مع إبراهيم الذي وفى .. مع إبراهيم الحليم الأواه المنيب .. مع الباحث عن الحقيقة .. مع الفتى الجميل ذو العقل المفكر .. مع الكريم الذي قدم العجل الحنيذ .. مع من جعله ربه جل و علا للناس إماما .
إخواني أهل القران العظيم يقول جل و علا : ( يا ايها الذين امنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون ) أستهل مقالي بهذه الآية العظيمة و كل الآيات عظام من العظيم سبحانه و تعالى لنتتبع قصة الإسلام العظيم هذا الدين الذي إختفى أو كاد يختفي بين آلالاف كتب الأديان الأرضية !!
ولأنه محفوظ و لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه لأنه تنزيل من الحكيم الحميد حيث يقول جل و علا : ( لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) تعالوا نتذكر شيئا و أشيئا .. مجرد تذكر .. تعالوا نتعرف على قصة الإسلام .. هذه القصة التي لم تروى بعد كل فصولها .. و لنروي هذه القصة الرائعة ومن خلال أعز كتاب و هو القران العظيم الذي يقص فيه جل و علا أحسن القصص لأن خاتم النبيين عليهم السلام كان من الغافلين لذلك يقول سبحانه : ( نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت من قبله لمن الغافلين ) .
تبدأ الحكاية بعد أن عرّف أو بّوأ الحق جل و علا المكان بالضبط لإبراهيم و إسماعيل عليهما السلام حيث أن المكان كان محدد المساحة حيث يقول سيحانه : ( واذ بوانا لابراهيم مكان البيت ) محدد المساحة بطوله و عرضه و لأن الكعبة بناء مكعب فليكتمل يبقى الضلع الثالث لإكتمال المكعب في الحجم و هو الإرتفاع لذا ( رفع ) إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام القواعد من البيت ليكتمل هذا البناء المكعب و يصبح الكعبة لذلك يقول جل و علا : ( واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسماعيل ربنا تقبل منا انك انت السميع العليم ) .
و بعد إكتمال هذا البناء العظيم و في ذلك المكان البعيد النائي الوادي الغير ذي زرع رفع إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام أكف الضراعة بالدعاء فقالا : ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ )
لقد أرى الحق جل و علا إبراهيم عليه السلام و إسماعيل عليه السلام المناسك و هذه المناسك هي العبادات حيث سيقوم سيدنا إبراهيم عليه السلام بتعليمها للناس .. كل الناس الذين سمعوا نداء الحج العظيم ..
نكمل بحول الله جل و علا في قادم الوقت .. و كل عام و حضراتكم بخير .