-
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
-
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ !
أو ليس هذا ما يدفع الشباب والأبناء إلى ترك آبائهم وإخوانهم ودراساتهم أو أعمالهم للالتحاق بداعش ؟
وحين يعادي المسلم الجميع على سطح الكرة الأرضية من يهود أو نصارى فلأن لديه آية كهاته :"
-
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ".
وحين يأتي الحويني وغيره ليكفر النصارى واليهود فهل سيصدقه الناس هو علما بأن هناك آيات أخرى تكفر اليهود والنصارى أم سيصدقون القرآنيين المسالمين ؟ ومع ان هناك آيات كثيرة أيضا تدعو إلى السلام معهم ، فغاية مايمكن أن يقولوه علينا هو أننا نتبع أهواءنا وشهواتنا ونتبع مانحب ونترك ما نحب ! مع ان كلا من عند الله !
أقول لكم أيها الإخوة ، إن تغليب آيات السلم على آيات القتال أو العكس هو التحدي الكبير الذي يواجهنا وسيواجهنا دوما إذا لم نجد منهجا متكاملا نتعامل به ! هذا مايجب أن يشغل بالنا حاليا كقرآنيين ! أما العبادات والشعائر ، فهي بين العبد وخالقه والصيام لله وهو يجزي به ! أما وجودنا وبقاؤنا ، فهو رهن بإيجاد حلول لما يبدو تناقضا بين السلم والحرب في القرآن ، بين البراء والموالات ، بين العداوة والبغضاء لكل البشر والسلم والتسامح مع كل البشر ! بين المصالحة مع الذات والآخر ، أو الإعلان عن العداء لكل البشر !
منذ سنتين ، ترجمت دستور أهل القرآن ، وقد كان ولله الحمد ، أكثر مقالاتي قراءة ، ومعنى هذا أن الناس تطلع عليه ، ولكننا غلبنا فيه السلم والتسامح والإخاء دون أن نكون قد خرجنا من مآزق تناقضنا مع ما يأخذه أرباب الإرهاب من آيات ، ليخدموا بها ساديتهم ودمويتهم !
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ "، أو ليس هذا مايفعله الشاب الإرهابي المسلم في أوروبا وأميكا ! أنه يقاتل من يليه من الكفار؟بموجب قاتلوا الذين يلونكم من الكفار؟
كل خلايا الإرهاب النائمة مقتنعة بالقرآن حرفيا هكذا ، وإذا لم نقم زباستقراء كل آيات الحرب وتدبرها قبل آيات السلم ، فإن مستقبل السلم مع المسلمين سيظل مجرد شعارات واهية ! وسيظل هناك ، رغم دعوة الإسلام للسلم من يعتمد على آيات الحرب الناسخة لكل شيء ، حتى وإن قضينا على الإرهاب بحرب تبيدهم ولا تذر منهم ، فإن ما سيحدث ، هو عودة الإرهاب تماما كما عاد النازيون الجدد ، والجبهات الوطنية المتطرفة في أوروبا وأمريكا ! وما وصول اليمينيين والمتطرفين إلى أوروبا وآمريكا ، إلا نتاجا لتطرف المسلمين ! وياليت الأمر اقتصر على السلفية الواضحة وداعش في أهدافها ومراميها ، فهم ذيول الأفعى ، أما رأسها فهو الأزهر بلا منازع ! أزهر الوسطية الكاذبة ، الذي مازال يأمل بأن نعود إلى زمن السبايا ونكاح الإماء ، إذا ما فتح الله لنا يوما أبواب إسرائيل وفتح لنا أمريكا فتحا مبينا ! إذ مازالوا يحلمون بالفتح والغنائم والأنفال والخمس. ! ومازالوا يحلمون بأعوام مجاعة وجفاف يأكلون فيها لحوم المسيحيين والمرتدين نيئا ، ومازالوا يحلمون بهدم الكنائس. وعدم بنائها ! بل مازالاوا يحلمون بنكاح الأطفال وعودة خلافات الغلمان والقين ! فيا أمة ضحكت من جهلها الأمم استفيقي قبل أن ينقضوا عليك كما فعلوا مع ألمانيا وإيطاليا واقتسموا مستعمراتها وثرواتها ، وكما فعلوا باليهود والأرمن والأقليات في العالم كافة !
هذا المقال ، هو دعوة لتدبر كل آيات الحرب قبل السلم في القرآن ، وعندما أقول كل الآيات ، فأنا لا أهذي ، بل أعي تماما ما أقول وأعنيه ! فكل آية حرب أو آية براء أو ولاء ، يجب أن تُتٓدبّر بعمق ، وأن نعقلها كما أمرنا الله عز وجل ، لقد غلبوا آيات الحرب وقاموا بغزو الشعوب واستعبادها ، وهذا حرام ! لا يمكن للبارئ عز وجل أن يحل قتل الأبرياء واستعباد الناس واستحلال أعراضهم ! لذا ، يجب علينا أن ندافع عن الإله العادل الذي نؤمن به ، عن هذا الإله الذي خلق هذا الكون الهائل الخارق وجعل لكل فيه رزقه ، بداية من بكتيريا الخلية الواحدة إلى أقصى وأعظم المجرات ، إن إلها حسب بالملمتر بُعد المجرات عن بعضها كي لاتعدو احداها على الأخرى فيفنى الكون ، لايمكن أن يدعونا إلى إفناء ملايير البشر لنتربع على عرش الكون لنسبي نساءه ونستحل أعراض الناس تماما كما فعل فرعون وتفعل داعش اليوم ! فتعالوا ننطلق من عدالة الإله ، لنصل إلى عدم إمكانية وجود اعتداء على الناس يتعارض مع عدالته عز وجل ! وللنظر فقط إلى هذا الكم الهائل من الحيوانات المختلفة الأشكال والألوان والأنواع ، أليس هذا دليلا على أن الله يريد لكل منها أن تعيش باختلافها ورغم اختلافها ؟ لنتدبر ونتعظ فقد جعل الله في كونه آيات لقوم يتفكرون !