القاموس القرآنى : الطوفان

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٣ - فبراير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

القاموسالقرآنى: الطوفان

أولا : جاءت كلمة ( الطوفان ) مرتين فقط فى القرآن الكريم  :

1 ـ جاء فى قصة موسى وفرعون فى سياق الآيات التالية فى قوله جل وعلا : ( وَقَالُوامَهْمَاتَأْتِنَابِهِمِنْآيَةٍلِتَسْحَرَنَابِهَافَمَانَحْنُلَكَبِمُؤْمِنِينَ(132) فَأَرْسَلْنَاعَلَيْهِمْالطُّوفَانَوَالْجَرَادَوَالْقُمَّلَوَالضَّفَادِعَوَالدَّمَآيَاتٍمُفَصَّلاتٍفَاسْتَكْبَرُواوَكَانُواقَوْماًمُجْرِمِينَ(133)  وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ (135) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) الاعراف).

الطوفان فى قصة موسى وفرعون أحد آيات تسع، قال عنها جل وعلا:( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ )(101) الاسراء )، وهى :  العصا واليد (قَالَ إِنْ كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) الاعراف ) ثم : الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم ، ثم الرجز ، وفى النهاية غرق فرعون وآله فى البحر. لم تأت تفصيلات عن الطوفان ، وإن كان مفهوما أنه فيضان للنيل طغى وأغرق بعض ما حوله من العمران الذى يخص فرعون وقومه ، ثم عاد الى ما كان ، وجاءت بعده آيات أخرى لتعذيب فرعون وآله ، وظلوا احياء الى أن أغرقهم الله جل وعلا فى البحر .

2 ـ وجاءت كلمة الطوفان فى قصة نوح التى  تكررت كثيرا فى القرآن شأن قصة موسى . يقول جل وعلا  عن طوفان نوح : ( وَلَقَدْأَرْسَلْنَانُوحاًإِلَىقَوْمِهِفَلَبِثَفِيهِمْأَلْفَسَنَةٍإِلاَّخَمْسِينَعَاماًفَأَخَذَهُمْالطُّوفَانُوَهُمْظَالِمُونَ)14) ) فَأَنجَيْنَاهُوَأَصْحَابَالسَّفِينَةِوَجَعَلْنَاهَاآيَةًلِلْعَالَمِينَ(15) العنكبوت).

ثانيا : مقارنة بين طوفان نوح وطوفان فرعون

1 ـ طوفان فرعون لم يُهلك فرعون وآله وجنده وقومه ( النظام الحاكم ) ، أتعبهم وأرهقهم فقط ، ولم يتأثر به الاسرائيليون وبقية المصريين ، من الشعب العامل ، ولم يتأثروا بالمحن الأخرى التى أصابت فرعون وقومه لأن الله جل وعلا يقول ( فَأَرْسَلْنَاعَلَيْهِمْالطُّوفَانَوَالْجَرَادَوَالْقُمَّلَوَالضَّفَادِعَوَالدَّمَآيَاتٍمُفَصَّلاتٍفَاسْتَكْبَرُواوَكَانُواقَوْماًمُجْرِمِينَ(133)، أى (عليهم ) ، وليس على بنى اسرائيل  وبقية المصريين . أما طوفان قوم نوح فقد أغرق كل الكافرين من قوم نوح . طوفان فرعون كان محليا فى مناطق منتقاة فى مصر حول النيل الذى تتركز الحياة المصرية على ضفتيه ، ولم يصل الى الصحراء وسيناء ، اما طوفان قوم نوح فقد عمّ الكرة الأرضية كلها ( فى رأينا )..

2 ـ المشترك بين قوم نوح وقوم فرعون ، هو الغرق . وما بعد الغرق .

بالموت يتعفن الجسد ويتحلل ويعود ترابا ، بينما تعود النفس الى برزخها بلا إحساس الى أن تصحو بالبعث فتتصور أنها لبثت يوما أو بعض يوم: (  كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) النازعات )، يُستثنى من ذلك نوعان : من يُقتل فى سبيل الله ، لا يكون ميتا بل تظل نفسه حية تُحسُّ بمن فى الدنيا دون أن يشعر بهم أهل الدنيا ، ( البقرة  154 ، آل عمران 169 : 171 ) ، وقوم نوح الكفار ، وقوم فرعون ، الذين يتعرضون الى عذاب البرزخ . البرزخ هو مستوى من الأرض التى تتكون من سبع أرضين ـ مثل السماوات السبع ـ  يتنزل الأمر بينها ( الطلاق 12 ) . جحيم الآخرة وجنة الآخرة لم توجد بعد. ستوجد فى الآخرة .

بمجرد غرق قوم نوح فى الطوفان دخلوا فى عذاب البرزخ بإعتبارهم أئمة للكافرين فيمن أتى بعدهم من البشر لأنهم أول مجتمع إنسانى . عن تعذيبهم بالنار مباشرة بعد غرقهم قال جل وعلا : ( مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً ) (25) نوح )، اى بسبب خطيئاتهم أُغرقوا فأدخلوا نارا. ( الفاء ) فى العطف تفيد التتابع السريع ، أى بمجرد غرقهم وجدوا أنفسهم فى النار، أى فى عذاب برزخى للنفس وليس للجسد. كان نوح يتلقى الوحى يصنع به السفينة: (وَاصْنَعْالْفُلْكَبِأَعْيُنِنَاوَوَحْيِنَا )(37)  هود) ، وكان يمر عليه الكافرون يستهزئون به ، فيرد عليهم بأنهم سيعلمون من سيأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم (وَيَصْنَعُالْفُلْكَوَكُلَّمَامَرَّعَلَيْهِمَلَأٌمِنْقَوْمِهِسَخِرُوامِنْهُقَالَإِنْتَسْخَرُوامِنَّافَإِنَّانَسْخَرُمِنْكُمْكَمَاتَسْخَرُونَ(38) فَسَوْفَتَعْلَمُونَمَنْيَأْتِيهِعَذَابٌيُخْزِيهِوَيَحِلُّعَلَيْهِعَذَابٌمُقِيمٌ (39)هود ). لم يعلموا هذا وهم أحياء على الأرض . علموا به وهم أحياء فى نار البرزخ يحل عليهم عذاب مقيم مستمر الى قيام الساعة. لو كانوا قد ماتوا غرقا بلا عذاب فلن يكون لديهم إحساس ، وعندما تقوم الساعة سيقسمون مع غيرهم من المجرمين انهم ما لبثوا غير ساعة : (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم ). لكنهم فى البرزخ الأرضى يتعرضون للعذاب بالنار ويحسُّون به .

وهو نفس الحال مع فرعون . فإذا كان قوم نوح أول الكافرين الذين أهلكهم الله جل وعلا بالغرق فإن قوم فرعون هم آخر المُهلكين ، وقد جعلهم رب العزة أئمة للكفار المعتدين من بعدهم الى آخر الزمان ، يقول جل وعلا: ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ )(41) القصص)، وكل الطُّغاة وأعوانهم على (دأب فرعون) يسيرون. ومصطلح ( دأب ) أى سُنّة ، جاء بهذا المعنى  ثلاث مرات فى معرض تشبيه الكافرين بأستاذهم فرعون ( آل عمران 11) ،(الأنفال  52 ، 54 ).

وقد نجا جسد فرعون ليكون آية لمن بعده ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ) (92) يونس )، أما نفسه وأنفس قومه وجنده وأتباعه ففى عذاب البرزخ:( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46) غافر). ومثلما يتذكر قوم نوح ـ وهم فى عذاب البرزخ ــ سخريتهم من نوح ـ وهم فى عذاب البرزخ ، فإن فرعون والملأ التابع له ـ وهم أيضا فى عذاب البرزخ ـ  يتذكرون كيف حاق بهم ما كانوا يحذرون. يقول جل وعلا : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) القصص ). لم ير فرعون وقومه فى حياته الدنيا تمكين المستضعفين من قوم موسى . حدث هذا التمكين بعد غرق فرعون وقومه ، يقول جل وعلا:  ( وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الاعراف ). إذن رأى فرعون وقومه هذا وهم أحياء يتعذبون فى البرزخ غدوا وعشيا .

ثالثا : طوفان قوم نوح أغرق الأرض كلها :

1 ـ البشرية بعد نوح هم من ذرية نوح ومن نجا مع نوح فى السفينة، يقول جل وعلا :)  فَكَذَّبُوهُفَنَجَّيْنَاهُوَمَنْمَعَهُفِيالْفُلْكِوَجَعَلْنَاهُمْخَلائِفَوَأَغْرَقْنَاالَّذِينَكَذَّبُوابِآيَاتِنَا )(73 يونس)،( ذُرِّيَّةَمَنْحَمَلْنَامَعَنُوحٍ )(3) الاسراء)( أُوْلَئِكَالَّذِينَأَنْعَمَاللَّهُعَلَيْهِمْمِنْالنَّبِيِّينَمِنْذُرِّيَّةِآدَمَوَمِمَّنْحَمَلْنَامَعَنُوحٍ )((58 مريم)   (وَجَعَلْنَاذُرِّيَّتَهُهُمْالْبَاقِينَ )77)) الصافات). وبقيت ذكريات الطوفان فى أجيال البشر فى صور شتى وبأسماء مختلفة ، خصوصا ف يما تم إكتشافه فى آثار الحضارة البابلية ، وملحمة جلجاميش . ومنها يرى المؤرخون أن الطوفان حدث فى منطقة وادى الرافدين حوالى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد .

2 ـ وجاءت قصة الطوفان فى سفر التكوين فى التوراة وفيها يزعم كاتب التوراة أن ( الرب ) غضب من شرور الانسان وقرر محو الحياة  من على الأرض فأمر نوحا أن يصنع سفينة ضخمة ( تابوتا ) وأن يدخل فيها اثنين من كل ذي جسد حي، ذكراً وأنثى، فضلاً عن امرأته وبنيه ونساء بيته، هذا إلى جانب طعام يكفي من في التابوت وما فيه ، وبعد سبعة أيام سقط  مطر استمر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة، وانفجرت ينابيع الأرض، وتكاثرت المياه فرفعت السفينة عن الأرض التى غطتها المياه، ومات كل حىّ كان يدب على الأرض، من الناس، والطيور والبهائم والوحوش وبقي نوح والذين معه في السفينة حتى استقرت على جبل أرارات.

3 ـ ونستشف من القرآن الكريم أن طوفان نوح قد عمّ وأغرق الكرة الأرضية كلها . ونستدل بالآتى :

3 / 1 : نحن أمام سفينة مصنوعة بالوحى الالهى وبالعناية الالهية  لتحمل نوحا والمؤمنين ومن كل ــ الأحياء من غير البشر ــ زوجين إثنين لتستمر الحياة الحيوانية فى الأرض بعد الطوفان . يقول جل وعلا  :)  فَأَوْحَيْنَاإِلَيْهِأَنْاصْنَعْالْفُلْكَبِأَعْيُنِنَاوَوَحْيِنَافَإِذَاجَاءَأَمْرُنَاوَفَارَالتَّنُّورُفَاسْلُكْفِيهَامِنْكُلٍّزَوْجَيْنِاثْنَيْنِوَأَهْلَكَإِلاَّمَنْسَبَقَعَلَيْهِالْقَوْلُمِنْهُمْ)  (27)المؤمنون ) ( وَاصْنَعْالْفُلْكَبِأَعْيُنِنَاوَوَحْيِنَا )  (37هود ). وتحوطها عناية الرحمن من هذا الطوفان العاتى : ( وَقَالَارْكَبُوافِيهَابِاِسْمِاللَّهِمَجْرَاهَاوَمُرْسَاهَاإِنَّرَبِّيلَغَفُورٌرَحِيمٌ( 41 ) هود ) وتستمر هذه العناية الالهية تنجيهم من ذلك الطوفان العاتى الى أن ترسو بأمان :(فَإِذَااسْتَوَيْتَأَنْتَوَمَنْمَعَكَعَلَىالْفُلْكِفَقُلْالْحَمْدُلِلَّهِالَّذِينَجَّانَامِنْالْقَوْمِالظَّالِمِينَ(28) وَقُلْرَبِّأَنزِلْنِيمُنْزَلاًمُبَارَكاًوَأَنْتَخَيْرُالْمُنزِلِينَ(29) إِنَّفِيذَلِكَلآيَاتٍوَإِنْكُنَّالَمُبْتَلِينَ(30) المؤمنون).

3 / 2 : هذه السفينة التى نجوا بها من الطوفان جعلها الله جل وعلا ( آية للعالمين) ، ولا يزال البحث جاريا عنها . يقول جل وعلا : ( فَأَنجَيْنَاهُوَأَصْحَابَالسَّفِينَةِوَجَعَلْنَاهَاآيَةًلِلْعَالَمِينَ)15) )العنكبوت). يقول جل وعلا عنها : ( وَحَمَلْنَاهُعَلَىذَاتِأَلْوَاحٍوَدُسُرٍ(13) تَجْرِيبِأَعْيُنِنَاجَزَاءًلِمَنْكَانَكُفِرَ(14) وَلَقَدْتَرَكْنَاهَاآيَةًفَهَلْمِنْمُدَّكِرٍ(15) القمر). وهذا الإنقاذ من ذلك الطوفان العاتى جعله الله جل وعلا آية ، فقال للبشر : ( وَآيَةٌلَهُمْأَنَّاحَمَلْنَاذُرِّيَّتَهُمْفِيالْفُلْكِالْمَشْحُونِ(41)  يس). هذا يوضح أنه طوفان هائل أغرق الكرة الأرضية كلها .

3 / 3 : موج هذا الطوفان كان فى ضخامته ( كالجبال ) وأبحرت السفينة وسط هذا الموج ،يقول جل وعلا : )  وَهِيَتَجْرِيبِهِمْفِيمَوْجٍكَالْجِبَالِ ) هذا الموج الذى كان كالجبال أغرق كل الجبال : ( وَنَادَىنُوحٌابْنَهُوَكَانَفِيمَعْزِلٍيَابُنَيَّارْكَبْمَعَنَاوَلاتَكُنْمَعَالْكَافِرِينَ(42) قَالَسَآوِيإِلَىجَبَلٍيَعْصِمُنِيمِنْالْمَاءِقَالَلاعَاصِمَالْيَوْمَمِنْأَمْرِاللَّهِإِلاَّمَنْرَحِمَوَحَالَبَيْنَهُمَاالْمَوْجُفَكَانَمِنْالْمُغْرَقِينَ )(43)  هود )

3 / 4 : هذا الطوفان كان بتقدير الاهى  بين ( السماء ) و ( الأرض )، إنهمرت المياه من السماء ، وقابلتها الأرض التى تفجرت عيونا ، والتقى ماء الأرض بماء السماء فى توقيت الاهى وتقدير الاهى ، يقول جل وعلا : (  فَفَتَحْنَاأَبْوَابَالسَّمَاءِبِمَاءٍمُنْهَمِرٍ(11) وَفَجَّرْنَاالأَرْضَعُيُوناًفَالْتَقَىالْمَاءُعَلَىأَمْرٍقَدْ قُدِرَ(12) القمر ). ثم فيما بعد صدر الأمر الالهى بأن تبتلع الأرض ماءها وأن تتوقف السماء عن مطرها ، وأن يجف ماء اليابسة وترسو السفينة فى أمان : ( وَقِيلَيَاأَرْضُابْلَعِيمَاءَكِوَيَاسَمَاءُأَقْلِعِيوَغِيضَالْمَاءُوَقُضِيَالأَمْرُوَاسْتَوَتْعَلَىالْجُودِيِّوَقِيلَبُعْداًلِلْقَوْمِالظَّالِمِينَ(44)  هود )  .

الحديث هنا عن كوكب الأرض ، وليس موضعا فيه . 

اجمالي القراءات 15714