هل يجدد شيخ الأزهر الخطاب مع من وصفهم بـ«الخوارج»؟!

خالد منتصر في الجمعة ١٣ - مايو - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

استقبل شيخ الأزهر يوم الأحد 8 مايو ممثلين عن حزب النور والدعوة السلفية، خرجت التصريحات تقول إنه من ضمن ما ناقشه السلفيون الجدد مع الإمام الأكبر معرفة ما توصل له الأزهر بشأن مشروع تجديد الخطاب الدينى، وصرح عبدالله بدران عضو المكتب الرئاسى لحزب النور بأن الحزب أكد أنه على استعداد لتقديم مقترحاته بشأن مشروع تجديد الخطاب الدينى!!

وأنا، حتى هذه اللحظة، لا أعرف بالضبط ما هو معنى تجديد الخطاب عند هؤلاء السلفيين ولدىّ فضول شديد لمعرفته، أعتقد أنهم قد اقترحوا من ضمن بنود التجديد زواج بنت السادسة ما دامت تحتمل الوطء كما قال كبيرهم ياسر برهامى، وعدم مصافحة المسيحيين وهدم كنائسهم الجديدة وبالطبع إلغاء العقيدة الأشعرية التى يكرهونها بل ويكفّر بعضهم معتنقيها ويخرجونهم من الملة، هذه العقيدة التى هى بالمصادفة العقيدة التى يعتنقها أبناء الأزهر وعلى رأسهم الشيخ الجليل أحمد الطيب!!

تعالوا نعرف ماذا قال «برهامى» عن الأشاعرة، أى باختصار عن الأزاهرة. يرى «برهامى» فى كتابه «المنة فى شرح اعتقاد أهل السنة» أن «الأشاعرة أهل بدع وضلال»، وقال: «الأشاعرة من أهل القبلة وليسوا من أهل السنة»، ويقول الشيخ السلفى محمد سعيد رسلان فى فيديو بعنوان «الدرر الفاخرة فى إبطال مذهب المعطلين والأشاعرة» أن «أهل التأويل (الأشاعرة) يقولون إن الظاهرة المتبادرة من نصوص الصفات معنىً لا يليق بالله، وهو التشبيه، وزادوا على ذلك، تحريف الكلم عن مواضعه، وتعطيل الله عز وجل عما يجب له، هؤلاء جريرتهم عظيمة فكيف إذا كانوا دعاة إلى ذلك؟ وكيف إذا كانوا يبثون ذلك السم فى الأمة؟»!!. إن رأى السلفيين أن الأزهر يبث السم فى الأمة الإسلامية وبعد ذلك كله يجلس الإمام الأكبر ليستشيرهم ويطلعهم على خطط تجديد الخطاب الدينى، فكيف سيتجرع السلفيون الأتقياء محتكرو الإيمان السم من الأشاعرة الأزهريين؟

قائمة مقتبسات السلفيين التى تطعن فى عقيدة الأزهر طويلة ومليئة بأفظع وأبشع مما ذكرت، لكن بالنسبة لى موقف السلفيين محفوظ ومعروف ولا أندهش منه، لكن ما يسترعى ويستوجب الدهشة هو موقف شيخ الأزهر نفسه الذى وصفهم من قبل بـ«خوارج العصر»!!، فقد قال الشيخ الطيب، فى كلمته لمظاهرة مؤيدة قام بها الطلاب الوافدون من مختلف جنسيات العالم الاثنين 4 أبريل 2011: «إنّ عقيدة الأزهر هى عقيدة الأشعرىّ والماتريدى وفقه الأئمة الأربعة وتصوف الإمام الجنيد، وأن السلفيين الجدد هم خوارج العصر»، بل ارتفع سقف هجومه أكثر من ذلك واتهمهم بتنجيس مذهب الحنابلة!!، فقد قال فى حواره مع الإعلامى عمرو الليثى فى نفس العام إن السلف أو السلفية ليس مذهباً أو مدرسة، كما أن كلمة السلف لم ترد فى القرآن إلا فى موضع واحد وجاء أيضاً فى موضع الذم، ووردت فى مواضع أخرى ولكن كفعل، كما أنه لا يوجد حديث عند النبى (صلى الله عليه وسلم) يقول: «لو وجدتم اختلافاً فعليكم بمذهب السلف» ولكن الحديث يقول: «إذا وجدتم اختلافاً فعليكم بالجماعة». وهناك الكثير من الأحاديث التى تحث على اتباع الجماعة وسنة النبى وسنة الخلفاء الراشدين من بعده»، وأوضح الإمام الأكبر أن من يقول إن الصلاة فى المساجد التى بها أضرحة باطلة، ويطالب بتقصير الثياب ويدعى أن باقى المذاهب فاسقة ومبدّعة، فهو ليس مذهباً للسلف ولكنه مذهب «الغلاة»، وهم من كانوا يسمون بـ«غلاة الحنابلة»، فى الماضى، والذين كانوا تابعين للإمام أحمد بن حنبل والذين انشقوا عنهم، مضيفاً أن الحنابلة أنفسهم أرشدونا بألا نصدق هؤلاء لأنهم لا ينتمون إلى الإمام أحمد بن حنبل ولكنهم نجسوا وغيروا هذا المذهب كما يغير ماء البحر!!

ماذا حدث من تغيير يا فضيلة شيخ الأزهر.. هل صار «خوارج العصر» ومَن نجسوا مذهب الحنابلة شركاء طريق ورفاق درب وأصحاب تجديد؟ هل صار منبع الفكر الداعشى إذ فجأة شريان اجتهاد واستنارة؟

الأهم، هل ما زلنا كشعب وكوطن ننتظر ونتوقع تجديد الفكر الدينى أم أنه تبخر وأطاحت به رياح السلفية؟

اجمالي القراءات 7057