أولا :
1 ــ قضيت ساعة أمس أنشر فيا رابط المقال السابق عن مذبحة أورلاندو فى السى ان ان العربية وغيرها ، وتعبت ، وتأكد لى مجددا أن هذه المتابعة فوق طاقتى . يكفى أننى فى شيخوختى هذه أحاول الالتزام بكتابة فتوى ومقال جديد كل يوم والرد على الايميلات والاتصالات التليفونية . كل يوم يمر يقل الجهد ، خصوصا وانا أعمل وحدى بلا مساعد وبلا مساعدة . لذا قررت كتابة هذا المقال لكم .
2 ـ من سنوات كتبت مشروعات باللغة الانجليزية فى القضاء على الارهاب سلميا ، وفى سبيل تسويقها اضعت وقتا ثمينا فى حضور المؤتمرات فى واشنطون وفى عقد المقابلات بقدر ما تسمح به ظروف الانشغال بالكتابة والبحث ، وتبين لى أننى أمام خيار من إثنين : إما التفرغ لتسويق تلك المشروعات وإما التفرغ للبحث ، وإخترت التفرغ للبحث . ولا تزال تلك المشروعات جُثثا هامدة فى مكتبتى .
3 ـ وفى كل هذه المشروعات أتحدث عنكم ( اهل القرآن ) بإعتبار أنكم الذين ستقومون بتنفيذها ، فهى تتطلب متخصصين . وفى الندوات التى أتحدث فيها أُفاخر بأهل القرآن وبما يقدمونه فى موقع أهل القرآن . والغرب يؤمن بالعمل الجماعى ، وربما يكون من العوائق أننى أظل أصرخ وحدى ، وأنتم تتركوننى أصرخ وحدى ، حتى وهن الصوت .! وعندما تقفون الى جانبى وتتولون المتابعة فى طرق الأبواب ستجنون أنتم الثمرة .
4 ـ الارهاب يجتاح اوربا وامريكا وكندا وحتى روسيا ، وهم جميعا عاجزون عن مواجهته أمنيا وعسكريا وفكريا ، أى نحن الحل المناسب فى المكان المناسب والزمان المناسب . ولكن يلزمنا عمل جاد ، نتعاون فيه سويا ، وبالتنسيق والتنظيم وتوزيع المهام ليصل صوتنا الى من يهمه الأمر . وإذا إستمر هذا التكاسل حتى موتى فأخشى أن يأتى الوقت الذى يفيق فيه الغرب ويبحث عنا بعد رحيلى، وعندها سيسارع الانتهازيون بالاستفادة من عملى ، وأنتم عنه بعيدون . من مصلحة كل منكم أن يعمل معى ليجنى ثمرة هو الأحق بها .
5 ــ ليس فى عملكم أى نوع من المخاطرة ، وليس فيه أى نوع من الارهاق . الفرد العادى الآن يقضى ساعات فى تصفح الانترنت ومتابعة الفيس بوك والتويتر . هو نفس الوقت الذى تقضونه فى عمل جاد يعود على كل منكم بالنفع ، بل ربما يغيّر من حياتكم الى الأفضل من كل النواحى . هى مزية لكم أنتم أهل القرآن فلا تضيعوها .
6 ــ من المُباح الان ومن المُتاح الآن الاتصال المباشر بالبيت الأبيض الأمريكى وبمركز الرئاسة فى أى دولة ، ومواقع السفارات على الانترنت مفتوحة لمن يتصل بها ، وكذلك الأجهزة التى تتولى التصدى للارهاب ، وتسعى الى من يساعدها ، وهو نفس الحال فى القنوات الفضائية الغربية من سى إن إن وفوكس الى روسيا اليوم ، الى ال بى بى سى ، والاتصال بها بكل اللغات وخصوصا العربية والانجليزية . وهذا غير المواقع التى تصدرها الجمعيات والأفراد والشخصيات الذين يتصدون لمواجهة الارهاب ، وهى بالآلاف فى اوربا وأمريكا .
كل هذه النوافذ تستقبل يوميا آلاف الاتصالات ، وهناك فرز مستمر لتلك الآلاف من الاتصالات . وهنا تأتى أهمية المتابعة ودوام الطرق على الأبواب ، والصبر الى أن تأتى الاستجابة . وهذا ما لا يمكننى عمله ـ كما تعلمون ـ وأنتظره منكم .
7 ـ إننى أسعى الى تكوين مجموعة منكم تتولى هذه المتابعة ، ونعمل معا بتنسيق وتوزيع للمهام ، ليظهر عملنا الجماعى عن أهل القرآن وتنوعهم وكفاءتهم فى إدارة الحرب الفكرية السلمية ، وفى تنفيذ وتطبيق البرامج والمشروعات التى كتبتها ، ومنها ( إصلاح المساجد فى الغرب ، إصلاح المناهج التعليمية فى المدارس المسماة بالاسلامية فى الغرب ، الحرب الفكرية باستخدام الانترنت ، كيفية إندماج الجاليات المسلمة فى الغرب ..الخ ) . كل هذا يعنى إنتاج برامج تليفزيونية ودرامية ومواقع اليكترونية و تكوين مدرسة قرآنية مستنيرة لاعداد الكوادر القرآنية لتحل محل الأئمة المتطرفين والمدرسين المتطرفين فى المساجد والمدارس ( الاسلامية ) فى اوربا وأمريكا وكندا .
8 ـ وطالما أننا نتحدث عن إمكانات دولة كأمريكا أو فرنسا أو بريطانيا أو ألمانيا أو كندا فليس مستحيلا تأسيس قنوات فضائية وشركات إنتاج ومعاهد اسلامية مستنيرة ، تقيمها تلك الدول ، ونعمل نحن فيها . وهنا سيتطلب الأمر عمل مئات من القرآنيين ، وعقد مؤتمرات مستمرة لهم .
9 ـ إن تكلفة هذه الحرب الفكرية فى عشر سنوات لا تصل الى ثمن طائرة حربية . ولا تصل الى تكلفة يوم واحد فى الحرب العسكرية . علاوة على أن الرصاصة يٌمكن إستعمالها مرة واحدة ، ولكن السلاح فى الحرب الفكرية دائم ويبقى عبر الزمن سواء كان كتابا أو برنامجا أو عملا دراميا . وبينما لا تفلح الحرب العسكرية إلا فى القتل فإن الحرب الفكرية تهدف الى حقن الدماء ، دماء الجانى والضحية .
بل أقول إن الحرب الفكرية ليست فقط قليلة التكاليف بل هى عمل ربحى مضمون ، فالأسلحة فى الحرب الفكرية من أفلام وبرامج وكتب وأبحاث تحقق ربحا ، خصوصا وأنه لا بد أن تُدار بعقلية الاستثمار بشركات تهدف الربح . وفيها كل عوامل النجاح ، فالسوق واسع جدا يمتد من (العالم الاسلامى ) الى (العالم الغربى ) والموضوع جدلى وشيّق ومثير للإهتمام ، وهو عن الاسلام والمسلمين ، أى حديث الساعة وكل ساعة ، ورأس المال موجود طالما ينشد الربح . خصوصا ونحن نقول جديدا لم يقله أحد قبلنا ، بعد أن ملّ الناس من الفكر التقليدى . هذا هو ما أقوله فى مشروعاتى التى أعجز عن تسويقها ، ولذا أحتاج اليكم ، وأنتم من يجنى ثمرتها.
10 ــ هذه الثمرة التى ستغير من مجرى حياتكم الى الأفضل بعون الله جل وعلا تحتاج من الآن عملا جادا يجب أن يكون دءوبا ويوميا . ولنبدأ بالبيان الذى أصدرناه أمس عن مذبحة أورلاندو ، وهو منشور فى القسم الانجليوى باللغة الانجليزية ، ويمكن ترجمته للفرنسية والألمانية ، لنصل به الى كل المستويات المشار اليها سابقا . هى فرصة الآن ( الدق على الحديد الساخن ) والتحذير من مذبحة أخرى بعد إستمرار افشل فى الحلول الأمنية والعسكرية ، وهذا الفشل يعنى سقوط المزيد من الضحايا ، لا فارق بين أمريكا وأوربا وبين الشرق الأوسط .
11 ــ لن أحدثكم عن عملكم هذا كجهاد سلمى فى سبيل الله جل وعلا ، يتجلى فى إظهار حقائق الاسلام الذى شوهه أولئك المنتسبون اليه ـ فأنتم تعلمون هذا ، ولكن أؤكد لكم أن أعظم الأعمال هى التى تجمع فيها خير الدنيا وخير الاخرة . وهذا هو ما اريدكم أن تقوموا به .
12 ــ كى يكون عملنا منظما يجب أن تتكون منكم مجموعة رائدة للمتابعة ، تعمل معى وتكون على إتصال مستمر ومستقر بى . من يرغب فى الانضمام الى هذه المجموعة يتصل بى عن طريق إيميلى وهو mas5949@yahoo.com
أخيرا :
1 ــ لقد دعوت من قبل مرارا لنشر التعريف بنا عبر الانترنت ، ولم يستجب الا القليلون ،مثل الاستاذ عبد الله أمين أكرمه الله جل وعلا . آن الأوان لعمل جماعى يعود عليكم بالخير فى الدنيا والآخرة .
وسبق أن جربنا محاولات سابقة للتجميع وعقد مؤتمر للتعارف بيننا ، وفشلت . أرجو ألا تفشل هذه المحاولة . إن فشلت ولم أجد أحدا الى جانبى فلقد قدمت عّذرى لخالقى جل وعلا ، فقد قمت بما هو فى وسعى ــ ولا يكلف الله جل وعلا نفسا الاوسعها ـ وحين عجزت طلبت العون من الأحبة فتقاعسوا . هذه حُجّتى لو تقاعستم .
2 ــ تذكروا قول رب العزة جل وعلا فى الترغيب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) الصف ).
وتذكروا قول رب العزة جل وعلا فى التهديد والترهيب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) التوبة )
ودائما .. صدق الله العظيم .