم عن أي شيء وكل شيء .. إننا برآء  من تزييف التاريخ وصناعته ليوافق المستبدين من الحكام، وحاشيتهم ، وإلحاقه بالإسلام والإسلام منهم براء ..    .
اجمالي القراءات 19793