طوفان نوح عليه السلام
ما من نبي او رسول الا و قد ارسله الله عز و جل لقومه كي ينذرهم و يهديهم ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ) 24 فاطر .
اما محمدا عليه السلام فلناس كافه ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) 28 سبأ .
نوحا عليه السلام ارسل لقومه و اهله فقط و ليس لباقي الامم و الاقوام ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ) 25 هود .
و بين الله جل و علا ان نوحا منهم حيث قال ( إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ) 106 الشعراء .
جميع ما ورد في القرآن الكريم يبين لنا ان نوحا ارسل لقومه فقط , ففي سورة نوح و في الآيه الاولى منها كان الامر لنوح عليه السلام واضحا و محددا ان ينذر قومه فقط حيث قال سبحانه ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) 1 نوح .
و في موضع آخر نستنتج ان نوحا عليه السلام لم يغادر قومه لينذر باقي الاقوام فلبث بينهم يدعوهم الى الله جل و علا مدة 950 سنه ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ) 14 العنكبوت .
بعد تلك المده الطويله من الدعوه لم يستجب له الا القليل منهم , ( قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) 32 هود , حينها طلب نوح من ربه ان ينجيه هو و من آمن معه ( قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا ) 21 نوح .
حين أتى امر الله عز و جل و أتى وعده بالعذاب و العقاب أوحى الى نوح بذلك و تبين الآيه ان الذين امنوا معه هم من قومه ( وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) 36 هود , و هم من أهله ايضا ( وَنُوحًا إِذْ نَادَىٰ مِن قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) 76 الانبياء .
نحن نرى على مر الزمان كيف ينتقم الانسان ممن افترض انهم عدوا له فيكون الانتقام شاملا و عاما فيذهب ضحيته الكثير من الابرياء بلا ذنب و هذه هي بشاعة الانسان و ظلمه , اما العدل الالهي فلا يظلم أي بريء و لا يعاقب من لا ذنب له , و لا يحل غضب الله جل و علا الا بعد الصبر و الانذار .
حين كفر قوم لوط حل العقاب عليهم وحدهم , كذلك عاد و ثمود , و كذلك الامر مع موسى عليه السلام فلم يغرق الله جل و علا سوى فرعون و جنوده , كذلك بالنسبه لجميع الاقوام السابقه , هذا هو العدل الالهي .
ايضا بالنسبه لقوم نوح عليه السلام , يبين الله جل و علا لنا ان من اغرقهم في ذلك الطوفان هم فقط قوم نوح الذين كذبوه ولم يؤمنوا بالله عز و جل فقال ( وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا ) 37 الفرقان .
نعم فقد كانوا آيه و عبره للناس و لمن حولهم من الاقوام , كل ذلك لا يدع مجال للشك بأن ذلك الطوفان كان عظيما و محدودا و محصورا بقوم نوح عليه السلام .
سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا
سبحانك اني كنت من الظالمين