تسارعت التطورات الاخيرة في تونس، فبعد ان أعلن الرئيس زين العابدين بن علي حل الحكومة وإجراء إنتخابات تشريعية مبكرة فرضت حالة الطوارئ في البلاد كما اعلنت سيطرة الجيش على المطار وغلق المجال الجوي التونسي.
تجدد الصدامات في تونس |
تونس: غادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي البلاد، وسيطر الجيش على المطار، فيما تسلم رئيس مجلس النواب فؤاد المبزّغ لفترة مؤقة، وأفادت بعض الأنباء أن بن علي تخلى عن السلطة بتسوية تقضي بتسلم رئيس البرلمان للسلطة وتشكيل مجلس قيادة من 6 أشخاص لتسيير أمور البلاد حتى الانتخابات.
وأعلنت السلطات التونسية حالة الطوارئ في البلاد، عقب قرار بن علي اقالة الحكومة وتكليف محمد الغنوشي كرئيس لحكومة تصريف أعمال.
وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن الرئيس زين العابدين بن علي قرر حل حكومة رئيس وزرائه وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة خلال ستة أشهر.
وجاء في خبر أوردته الوكالة ان الرئيس بن علي التقى رئيس الوزراء محمد الغنوشي الذي صرح بما يلي "قرر رئيس الدولة في إطار ما أعلنه مساء أمس الخميس من مبادرات حل الحكومة وتكليف الوزير الأول باقتراح تشكيلة حكومة جديدة". كما أقر إجراء انتخابات تشريعية سابقة لأوانها وذلك خلال ستة أشهر .
في غضون ذلك، فرقت الشرطة التونسية مظاهرة شارك فيها الالاف مرددين هتافات مطالبة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بالتنحي.
وبعد ظهر الجمعة اعلنت السلطات التونسية "حالة الطوارىء في كامل انحاء الجمهورية". واوردت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية انه "حفاظا على سلامة الاشخاص والممتلكات من الشغب تقرر اعلان حالة الطوارىء في كامل الجمهورية" حتى اشعار آخر.
وأضاف المصدر نفسه انه بموجب ذلك "يمنع تجمع اكثر من ثلاثة اشخاص في كامل البلاد بالطريق العام والساحات العامة".
كما "يمنع تجول الاشخاص والعربات من الساعة 18,00 (17,00 ت غ) الى الساعة 06,00 (05,00 ت غ)" و "يمكن استخدام السلاح من طرف اعوان الامن او الجيش الوطني على كل شخص مشتبه فيه ولم يمتثل لامر الوقوف وحاول الفرار ولم يبق مجال لاجباره على الوقوف"، بحسب القرار.
ويوم الجمعة وقعت صدامات عنيفة بين متظاهرين وقوات الامن اصيب خلالها مصور صحافي اجنبي في راسه بقنبلة مسيلة للدموع.
ورشقت مجموعة من المتظاهرين في مفترق شارع الحبيب البورقيبة وشارع باريس وسط العاصمة رجال الشرطة بالحجارة ما دفعهم الى الرد باطلاق قنابل مسيلة للدموع.
وما لبث عناصر الشرطة ان تراجعوا الى شارع الحبيب بورقيبة فيما اطلق عليهم المتظاهرون قنابل مسيلة للدموع لا تزال مشتعلة.
وافاد مصور وكالة فرانس برس ان شرطيا اطلق قنبلة مسيلة للدموع من قرب على مصور صحافي في وكالة اي بي ايه واصابه في راسه قبل نقله الى المستشفى. ولم تعرف جنسية المصور حتى الان.
بدوره، ذكر الاتحاد الأوروبي السلطات التونسية بوعودها.وأشارت مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين آشتون، في معرض ردها على سؤال وجهته لها (آكي) الإيطالية للأنباء اليوم، إلى ضرورة توخي الحذر ومراقبة ما يجري بدقة في تونس، وأضافت " يعمل أعضاء وفدنا هناك على تزويدنا بالمعلومات الضرورية التي يجري تحليلها ومناقشتها هناك".
كما جددت دعوة الإتحاد الأوروبي تونس لعدم اللجوء إلى العنف، خاصة من قبل رجال الشرطة، " وهذا ما سمعناه أمس في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي ونتمنى أن يتم إحترامه" .
وكانت المتحدثة قد أكدت في تصريحات لها صباح اليوم أن الإتحاد الأوروبي يدعو كافة الأطراف السياسية في تونس إلى إنتهاز " الفرصة التاريخية" المتاحة حالياً من أجل إنشاء قاعدة صلبة لنظام سياسي ديمقراطي تعددي في البلاد، وأضافت "يجب على كل الأطراف التصرف ضمن هذه الروح والتحلي بالمزيد من المسؤولية".