فلا صدَّق ولا صلَّى
سعيت إلى قولٍ يؤيد دليل ٱلصّلوٰة فى كتاب ٱللَّه ٱلقرءان علىٰٓ أنَّها (ٱلرّصد وٱلمراقبة وٱلإحاطة بٱلشىء وٱلأمر). فجآءنى ٱلتأييد من سورة ٱلقيـٰمة (فلا صدَّق ولا صلَّىٰ﴿31﴾ ولٰكن كذَّب وتولَّىٰ ﴿32﴾).
أجد نفسى ٓ أمام زوجيتين زوجية جدلية ﴿صدَّق – صلَّىٰ﴾ و﴿كذَّب – تولَّىٰ﴾ وزوجية تناقضية ﴿صدَّق – كذّب﴾ و﴿صلَّىٰ – تولَّىٰ﴾.
صدَّق تدلّ على ٱلثقة وٱلإطمئنان وٱلعلم وٱليقين بٱلشىء وقد دلَّ على ذٰلك ملّوته ص صادى ويدلّ على ٱلصّدِّيق. د دالت ٱلمضاعف بـ ( ّ) وٱلّتى تدلّ على (باب) وفيه دليل ٱلفتح فى ٱلشىء ٱلّذى يسمح بٱلدخول إليه وٱلخروج منه وأتى مضاعف ليدلّ على توسيعٍ لِّبصر ٱلصّدِّيق وهو دليل ق قوف ويدل على (سمّ ٱلخياط) وفيه دليل ٱلمنفذ ٱلضّيّق. وهو ٱلّذى يجعله يثق ويطمئن ويوقن بٱلشىء ٱلذى ينظر فيه فيصدِّق. ونقيضه كذَّب ففى ملّوته ك كف ويدلّ على (كفّ ٱليد) وفيه دليل ٱلمسك ٱلشديد. ذ ذالت وتدلّ على (باب) طور أخر للملة دالت مضاعفة تمسك بها ٱلكف بشدّة. ب بيت ودليله (بيت) فبابه ممسوكة بشدّة بقوة ٱلكف فلا يصدِّق لأنَّه يغلق على نفسه.
أما دليل صلَّىٰ فٱلصّدِّيق ص مؤيدة عصاه ل لامد وتدلّ على عصا راعى ٱلبقر ٱلمضعّفة بـ ( ّ) بٱليآء ى وتدلّ على يد. (وٱلتأييد بيد حرّة (ى) يدلّ على مسئولية ٱلصّدّيق وإرادته فى توجيه عصاه) كما يقول أخى وأستاذى سمير حسن.
ونقيض صلَّىٰ (تولَّىٰ) وقد جآءت فى ٱلبلاغ لتدلّ على من يدير ظهره ويبتعد عن ٱلحقِّ أو ٱلأمر أو ٱلشّأن ٱلخاص أو ٱلعام. وينجم عن تولّيه ٱلفساد فى ٱلأرض وهلاك ٱلحرث وٱلنَّسل وهو قول ٱلقرءان ﴿وإذا تولَّىٰ سعىٰ فى ٱلأرض ليفسد فيها ويهلك ٱلحرث وٱلنَّسل وٱللَّه لا يحبُّ ٱلفساد﴾ 205 ٱلبقرة.
هٰذا ٱلَّذى لا يصلّى. وهو ما عليه قوم ٱلرّسول ٱليوم وما يسمىٰ بٱلمسلمين بعد أن أضاعوا ٱلصّلوٰة بلغوهم وتحريفهم لدليلها فنجم عنه ٱلذّل وٱلفقر وٱلضعف وهو ما ينجم عنه فساد فى ٱلأرض وهلاك فى ٱلحرث وٱلنّسل وهو ما يبيّن حالهم ٱلشّقى ٱليوم أمام شعوب ٱلأرض إذ هم أشقى ٱلنّاس وأجهلهم. وهم ٱلذين يرجفون فى ٱلأرض يُرعبون ويُفزعون ٱلنّاس بعملهم وهيئتهم ٱلسلفية ٱلمريبة ذكورًا وإناثًا. يسوقهم زعم بدين وشرع وفقه مآ أنزل ٱللَّه به من سلطان. وسيكون جزآءهم عند ربِّهم مبيّنًا فى قوله ﴿لا يصلـٰٰهآ إلاّ ٱلأشقى(15) ٱلَّذى كذَّب وتولَّىٰ(16)﴾ ٱلَّيل.