طالبت والدة الشاب محمد البوعزيزي، ان تقابل ''الشرطية'' التي قامت بصفع ابنها، لكي تنتقم منها، وقالت: أريد أن أرى الشرطية التي ضربت محمد، لأسألها عن الظلم الذي اقترفته، ثم محاكمتها علنا أمام الشعب''. يذكر أن هذه الشرطة تدعي فادية حمدي، وقام البوعزيز بعد هذه الصفعة بالانتحار عن طريق اشعال النار في نفسه في مدينة سيدي بوزيد، وكانت هذه المحاولة بمثابة شرارة الانتفاضة في تونس، وتسببت هذه الشرارة في إسقاط نظام بن علي، بلقاء الشرطية التي صفعت ابنها محمد، ما دفعه إلى الغضب وإحراق نفسه في 17 ديسمبر الماضي.
واحتسبت والدة البوعزيزي، وتدعي منوبية بن مصباح، ابنها شهيدا، وقالت في تصريحات لجريدة الخبر التونسية:'' ابني محمد يعد شهيدا للحرية، وهو من حرر تونس من ظلم الطاغية بن علي، ولذلك فكل تونس مدينة له بالاحترام والتقدير لتضحيته بحياته من أجل الحرية''.
ورغم حزنها علي وفاة ابنها، ولكنها تشعر ببعض السعادة، نتيجة تأثير ما قام بها ابنه، وقالت:'' رغم أنني ما زلت حزينة لوفاة محمد، لكنني في قمة السعادة لفرار الرئيس الجبان وسقوط الظلم والطغيان.
وروت الحاجة منوبية، تفاصيل استقبالها من قبل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد أحداث سيدي بوزيد، وأكدت أنها رفضت في البداية الذهاب إلى قصر قرطاج، لكنها قبلت بذلك تحت ضغط مصالح الأمن التونسية،''قلت للرئيس حاجتي هى: أريد ابني ولا شيء غير ذلك''.
وأضافت: ''الرئيس بن علي وعدني بإنقاذ محمد، ونقله سريعا إلى مستشفى في فرنسا، وطمأنني على مستقبل العائلة، وعلى وضعها المادي، لكنه لم يف بوعوده ولم يتصل بنا أحد بعد ذلك''. واضافت قائله ''قدر الله.. وأنا راضية بقضائه أن يموت محمد، ولا يتم إنقاذه بيد بن علي المضرجة بدم التونسيين''.
في البيت الذي تعيش في اسرة الحاجة منوبية، مازالت مصره علي ان تحتفظ بملابس محمد، كما هي، وقامت بإغلاق غرفته لكي لا يدخلها أحد، وحتى تبقى روحه الطاهرة فيها، وقالت:'' محمد كان طيب وشاب منيب إلى الله يؤدي صلاته في أوقاتها، عمل بائعا للخضار لمدة سبع سنوات من أجل أن يدرس إخوته''.
من جانبه، قال شقيقه الأكبر سالم البوعزيزي: ''إن زوجته الحامل فزعت لمحاولة محمد، البالغ من العمر 26 سنة، الانتحار، ما دفع بها إلى الولادة المبكرة، فأنجبت الطفل ''عمر''، مشيرا إلى أنه سيحول اسمه إلى محمد تكريما لاخيه الراجل. وقال ''محمد بوعزيزي بائع متجول.. أسقط نظام التحول''.