هم يستمدون إرهابهم من القرآن ونحن نستمد سلميتنا منه فأين الحق وأين الباطل ؟
يقولون بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان ويشرعون القتل باسم الدين وبالآيات ! ثم يأتي الملاحدة أو اللادينيون ويقولون بأن القرآن يحمل الشيئ ونقيضه ! ويأتي الدكتور سيد القمني ليتحدث عن تاريخانية القرآن ! فمن المحق ومن المغالط في كل هؤلاء ؟ ومن يستطيع أن يدعي بأن الإرهابي ليس مسلما حقا يحب ربه وقرآنه ويضحي بروحه من أجل دينه ؟ من يستطيع أن ينكر عليه ذلك أو يزايذ على إيمانه ؟ لا يمكن ان ننكر على الإرهابي إسلامه لمجرد أننا مسالمون ؟ فالإرهابي يرى في المسالمين أناسا جبناء اختاروا عرض الحياة الدنيا وترفها ورغبوا عن ذكر الله وزاغت قلوبهم لأنه يؤمن بآيات سورة التوبة !
على رسلك أيها القارئ القرآني فأنا هنا لن أتحدث عن بخاري ولا عن سنة ! فالإرهابي يمكن أن يكون قرآنيا بامتياز ! أما السنة فتأتي بعد ذلك تتويجا لماكان يؤمن به قبلا !
الجميع يتحدث عن محاربة الإرهاب ! والجميع يدعي ( بصدق وحسن نية على أن الإسلام بريء مما يزعمون ) ولكننا لن نستطيع ادعاء محاربة الارهابي إلا إذا فهمنا كيف يفكر !
و اسمحوالي قبل أن تُعٓلِّقوا أن أعلن بأن هذا الجزء مخصص لتفكير الإرهابي انطلاقا من سورة التوبة ، وسيخصص الجزء الثاني لطريقة تفكير القرآني المسالم استنادا على نفس السورة ! فمن المحق ياترى من بين هذين ؟ الإرهابي أم القرآني ؟ إذ لايمكن بأية حال أن نزايد على الإرهابي وننكر عليه تقواه وإيمانه الحقيقي والفعلي ب" دين " يضحي من أجله بروحه وراحة ذويه واستقرار أحب الناس إليه في الدنيا ! إلا ابتغاء لمرضاة الله وبحثا عن نعيم وُعد به المجاهدون في سبيل الله ! إذ لا يمكن تكفير الإرهابي ، وهذا ما فعله الأزهر ! لأن الإرهابي مسلم يؤمن بالله ورسوله وبنفس كتاب المسلمين جميعا ! ( طبعا فالأزهر لايكيل بنفس المكيال حين يتعلق الأمر بالمفكرين والمتنورين من أمثال إسلام البحيري والقرآنيين الذين يؤمنون بنفس الكتاب ، حيث يكفرهم بتهمة الزندقة وازدراء الأديان ، مع أنهم يؤمنون بنفس الكتاب ونفس الإله ونفس الرسول ويقيمون الصلاة ويوتون الزكاة وينفقون ممارزقهم الله ويصومون رمضان ويحجون لنفس البيت ، إلا أن هذا موضوع آخر لن نبتعد فيه عن هدفنا من هذا المقال ، ولكن كما يقال ، الشيء بالشيء يُذكر !
ولنعد إلى النقطة التي بدأنا منها وهي أن الإرهابي مسلم بامتياز ، الإرهابي مسلم ولكن ليس كل مسلم إرهابيا ( وهذا مايتمسك به المسلمون حين يدافعون عن الإسلام ويبرؤونه من عنف المتطرفين ونحن نتفق معهم طبعا ) ولكن الاحتمال الثالث ، هو أن كل مسلم قد يصبح إرهابيا ، وهذا احتمال كبير وخطير جدا . لماذا ؟ لأنه قد يهوي بسرعة البرق إلى التطرف بمجرد قراءة آيات سورة التوبة ، فانظر كيف يمكن لأي شخص أن يصبح إرهابيا بالقرآن ومن القرآن ؟ ( وطبعا سنتطرق في الجزء الثاني إلى كيفية صنع إنسان مسالم من القرآن نفسه ! ولكن كيف الخروج من هذه المعضلة قبل أن يتدخل الملحد ويقول لنا بأن القرآن يحمل الشيء ونقيضه . وبأنه كتاب ينهل منه كلا الطرفين دينهم وبأنه حمال أوجه ؟
لنتذكر حادثة أورلاندو ونصنع شخصية وهمية للإرهابي الذي قتل أناسا أبرياء لم يؤذوه ولم يتعرضوا له ، بل غاية مافعلوه ، هو أنهم وجدوا أنفسهم مثليين ، فتعاملوا مع رغباتهم الجنسية الحقيقية وميولهم بكل نزاهة وشفافية ، ورفضوا أن يكونوا غير ماهم عليه من طبيعة ! أليس المثليون أناسا نزهاء ؟ اختاروا أن لا ينافقوا المجتمع بل أن يعبروا عن ميولهم بكل حرية في مجتمع يكفل لهم حرية العقيدة وحرية الاختيار ؟
المثلي إنسان ، ولكنه انسان اختار او فرضت عليه الطبيعة اشياء لا نستسيغها نحن الدينيون ، ولا أقول المتدينون ! فكما لِما نسميه الانسان العادي ميول جنسية معينة واختيارات في ممارسة حياته العاطفية و الجنسية ، للمثلي رغبات لا نفهمها ، وطبيعة لا نستسيغها ! ولكن هل يحق لنا قتله لمجرد الاختلاف ؟ هل يحق لامرأة ان تقتل امرأة اخرى لأنها تصل الى اللذة الجنسية بالايلاج اما الثانية فتصل الى النرفانا بمجرد الاحتكاك مع العضو الذكري؟ عذرا على هذه الطريقة الفجة في تقديم الأشياء ، ولكنه مثال فقط على الاختلافات الطبيعية من انسان الى آخر في الميول الجنسية ! فهل يحق لاحدى السيدتين قتل احداهما الأخرى لمجرد الاختلاف في الرغبات ؟ مع العلم ان الرغبة في حد ذاتها والميول الجنسي لاحداهن ليس اختيارا وانما وجدت كل منهما نفسها كذلك .
ولنذكر ببعض القواعد في حياتنا قبل أن نسترسل ، هل ممارسة الجنس فاحشة ؟ طبعا لا ! ولكنه يصبح فاحشة حين يمارس خارج إطاره الشرعي الذي هو الزواج فيصبح اذ ذاك إثما ! ولكن ، ما الذي يجعل منه فاحشة ؟ الدين طبعا . ولكن أي دين ؟ كل الديانات بدون استثناء . ومع ذلك ، فإن من يعاقب على هذا الإثم هم فقط اليهود والمسلمون ، أما المسيحيون ، فقد قال لهم عيسى عليه السلام عن امرأة زنت فأراد الملأ رجمها : " من كان منكم بلا خطيئة ، فليرمها بحجر ". نسي الأفغاني الذي قتل الناس في أورلاندو أنه يعيش في بلد أغلب سكانه مسيحيون ، وأنهم ورغم رفض أغلبهم للزواج المثلي ألا أنهم أبدا لم يمارسوا العنف على هؤلاء ولا آذوهم ، بل تركوا للخالق صلاحياته في أن يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء . بل نسي هذا القاتل أن أي رئيس أمريكي قبل أن يعتلي كرسي الرئاسة ، يحلف على الإنجيل الذي يحمل بين طياته الرحمة والرأفة وتعاليم عيسى التي من بينها : " من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر !"
كيف إذن يسمح سفاح أورلاندو لنفسه قتل أناس مسالمين لمجرد اختلافه معهم في الميول الجنسية ! مع أنه يعيش في بلدهم الذي بنى مبادئه على الديموقراطية التي تحترم الآخر وتقبله ! ولولا كرم أمريكا معه ومع أهله ، لكان في عداد الموتى منذ زمن بسبب طالبان والحرب في أفغانستان ! فهل أصبح المسلمون نموذجا للشر ؟ نموذجا للمثل القائل ، " اتق شر من أحسنت إليه ".
نعم ، وبلا شك ، فسورة التوبة بالنسبة إليه نسخت كل آيات القرآن الأخرى ، ولكنني كما وعدت القارئ بأنني لن أتحدث عما يسمى بالسنة القولية ، إلا أنني أتطرق للنسخ هنا ، لأن إحدى الآيات تقول : : { يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ }.
فحينما يرفض التنويريون مبدأ الناسخ والمنسوخ ، يأتي من يقول بأن هذا ليس حديثا يمكن الطعن فيه ، بل آية قرآنية ، كما إنها ليست هي الوحيدة مطلقا التي تحمل نفس المعنى ! بل هناك آيات أخرى بنفس ذلك المفهوم ! حيث يقول رب العزة : : "مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا " . ( على عيني كتاباتك يا دكتور احمد صبحي منصور عن الناسخ والمنسوخ ، ولكنني لست بصدد نقاش صحتها من عدمها وإنما بصدد نقاش كيف يتم تأطير إرهابي من داخل القرآن وليس خارجه ). لأننا إذا أردنا القضاء على الإرهاب ، يجب علينا أن نفهم كيف يفكر الإرهابي من داخل القرآن ! ومع ذلك سأفترض جذلا بأن الإرهابي لا يؤمن بالناسخ والمنسوخ ، بل بكل القرآن بدون استثناء ، فكيف نجعل منه إنسانا يتعامل بالسور المليئة بالسلم الاجتماعي وعدم الاعتداء على الغير لأن الله لا يحب المعتدين دون أن نقع في تناقض مع آيات القتل في سورة التوبة !
ولنكن صرحاء ، المسلم اليوم ، ليس في حاجة إلى من يعلمه الصلاة والصوم والزكاة ، بل في حاجة إلى أن يعرف فعلا بأن دينه دين سلام فعلا وليس دين إرجاءات وتقية ومغالطات!
فالتقية موجودة في القرآن ، والحث على القتل موجود في القرآن ، والتهديد والوعيد موجود في القرآن ، وحينما تقول للناس لكم دينكم ولي دين ، فيظنون بأنك تحترم دينهم فعليا تأتي آيتان في سورة التوبة لتنسفا كل ذلك ، حيث أن دين الحق يصبح في هذه السورة هو دين الرسول محمد وأن أي دين غيره لايمكن أن يستمر ، بل يجب القضاء على أصحابه ! حيث جاء في سورة التوبة آية :" قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ". ثم بعد أربعة آيات من هاته ، تأتي الآية 33 لتعرف عن أن الدين الحق الوحيد هو دين محمد :" هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" !
إذن بالنسبة للإرهابي ، فدينه هو دين الحق الوحيد ، لأن الله قال ذلك في القرآن ومادا م دينه هو دين حق فإن كل مايمليه عليه يصبح أمرا لا مجال للتدبر فيه أو محاولة فهم كنهه! ومن هنا يُدخل كل الباقي إلى حيز التنفيذ! ويصبح الجهاد الركن الأهم في إسلامه ، لأن الدعوة للسلم تصبح تثاقلا وكسلا وعدم امتثال لأوامر الخالق! فيصبح السلم الاجتماعي الذي يدعوا إليه " القرآني " إعراضا عن الجهاد يعرض صاحبه إلى عذاب من الله شديد . ولنتأمل هاتين الآيتين :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل ".
" إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ."
فحين تصبح هاتان الآيتان القناعات الوحيدة ، لا يمكن إلا أن تنتج لنا ملايين الإرهابيين ، إلا إذا وضعها القرآني في إطارها التاريخي والاجتماعي ، ولكن إن فعل ذلك سوف تعترضه معضلة ضخمة ، ألا وهي صلاحية القرآن لكل زمان ومكان ! لست هنا بصدد إعطاء الحلول ، ولكن بإثارة الأسئلة ! ولأن الحلول لا تأتي من السماء بل تأتي بانتقاد الذات ومعرفة مصدر الشرور ، لابد من وضع الأصابع على الجراح قبل التمكن من مداواتها!
ثم لنكمل تقاطعا بين القرآن والسنة القولية : " ألا يمكن تشبيه إحدى آيات التوبة بالحديث الذي يتهافت الجميع على تكذيبه وآنا أولهم : ( عن ابن عمر رضي الله عنهما ، ان رسول الله صلى الله عليه وسلـم قـال : أمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمد رسول الله ، ويـقـيـمـوا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله تعالى ).
ألا يشبه هذا الكلام في جوهره ومضمونه الآية :" فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ".
والآن ، إما أن نقول أن القرآن كان يتحدث عن ظرف زمني في عهد نبيه ولا علاقة لها بالعصر الحالي ، وإما أن نتشبث بشمولية هذه الآية في الزمان والمكان ، فنضيف إليها آية أخرى نحمل بعدها السلاح جميعا وننبذ السلم إلى الأبد ! " أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين ، الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ " هذه الآية تمجد الجهاد وتجعله أعلى درجة من كل العبادات الأخرى ، إذ يكفي للإرهابي أن يجدها توافق ما يخطب به إمامه يوم الجمعة من أحاديث مكذوبة حتى يصبح قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة ! ولنكن واقعيين واضحين وشفافين مع أنفسنا ، لقد رأينا الإرهابيين يذبحون الناس وهم يتلون الآيات القرآنية ولا يتلون الأحاديث، وهم في قمة الإيمان والتقوى والقناعة بأنهم يقدمون قربانا لله ويجاهدون في سبيله ! إن الإعتماد على القرآن فقط لهو سيف ذو حدين ، وقد يؤدي إلى تطرف وإرهاب حقيقي إذا لم يُتدبر ! سيبقى الإرهاب قائما ويبقى كل مسلم بما فيهم القرآنيون قنابل موقوتة مرشحة للإرهاب إذا تمسكنا بالانقائية في التعامل مع الآيات ولم نضع كل ما يتعلق بالجهاد في إطاره التاريخي المحدودزمانيا ومكانيا أيضا ! لأن في القرآن ، مقابل كل آية سلم آيات تحث على القتال والجهاد والنفور! " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ " ! طبعا كلامي هذا قد يأخذه البعض باستخفاف ! مع أن الانتقائية قد تصبح وبالا علينا !
ولا نبتعد كثيرا عن أفغانستان وعن إرهابي أورلاندو! ففي مجتمعه يعيش الأعيان والكثير من الرجال هناك مع غلمان يسمون " الباتشا بازي ". وذلك تأويلا لآية في سورة النمل :إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النساء " فانظر كيف فسروا الآية وأطلقوا العنان لشهواتهم ، فقد وجدوا على أن اتخاذ الغلمان حلال شريطة عدم التخلي عن النساء ، لأنه في حالة وجود الاثنين بحيث لايقصي وجود الغلام العلاقة مع المرأة ، فإن ذلك يصبح حلالا! لانهم لم يتخذوا الرجال شهوة من دون النساء ، بل اتخذوا الاثنين معا ! ثم زد على ذلك سورة الواقعة التي تتحدث عن طواف الولدان المخلدين بالأكواب والأباريق !
كل هذه التشويها ت والتصرف في الآيات ، والتعامل بشكل حرفي مع القرآن تجاهلا لروح وجوهر الدين ، قد يجعل نفس مصدر الهداية مصدرا للإرهاب ، وتأويل الآيات مصدرا للفسق والفساد ! لله در أمريكا والبلاء الذي جلبته لنا بتدخلها في أفغانستان وإخراج أفاعيه وأشباحه ! أفغانستان التي تضع نسائها وسط الأقنعة والأخمرة وتمارس الشذوذ الجنسي العلني على غلمانها ، الذين يعتبرون رمزا للغنى والوجاهة والجاه في بلد فقد كل حس بالكرامة الانسانية! ومن يدري فقد يكون والد ارهابي اورلاندو قد كان من بين غلمان الافغان قبل ان تطأ رجله امريكا ! او ربما مالكا للغلمان قبل ان يمنعه طالبان من التمتع !