أولا :
1 ــ من الوصايا العشر قال جل وعلا فى الوصية الثامنة : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى )(152) الانعام )، أى أن تقول الحق بالعدل حتى لو كان على حساب أقاربك . وفى القرآن الكريم إمتزاح فى مدلول مصطلح ( الحق ) فهو إسم لرب العزة الحق جل وعلا ، وهو يعنى ( قول الحق ) وهو يعنى (العدل والقسط ) وهو وصف أيضا للقرآن الكريم ، ونزوله ومضمونه .
هذا تأكيد على أهمية قول ( الحق ) عدلا فى أى قضية أو موضوع . أى ( لا نكيل بمكيالين ) أى هو مكيال واحد هو العدل فى التعامل مع الجميع ، سواء كان قريبا أو بعيدا ، عدوا أو صديقا . وفى التأكيد على هذا أيضا قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) النساء )، وكرر نفس المعنى فى قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة ). تدبر قوله جل وعلا للذين آمنوا (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ) وتكرارها بصورة أخرى : (كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ )، وتأمل معنى أن ( تقوم لله جل وعلا ) أى أن تنهض بموقف إيجابى إبتغاء مرضاة الرحمن جل وعلا تقول كلمة القسط وتشهد بها ، أو أن تفعّل أو (تقف ) مدافعا عن القسط مطبّقا له . لا يهمك إن كان قول الحق / العدل / القسط يضرُّ بك ، أو بوالديك ، أو كان فيه منفعة لعدو خصيم لك . فطالما تقول الحق إبتغاء مرضاة الله جل وعلا وفى سبيله جل وعلا فلا مراعاة لأى هوى أو عاطفة ولا مُحاباة لأى بشر ولا إنحياز مع أو ضد طرف .
2 ـ هذا إذا كانت هناك خصومة بين طرفين من البشر . فماذا إذا كان بعض البشر خصما لرب العزة جل وعلا ؟ .
مصطلح ( الانسان ) فى القرآن الكريم يأتى فى وصف العُصاة من البشر ، ومنه قوله جل وعلا : ( قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) عبس ). أصعب وصف للإنسان ليس فى أنه ( ظلوم كفار ) : (إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) ابراهيم ) أو إنه ظلوم جهول (وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً (72) الاحزاب ) أو إنه ( كفور مبين ): (إِنَّ الإِنسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) الزخرف ). أصعب وصف للإنسان أنه خصم للرحمن جل وعلا . ليس مجرد ( خصم ) بل ( خصيم ) أى مبالغة فى الخصومه للخالق جل وعلا . ليس مجرد ( خصيم ) بل ( خصيم مبين ). هذه هى شهادة الله جل وعلا على العُصاة من بنى آدم ، يقول ربى جل وعلا : ( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل ) (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) يس ).
خصومة الانسان لربه الخالق جل وعلا ( تنبع ) من أن هذا الانسان لا يقدر الله جل وعلا قدره ، إستهانة بجلاله جل وعلا ، حين يدعون معه آلهة مخلوقة لا تستطيع أن تخلق ذبابا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوْ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمْ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ (73) مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (74) الحج ). ويوم القيامة سيرون من الله جل وعلا ما لم يكونوا يحتسبون : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) الزمر )
خصومة الانسان لربه الخالق جل وعلا ( تتجلى ) فى الانحياز لمن يظلم رب العزة جل وعلا . أئمة الأديان الأرضية يفترون على الكذب ويكذبون بآياته ، وهم بهذا ظالمون لرب العزة مجرمون فى حقه بل هم الأظلم : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) الانعام ) ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) يونس ) . الناس بين إختيار واحد من إختيارين لا ثالث لهما : إما أن يقف الى جانب الرحمن جل وعلا ينصره ويواليه ضد أولئك الظالمين المجرمين ، وإما أن يقف الى جانب أولئك الظالمين المجرمين ضد رب العزة جل وعلا . فى الخصومة بين رب العزة جل وعلا وأئمة المحمديين ترى المحمديين ينحازون الى أئمتهم : مالك ، الشافعى ، ابن حنبل ، البخارى ، مسلم ، الغزالى ، ونظرائهم من ائمة التشيع وأولياء التصوف، المتخصصين فى إفتراء الأحاديث والتخريف والتحريف .
3 ــ وهناك خصومة بين رب العزة والخلفاء الفاتحين .
الله جل وعلا لا يحب المقاتلين المعتدين : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة ).
الله جل وعلا ينهى عن الاعتداء ظلما على من يكرههم المسلمون :( وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) المائدة ).
الله جل وعلا يأمر بمراعاة البر والقسط والعدل مع المخالفين فى الدين طالما كانوا مُسالمين لم يعتدوا على المسلمين ولم يُخرجوهم من ديارهم : (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) الممتحنة ).
الله جل وعلا يقول عن عقوبة قتل فرد واحد مؤمن مسالم : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (93) النساء ) فالذي يقتل مؤمنا مسالما جزاؤه الخلود في جهنم مع العذاب العظيم ولعنة الله وغضبه ،وهي عقوبات فريدة قلما تجتمع فوق رأس احد من الناس يوم القيامة . وفى الآية التالية يقول جل وعلا عن ذلك المؤمن المسالم الذي تحرص تشريعات القرآن علي حقه في الحياة: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً ) (94) النساء ) أي في ساعة المعركة يجب علي المؤمنين ان يتبينوا حتي لا يقعوا في جريمة قتل انسان مسالم شاء سوء حظه ان يوجد في الميدان ، ويعطى القرآن مسوغا للنجاة لكل انسان في الجهة المعادية فيكفي ان يقول (السلام عليكم ) فاذا القاها حقن دمه واصبح مؤمنا مسالما حتي في ذلك الوقت العصيب ،أي ان المسلم المسالم المؤمن هو من يقول (السلام) حتي في ساعة الحرب واذاتعرض للقتل فان قاتله يستحق الخلود في النار والعذاب العظيم ولعنة الله وغضبه . اما اذا كان محاربا يقاتل المسلمين معتديا في الحرب ثم بدا له ان يراجع نفسه فما عليه الا ان يعلن الاستجارة ،وحينئذ تؤمن حياته او يعطي الامان، ويسمعونه القرآن حتي يكون سماعه للقرآن حجة عليه يوم القيامة ،ثم علي المسلمين ايصاله الي بيته في امن وسلام، وذلك معني قوله تعالي (وان احد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون :التوبة 6).هذا هو حرص رب العزة على حق الحياة للفرد المسالم البرىء .
فماذا عمّا فعله الخلفاء ( الفاتحون ) من قتل مئات الألوف وسبى نسائهم وأولادهم ونهب أموالهم وإحتلال أراضيهم ، ثم ــ وهذا هو الأهم ـ يجعلون ذلك شرعا إسلاميا . هم بذلك قد ظلموا شعوبا وأُمُما ، وظلموا رب العزة .
فى هذه الخصومة بين رب العزة والخلفاء الفاتحين ، هل ننصر رب العزة جل وعلا أم ننصر أولئك الخلفاء ؟ . الانتصار لرب العزة يعنى أن نصف خصوم رب العزة بما يستحقون من أوصاف الظلم والبغى والفسق والاجرام . نفس الأوصاف التى يذكرها رب العزة عن خصومه .
4 ـ الذى يوالى الخلفاء الفاتحين يكون شريكا لهم فى ظلمهم. من يُظاهر ــ أى يؤيد الظالم ـ يكون مشاركا له فى جريمته . إن الله جل وعلا يقول عن مشركى قريش الذين أخرجوا المؤمنين من أموالهم وديارهم : (إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9) الممتحنة ). قوله جل وعلا : (وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ ) تعنى المؤيد للظالمين وإن لم يشارك فعلا فى الفعل الظالم . وقوله جل وعلا فى نهاية الآية (أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ) تجعل من يوالى أولئك الظالمين يكون ايضا من االظالمين ، حتى لو كان من المؤمنين المهاجرين . وهنا نتذكر قوله جل وعلا:( خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4) النحل ) (أَوَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) يس ). ونرى أن هاتين الآيتين تنطبقان على الخلفاء الفاسقين ومن يؤيدهم من المحمديين .
ثانيا :
1 ـ على قدر روعة التشريع الاسلامى فى قوله جل وعلا : ( وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى )(152) الانعام )، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) النساء )، ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة ) ، يكون إنحدار المحمديين فى شريعتهم بالكيل بمكيالين . هم بذلك يتبعون شرع الجاهلية القائل : ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ).
2 ـ المحمديون يكيلون بمكيالين حين يستنكرون فتوحات أوربا ( الاستعمار الأوربى ) فى القرنين التاسع عشر والعشرين ، بينما يفتخرون باستعمار العرب لأسبانيا وشمال أفريقيا ومصر والشام والعراق وايران وما بعدها . هذا مع الفارق الهائل بين الفتوحات العربية والأوربية : من حيث عدد الضحايا ، والثروات المنهوبة ، والسبى ، ومدة الاحتلال . الفتوحات العربية هى الأكثر فى الضحايا ، والأضخم فى الثروات المنهوبة ، والأطول فى المدة . ثم إن الاستعمار الأوربى لم يقم بالسبى والاسترقاق . ثم ـ وهذا هو الأهم ـ لم تزعم انجلترة وفرنسا وايطاليا أنها تستعمر بلادنا باسم الرحمن جل وعلا . أكثر من هذا : المحمديون يلعنون قادة الاستعمار الأوربى بينما يقدسون أبا بكر وعمر وعثمان . المحمديون فى شمال أفريقيا يقدسون صحابة الفتوحات ويتجاهلون أجدادهم الأبطال الذين وقفوا يدافعون عن أوطانهم . فجوة هائلة بين تقديسهم لعائشة أول من أشعلت حربا أهلية فى تاريخ المسلمين وتجاهلهم للكاهنة التى قاومت الغُزاة العرب . فجوة هائلة بين مطالبة القذافى لايطاليا عما إقترفته فى ليبيا وتقديس ليبيا والليبيين للخلفاء الفاسقين وما فعلوه بليبيا من قبل . فجوة هائلة بين صيحة المحمديين الجزائريين بحقوق ضحايا فرنسا فى الجزائر وتقديسهم للخلفاء الغُزاة البٌغاة الذين احتلوا واستباحوا الجزائر وماحولها شرقا وغربا .ونفس الحال فى مصر والشام والعراق ..هنا الكيل بمكيالين ..وما أفظعه من ظلم للناس ..ورب الناس .!!
ثالثا :
1 ـ قلبى مع مئات الألوف من الأبطال الذين وقفوا دفاعا عن أوطانهم وأقوامهم ضد الغُزاة البُغاة العرب من أواسط آسيا شرقا الى أسبانيا غربا . لم يرتكبوا جُرما فى حق أبى بكر وعمر وعثمان ومعاوية و الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك . هاجمهم أولئك الخلفاء الفاسقون البُغاة الطُّغاة الظالمون فوقفوا يدافعون عن أوطانهم وأهاليهم ، فسقطوا قتلى بسيوف العرب . هؤلاء المئات الألوف من الأبطال الصرعى لا نعرف أسماءهم ، هم مجرد سطور فى تاريخ يتراقص تقديسا للغزاة المجرمين ومدحا لهم ، ويصف أولئك الأبطال بالكفر والشرك .!! . ثم إذا قلنا شهادة حق بالقرآن الكريم والتاريخ الذى كتبه أئمة المحمديين تناولتنا الاتهامات من كل جانب ، إنحيازا للظالمين الفاسقين المجرمين .!! هؤلاء الأبطال ـ والذين تجاهل التاريخ أسماءهم ـ يستحقون برقيات عزاء .. نكتبها لهم ـ وهى أقل ما نستطيع تقديمه لهم ..
2 ـ قلبى مع ملايين البسطاء الذين فوجئوا بجيوش العرب تقتحم عليهم بيوتهم . لم يسمعوا من قبل عن العرب ، ولا شأن لهم بالعرب . ثم يرون جنود العرب يدخلون بيوتهم ، يقتلون من يقاومهم دفاعا عن شرفه وبيته وأولاده وماله ، ثم يسلبون ما فى البيت ، ويغتصبون النساء ، ويسترقون الأولاد والبنات !!..هؤلاء البسطاء من أواسط آسيا الى اسبانيا ــ والذين تجاهل التاريخ أسماءهم ـ يستحقون برقيات عزاء .. نكتبها لهم ـ وهى أقل ما نستطيع تقديمه لهم ..
3 ـ قلبى مع ملايين النساء والأطفال من الأولاد والبنات الذين قام العرب بسبيهم . كانوا يقومون بتجميعهم من القرى والمدن الى الساحة التى أعدُّوها لذلك ، ثم يقسمون السّبى مع تقسيم الثروات المسلوبة . أربعة أخماس السبى للجيش ، ويبعثون بالخمس الى الخليفة الفاسق فى المدينة أو دمشق . وتكون الأم السبية مملوكة لهذا الجندى الاعرابى ، وبنتها مملوكة لجندى آخر ، وابنها الآخر يٌساق عبدا الى عاصمة الخلافة . تفككت مئات الألوف من العائلات والأُسر، ما بين أواسط آسيا الى المغرب وأسبانيا والمدينة ودمشق . هؤلاء الناس الضحايا من أواسط آسيا الى اسبانيا ــ والذين تجاهل التاريخ أسماءهم ـ يستحقون برقيات عزاء .. نكتبها لهم ـ وهى أقل ما نستطيع تقديمه لهم ..
4 ـ قلبى مع ملايين الأطفال من الأولاد والبنات الذين كان قواد الفتوحات يرسلون بهم من ساحات المعارك ( فى أواسط آسيا وايران والشام والعراق ومصر وشمال افريقيا واسبانيا ) الى العاصمة فى المدينة ثم دمشق . طريق طويل يُساق فيه الأطفال من الأولاد والبنات ، يموت فيه معظمهم ، ومن يبقى منهم حيا يوضع فى معسكرات ، فى هذا الطريق الطويل وبعد حبسهم فى المعسكر يظلون فى بكاء وصراخ وعويل وجوع وعطش الى أن يمُنّ عليهم الحراس بما يقيم أودهم ، ثم يأتيهم الفرج بتفسيمهم على العرب والأعراب والخليفة والملأ حول الخليفة .!! هؤلاء الأطفال الضحايا من أواسط آسيا الى اسبانيا ــ والذين تجاهل التاريخ أسماءهم ــ يستحقون برقيات عزاء .. نكتبها لهم ـ وهى أقل ما نستطيع تقديمه لهم ..
أخيرا
1 ـ هؤلاء الملايين من ضحايا الخلفاء الفاسقين هم أجداد المحمديين . إلا إن المحمديين يقدمونهم قرابين فى معابد التقديس لأبى بكر وعمر وعثمان فى غباء لا نظير له .
2 ـ نحمد الله جل وعلا ــ الذى لا يريد ظلما للعباد ـ أن هدانا وجعلنا أول من وقف ينبه على ظُلم الخلفاء الفاسقين المجرمين ، وأول من ينبه على الظلم الذى تعرض له ملايين الضحايا ..
3 ـ وموعدنا يوم ( التغابن ) يوم رفع الغبن والظلم وإنصاف المظلومين ، وعقوبة الظالمين المجرمين الفاسقين .