حقيقة قد يغضب منها البعض

سامح عسكر في الجمعة ١٥ - يوليو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الأغلبية العظمى من المسيحيين والشيعة في مصر لا زالوا يؤيدون السيسي ويدافعون عن نظامه بشتى السبل ومنها التبرير وخلق الأعذار..

سبب ذلك خوفهم من عودة الإسلام السياسي

عندهم حق

لكن لا ينتبهون أن تحالف السيسي مع آل سعود سيُجبر مصر على دعم الوجه الآخر من الإسلام السياسي وهو (الطائفية) والحشد الديني الذي يجري له الإعداد من الآن

ستكون العراق وسوريا ضحايا هذا الحشد (لاحظ أن الإعلام المصري الآن بدأ يلعب على نغمة "جرائم إيران وحلفائها في سوريا" وهذه مقدمة للانقلاب على الجيش السوري-حليف إيران- مستقبلا) وقد تنبأت بحدوث ذلك منذ عدة أشهر وقلت بالحرف أن السياسة المصرية ضعيفة ورديئة وبضغط الإعلام ستضطر مصر لتبني الموقف السعودي في سوريا..

آل سعود ينفقون المليارات في مصر ببذخ حتى اضطرت السعودية للاستدانة لأول مرة منذ سنوات طويلة، هل تظن أن ذلك ليس له ثمن أو أن المقابل غير جاهز؟!..والمؤسف أن الشعب المصري لا يشعر بها بسبب الفساد وذهاب تلك الأموال لصالح الوسطاء وسماسرة السلاح ومرتزقة السياسة..

آخر هذه الصفقات ذهاب عدد من النواب المصريين –بأوامر رئاسية-إلى مؤتمر مجاهدي خلق في باريس، والسبب إشعار إيران بنوع من التهديد ورسالة بتحالف مذهبي سني يجري له الإعداد بوتيرة متصاعدة..ربما يضم إسرائيل عن بعد..وزيارة شكري لإسرائيل ربما تصب في هذا الاتجاه..

ردود إيران ستكون عنيفة إذا شعرت بتهديد حقيقي، فمجاهدي خلق إرهابيون في إيران، ودعم السعودية لهم سيثير حفيظة الفرس وكل الشيعة، وهؤلاء نسبة لا تقل عن 90% من شعب إيران، وربما نرى عمليات في شرق المملكة أو في البحرين أو ضد مصالح السعودية في العراق ولبنان، وسيؤجلوا المواجهة المباشرة لحين ظهور ردود الأفعال..

من ينتظر تحالف سني خارج دائرة مصر والسعودية والإمارات هو واهم، نصف دول الخليج لن تكون في هذا الحلف أولهم قطر ثم الكويت وعُمان، كذلك كل الدول العربية التي بها شيعة كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، والدول المستقلة كالجزائر وتونس

أي أن أغلبية العرب عمليا سيكونون ضد هذا الحلف الطائفي

وعملية استنزاف السعودية تجري بوتيرة متصاعدة آخرها ما صرح به مجتهد اليوم وكشف -من تصريحات بن سلمان- أن الاقتصاد السعودي يواجه أعتى أزمة ربما في تاريخه، وسحب الأموال السعودية في الخارج وصل إلى معدل 30 مليار دولار شهريا..

أقول ذلك للتحذير من أن موقف المسيحيين والشيعة المصريين المؤيد للسيسي سيرتد عليهم..فهم يؤيدون أحمق يسير بالدولة والمنطقة إلى المجهول، وربما نرى حسن شحاتة آخر..ومقدمات ذلك ظهرت باضطهاد مجتمعي للمسيحيين وضعف الدولة في علاجه..وبالكاد لو ظهرت أي قوة لشيعة مصر سيهجهم عليهم الإعلام والتهم جاهزة وسيتدخل الأمن ضدهم، وربما نرى تحريضا مباشرا من مجلس النواب..وقتها ستشعرون أن دفاعكم عن النظام كان دفاع الفريسة عن الصياد..
 

اجمالي القراءات 7358