إني أختنق

كمال غبريال في الإثنين ١٣ - يونيو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 إني أختنق 
•    مسار الحضارة والإنسانية يتعرض الآن لتهديدات خطيرة، وربما سيستغرق الأمر عدة أجيال، قبل أن تتمكن ‏الإنسانية من الاستئصال التام لجذر ومنبت الكراهية والإرهاب، ليصبح مثل ما سبقه من نزعات جنونية مدمرة، ‏مجرد تاريخ تجاوزته الإنسانية.
•    عندما تهاوت الكتلة الشرقية في بداية تسعينات القرن الماضي تصورت بسذاجة أن "الشر" قد انتهى من العالم ‏إلى الأبد، وأن "الخير" سيسود، لكن سرعان ما ظهر الإرهاب الديني ليملأ الفراغ. . "الخير" و"الشر" وجهان ‏لعملة الحياة، ولا وجود لأحدهما دون الآخر.
•    من نسميهم "أبرياء" في منطقة الشرق الأوسط هم البيئة التي أنتجت واحتضنت بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ‏من نسميهم "إرهابيين". . . الاعتدال في بلادي هو منبع الإرهاب، إذا كان يعني كما نرى أن تستكره بلسانك ما ‏يتهلل له قلبك، وتستكره بقلبك ما يتحدث به لسانك.‏ . "البراءة" في الشرق الأوسط مجرد أكذوبة!!
•    أقاوم قدر استطاعتي أن يذهب فكري إلى أن هناك خللاً في التركيب الجيني للنوع الإنساني، جعله ينتج فروعاً ‏تحت مسمى "بشر"، فيما يندرجون حقيقة تحت تصنيف "وحوش بدائية"‏!!‏
•    كم من الأمريكيين الآن يرى أن دونالد ترامب هو "القائد الضرورة"؟!!
•    صلب القضية أو جزع الشجرة هو "الأوامر والوصايا الإلهية". هناك من ينتظر "حرق المخالفين لها" في الدار ‏الآخرة، وهناك من يبادر إلى "حرق المخالفين لها" في الحياة الدنيا. . يبدو الاتفاق غالباً على الاختلاف بين ‏الفريقين.
•    الأكاذيب والخرافات والأوهام تمد طريقاً زاهي الألوان، ويفضي دوماً إلى هاوية بلا قرار.
•    تتوقف إمكانية شفاء المريض على عاملين، الأول هو طبيعة الميكروب أو الفيروس المسبب للمرض، وإن ‏كان قابلاً للشفاء منه أم لا، والثاني هو مقدرة جسد المريض على المقاومة وصلاحيته للاستفادة من الدواء ‏المعالج. . الكارثة هي حين يكون كل من الفيروس وجسد المريض غير قابل للعلاج.
•    هناك من يستهدف قتل الأخبطوط بطعنه في القلب، وهناك يرى الاكتفاء باستئصال الأطراف المؤذية منه فقط.‏ ‏‏. تردد العالم في قطع رأس الثعبان سيستغرق بعض الوقت، لكنه لن يدوم إلى الأبد.
•    يقتضي الإنصاف تذكر أن "يهوه" سبق له وأن أحرق بالنار والكبريت مدينتين كاملتين لنفس السبب.
•    عند دراسة أي ظاهرة ينبغي التفرقة بين طرازين من مسبباتها. الطراز الأول هو أن يكون هناك أكثر من عامل ‏مسبب، فتوضع تلك العوامل جنباً إلى جنب مع مراعاة الاختلافات بين أوزان تأثيراتها. الطراز الثاني والذي قد ‏يسبب الفشل في الانتباه لطبيعته فقدان البوصلة، هو أن يكون للظاهرة سبب واحد وحيد لا شريك له (يصح ‏تشبيهه برأس الأفعى)، لكن هناك عوامل جانبية مساعدة، تتيح له المزيد من الفاعلية والانتشار، وهي العوامل ‏التي ان اختفت وحدها سيظل المسبب الواحد الوحيد قائماً، يمارس تأثيره بدرجة أو بأخرى.
•    أظن أنني أقبل بمساحة كبيرة من الاختلاف مع الآخرين. وأظن أيضاً أنني أقاوم ما وسعني الجهد أي نزعات ‏مازالت مترسبة بداخلي نتيجة نشأتي في مجتمع سلطوي. لكن وبحسم قاطع لا لبس فيه لا أقبل الاختلاف حول ‏‏"العداء للإرهاب" فكراً وأشخاصاً، أياً كان مصدره وأياً كان ضحاياه، كما لا أقبل تلك المواقف المائعة، في ‏معركة الإنسانية مع أعداء الحياة.
•    قلت: حكم المشايخ ولا حكم العسكر؟
قـال: ماهو الفول من الطعمية والطعمية من الفول يا مسعودي!!
•    العلمانية أن تُعمل عقلك وتبذل جهدك لتحقيق حياة أفضل، منحياً جانباً كل ما يعترض طريقك من خرافات ‏وأوهام.

 

Kamal Ghobrial

Alexandria- Egypt

+201226834061

اجمالي القراءات 8293