أولا :
1 ـ أتى علىّ حين من الدهر كنت فيه وحيدا فى جامعة الأزهر ـ أرفع صوتى بالاصلاح ، فلا أسمع سوى صداه محملا بقولهم : من قبلك ومن غيرك يقول هذا الكلام ؟ .. ثم كنت خطيبا متجولا فى المساجد مُطاردا من السلفيين وأمن الدولة ، ومعى عشرات كانوا البداية لمن أطلق عليهم الأمن المصرى ( القرآنيون ) ، وأدخلونا السجن ، وظل السؤال يُوجّه لى (من قبلك ومن غيرك يقول هذا الكلام ؟ ). وخرجت من السجن الى فضاء العمل العام ، كاتبا فى الصحف ومتحدثا فى المؤتمرات وقياديا فى الجمعيات الحقوقية المصرية من المنظمة المصرية لحقوق الانسان و جمعية الاخاء الدينى والجمعية المصرية للتنوير والحركة الشعبية لمواجهة الارهاب ، الى مركز ابن خلدون ، وأستغل ذلك كله فى الدعوة للإصلاح الدينى ، وظل السؤال يُوجّه لى (من قبلك ومن غيرك يقول هذا الكلام ؟ ).
وهاجرت الى أمريكا حيث أقول ما أشاء دون خوف ودون مطاردة ، وعملت استاذا زائرا فى الوقفية الأمريكية للديمقراطية ، وفى جامعة هارفارد وفى مركز الحرية الدينية وفى معهد وودرو ويلسون ، ونشرت مقالات بالعربية فى مواقع عرب تايمز وشفاف الشرق الأوسط والحوار المتمدن ، ثم أنشأت المركز العالمى للقرآن الكريم وموقع أهل القرآن ، وإقتصرت على نشر مقالاتى فى موقعنا وفى الحوار المتمدن ، وشاركت فى إنشاء جمعيات أمريكية منها ( مواطنون من اجل السلام والتسامح ) و ( الاسلام والتنوع ) وجمعيات أخرى مصرية أمريكية ، وأستغل ذلك كله فى الدعوة للإصلاح الدينى ، وتنامى التيار القرآنى .. ولم يعد هذا السؤال يُوجّه لى (من قبلك ومن غيرك يقول هذا الكلام ؟ ). أصبح القرآنيون طوائف شتى ، وانتشروا فى فضاء الانترنت ، وفى قلبهم وفى مقدمتهم ( أهل القرآن ) فى موقع (اهل القرآن ) والمركز العالمى للقرآن الكريم .
بعد مُعاناة فى الدعوة السلمية الى الاصلاح الدينى من عام 1977 وحتى الآن ، وبعد أربع موجات من إعتقال أهل القرآن فى مصر ، وفى مواجهة تيار الوهابية فى الخليج والأزهر والسعودية والاخوان والقاعدة وداعش والذى يأكل الأخضر واليابس فى الشرق ( الأتعس ) ــ أصبح البديل الاصلاحى السلمى القرآنى ( القرآنيون ) حاضرا بقوة ، وفى وسطهم وفى مقدمتهم ( اهل القرآن ) .
2 ــ لم أعد وحدى كما كان الحال معى فى جامعة الأزهر عام 1977 . أصبح معى عشرات الألوف من ( أهل القرآن ) على مستوى العالم ، لا أعرفهم شخصيا ، ولم أشرف ــ بعدُ ـ باللقاء معهم ، وأتمنى رؤيتهم ، ولكن حتى الآن فنحن على تواصل عبر الانترنت . ومنهم عشرات النبلاء يقفون بقوة يجاهدون معى ، منهم من يساعد بالمال حتى نصمد ، جزاهم الله جل وعلا خيرا ، ومنهم من يشارك متطوعا بالترجمة الى الانجليزية ( إبنى الحبيب استاذ أحمد فتحى الذى ترجم حتى الآن أكثر من 105 مقال ، بواقع مقال يوميا تقريبا ) ومنهم من يساعدنى فى الموقع متطوعا ، ومنهم الأخ العزيز الاستاذ أمين رفعت ، والذى ينشر كتبى لتكون مُتاحة للتنزيل مجانا لمن يريد ، فى موقع فى الفيس بوك ( كتب الدكتور أحمد صبحى منصور) https://www.facebook.com/groups/AhmedSubhyMansourBooks/
وأيضا موقع المركز العالمى للقرآن الكريم (https://www.facebook.com/The-International-Quranic-Center-IQC-Established-to-defend-Quran-201294979914305/)، ومنهم اخى استاذ محمد دندن عضو مجلس إذارة المركز العالمى للقرآن الكريم ، وهو مؤسس صفحة ( أعمدة أهل القرآن )https://www.facebook.com/groups/464854560257638/والاستاذ محمد صادق رفيق النضال من الثمانينيات . جزاهم الله جل وعلا خيرا.
هذا بالاضافة الى ابن أخى د عثمان محمد على الذى يشارك فى إدارة الموقع العربى ، واخى د عبد الرزاق منصور الذى يدير حاليا القسم الانجليزى ومعه ابنى الأمير منصور المشرف التقنى على الموقع . وقام ابنى الأكبر محمد منصور بتصوير وإخراج حلقات ( فضح السلفية ) أكثر من خمسين حلقة ، وتوقفنا بسبب قلة الأموال ، وهو يقوم الآن بتصوير ونشر خطب الجمعة بما لدينا من قليل الامكانات ، ونرجو نشر هذه الفيديوهات ، أملا فى التنوير . كما نقوم باعداد فيلم تسجيلى درامى عن زواج المسلمة بالمسالم من الديانات الأخرى يشرف عليه ابنى الشريف منصور ، مع محمد منصور.
ثم لا ننسى أعمدة الكُتّاب فى الموقع والمعلقين فيه ، والذين صمدوا معنا من البداية حتى الآن ، منهم الأساتذة : ابراهيم دادى ، وخالد اللهيب ورضا عبد الرحمن ورمضان عبد الرحمن وعبد اللطيف سعيد ( عبد الرحمن اسماعيل ) ويحيى فوزى نشاشبى ود محمد شعلان وعائشة حسين وعبد الفتاح عساكر وعبد الله أمين ومراد الخولى وأنيس صالح وداليا سامى وعبد الرحمن حواش ..وآخرون . ثم إنضم للموقع باقة من الأساتذة ، منهم : نهاد حداد ونبيل هلال وربيعى بوعاقل وسامح عسكر ود عبد الغنى بوشوار وعبد الوهاب النوارى وحافظ الوافى و محمد حسن ومهدى مالك وعابد أسير . وحاليا د أوريا موردخاى . وهناك من شارك معنا ثم فارقنا ولا زلنا نذكرهم بالخير ، وهناك من لحق بنا وهو ينتمى الى تيارات فكرية متنوعة تتفق معنا فى الدعوة الى الاصلاح مثل رضا البطاوى ومحمد عبد المجيد ( طائر الشمال ) وخالد منتصر وكمال غبريال وشادى طلعت.. ..وعذرا لو نسيت بعض الأحبة فى هذه اللمحة العاجلة .
3 ــ موقعنا ـ البسيط الضعيف ـ يواجه ـ بيدين عاريتين ــ شياطين الانس بدءا من محور الشّر ( السعودية ووهابيتها وما أنتجته من منظمات ارهابية لن تكون آخرها داعش ) وإنتهاءا بأنظمة الاستبداد الشرقى ، ويتبع هؤلاء وهؤلاء آلاف المواقع ومئات القنوات الفضائية وآلاف المعاهد والمراكز والجمعيات ، والجامعات والجماعات وملايين الأتباع والأنصار . هم لم يستطيعوا مواجهتنا بالحجة . كانوا يواجهوننا من قبل بالاضطهاد والمصادرة والمطاردة . هاجرنا وواجهناهم بموقع أهل القرآن ، وعجزوا عن الرد بالحجة فعملوا على تدمير موقعنا ـ ولا يزالون .
لقد تعرض موقع أهل القرآن للتدمير ثلاث مرات ، وتعرض للإختراق مرات عديدة لم نُعلن عنها . كان التسجيل مفتوحا على مصراعيه يعطى الفرصة لأعداء الموقع للتسلل اليه والعبث به وتكوين خلايا نائمة داخله ، واضطررنا الى غلق باب التسجيل ، وظل مغلقا عامين تقريبا ، ثم بسبب الالحاح من مئات القادمين الجُدُد فتحناه لمن يريد بأن يرسل الراغب فى التسجيل رسالة لى على الموقع كالمعتاد ، ولكن بايميل جديد لم يستعمله من قبل للتسجيل علي الموقع، ويكتب فيه : اسمه واسم عائلته ، وتاريخ ميلاده ، وموطنه الأصلى وموطنه الحالى ، والمدينة التى يسكن فيها . والتزامه بشروط النشر فى الموقع وهى : عدم نسبة أى حديث للنبى عليه السلام ، وعدم إنكار حقائق الاسلام. ويتولى د عثمان تسجيل الراغبين .
4 ــ موقعنا ـ البسيط الضعيف ـ تأتيه يوميا عشرات الأسئلة تستفتى ، هذا عدا مثلها تاتى على موقعى فى الفيس بوك . أرتعب من كثرتها ، ولا أجد وقتا للرد عليها كلها ، وأتعجب كيف أستطيع الرد عليها كلها ، وهى فى إزدياد وتحتاج الى عشرات من ( أحمد صبحى منصور ).!!.,كل هذه الفتاوى تؤكد مدى الحاجة الى تقوية الموقع لأنه يقدم ــ وحده ــ فتاوى عصرية ، معتمدة على القرآن الكريم وشريعته السمحاء التى شوهتها الشريعة السنية الوهابية بتزمتها وغبائها ودمويتها وجهلها . وتظل المشكلة فى أن شيخا مثلى يقترب من السبعين عليه أن يكتب مقالا يوميا ويرد على فتوى كل يوم ما استطاع وأن يشرف على الموقع ــ ويراجع عشرات الايميلات التى تأتى اليه يوميا ، ويضطر الى إجراء اتصالات وعقد اجتماعات ، ويقوم بهذا كله بجهد شخصى كليل .! ..أزمة تنتظر الحل ..والله وحده المستعان .!
5 ــ على أن هذا العام الجديد يحمل لنا إرهاصات خير ، نرجو من رب العزة أن تتحقق . فقد بدانا لأول مرة إقامة صلاة الجمعة مع أول يوم فى هذا العام 2016 ، بعجد 15 عاما من الهجرة لأمريكا . ونشرنا تسجيل خطبة الجمعة الأولى ونشرها فى الموقع ، وسننشر الخطب التالية بعون الرحمن جل وعلا . وننتظر تطويرا للقسم الانجليزى فى الموقع بعد الجهد الجبار الذى قام به ــ متطوعا ــ الابن الحبيب استاذ أحمد فتحى فى ترجمة مقالاتى الى الانجليزية . ونتعشم إنشاء قسم باللغة الفرنسية يستوعب مقالات بالفرنسية نشرتها الاستاذة نهاد حداد والاستاذ يحيى نشاشيبى وغيرهما . وهناك نافذة للمقالات باللغة الفارسية نشرنا فيها مقالات للمفكر الايرانى القرآنى د على إيزادى ، ونرجو أن تكون نواة للقسم الفارسى فى الموقع .
6 ــ الموقع اليوم يحفل بالمقالات الجديدة الجيدة ، وإزداد حيوية وإنتعاشا بالمقالات البحثية للدكتورة أوريا موردخاى والمقالات الانجليزية للدكتور عبد الرزاق منصور ، وبالتعليقات المستمرة للدكتور محمد شعلان وعبد الله أمين وسعيد على وبنت الفرات وداليا سامى وعبد الرحمن اسماعيل وغيرهم . أنتظر من أبنائى وبناتى المزيد من النهوض بالموقع كتابة وتعليقا وأن ينتشروا التعريف بالموقع فى آفاق الانترنت ، وأن ينشروا عنه ما إستطاعوا فى الفيس والتويتر وكل وسائل الاتصالات .
أخيرا
1 ـ لم أعد وحيدا كما كنت فى جامعة الأزهر عام 1977 . اصبح لى عشرات الألوف من الأحبة من مختلف الأعمار وفى مختلف الأقطار .
2 ــ هذا هو التقرير الذى أقدمه لكم عن موقع أهل القرآن الذى إنطلق فى سبتمبر 2006 ، ولا يزال صامدا بل يزداد بالشباب الواعد الصاعد إزدهارا .
3 ــ ومع بداية هذا العام 2016 : أُعلنُ على الملأ سعادتى بأبنائى وبناتى أهل القرآن .