هذا الحديث الملعون ( أركان الاسلام : بُنى الاسلام على خمس ... )

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ١٢ - يناير - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

هذا الحديث الملعون ( أركان الاسلام : بُنى الاسلام على خمس ... )

أولا : حديث زائف ملعون

1 ـ نتقرب الى رب العزة بلعن هذا الإفك المفترى الذى يتعلمه المحمديون فى المدارس معتقدين صدقه ، وبه يقعون فى الضلال ولا يزالون . الحديث رواه البخارى ثم مسلم منسوبا لابن عمر يزعم أنه ( بنى الاسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان ، وحج البيت ..) . معنى أن يرويه البخارى ولم يذكره مالك فى الموطا أن مالك  ــ الذى عاش فى المدينة قبل مولد البخارى بقرن من الزمان ـ لم يعرف هذا الحديث ولكن عرفه إبن برزويه المجوسى ( المشهور بالبخارى ) والذى عاش فى بخارى فى أواسط آسيا ، ويزعم أنه يروى عن ابن عمر .!! لقد عاش ابن عمر فى المدينة ، ومن يُسمون بالتابعين قبل وبعد الزهرى يزعمون الرواية عن ابن عمر ، ويجعلون ما يسمى بالسلسلة الذهبية الموثوقة فى الرواية عنه ـ بزعمهم . ولكن موطأ مالك خلا من هذا الحديث .

2 ـ ثم يُطلقون على هذا الحديث أنه ( أركان الاسلام ) . ومصطلح ( أركان ) هو مصطلح فقهى ظهر وانتشر فى القرن الثالث الهجرى حيث عاش البخارى . ومن عادة الفقهاء حتى الآن أن يضعوا لكل موضوع فقهى تعريفا و( أركانا ) ، وبالتالى صاغ البخارى هذا الحديث ( الفقهى ) يزعم أنه سمعه من فلان عن فلان عن فلان الى العصر الأموى ثم عصر التابعين ثم عصر الصحابة ..

إن مصطلح ( ركن ) ورد فى القرآن الكريم مخالفا لهذا الاستعمال الفقهى ولهذا الاستعمال فى هذا الحديث الملعون . ولنتدبر قول لوط عليه السلام : (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ (80) هود ) أى الى نصير قوى ، وقوله جل وعلا عن فرعون (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) الذاريات ) أى تمسك بموقعه ، وقوله جل وعلا للمؤمنين : ( وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ )(113) هود ) ، أى لا تثقوا بالذين ظلموا ، وقوله جل وعلا لخاتم النبيين عليهم جميعا السلام : ( وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً (74) الاسراء ) تركن اليهم أى تستجيب اليهم .

3 ـ ثم قولهم ( بٌنى الاسلام على خمس ) فمن الذى بنى الاسلام ـ فى زعمهم على خمس ؟ سيقولون الله جل وعلا . إذن فأين ورد فى القرآن أنه مبنى على خمس فقط ؟ وماذا إذا كانت أقل أو أكثر ؟ .

إن صاحب الحق الوحيد فى الكلام عن الاسلام هو رب العزة ، وله وحده الدين الاسلامى واصبا ، يقول جل وعلا : (  وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) النحل ) فكما أن لرب العزة جل وعلا الملكية الدائمة لكل ما فى السماوات والأرض ، فله وحده جل وعلا الملكية الكاملة والدائمة للدين الحق الذى أنزله قرآنا على خاتم المرسلين ، وخاتم النبيين هم متبع للقرآن ووظيفته التبليغ ، وقد بلّغ القرآن وفقط . ولا يُقال إن الاسلام مبنى على كذا ، فليس هذا فى القرآن  . جاء البناء للشىء الحسى مثل السماوات التى بناها رب العزة ( البقرة 22 ، غافر 64 ، النازعات 27 ، الشمس 5 ، الذاريات 74 ، ق 6 ) وجاء وصف الشياطين:(وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) ص ).

ثانيا : هذا الحديث الملعون يٌضيّع العقيدة الايمانية الاسلامية ( لا إله إلا الله )

1 ـ الدين الالهى ( الاسلام ) نزلت به كل الرسالات الالهية السماوية كل منها بلسان القوم المرسل اليهم الرسول (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ) (4) ابراهيم ) وكل منها تؤكد شهادة الاسلام الواحدة ( لا إله الا الله ) : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الانبياء ) ونزل القرآن الكريم خاتمة الرسالات يؤكد ما سبقه من كتب سماوية وعلى أنه لا إله الا الله ، ويقول جل وعلا لخاتم النبيين (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ  ) (19) محمد ) . وبهذا فالدين الالهى هو واحد مهما إختلفت ألسنة الرسل والرسالات السماوية ، هو نفس الوحى الالهى (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ  ) (163) النساء  ) هو نفس أُسُس التشريع الالهى  (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) (13) الشورى ) .

2 ــ  ولكن يحدث بعد موت الرسول أن يحدث التفرق والاختلاف أحزابا :  (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) المؤمنون ) (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ (93) الأنبياء  ) ،  لذا يقول جل وعلا عن شهادة الاسلام الواحدة ــ أو التشهد ـ (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) آل عمران ) ثم يؤكد أنه دين الاهى واحد ، ثم بعده يقع الاختلاف ( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ  ) (19) آل عمران  ).

3 ـ وهذا نفس ما حدث للناس بعد موت خاتم النبيين محمد ، إذ قدسوا محمدا ورفعوه فوق الأنبياء مخالفين أمر الله جل وعلا الذى نهى عن التفريق بين الرسل ( البقرة  136 ، 285 آل عمران 84 : 85 ،) وجعل هذا التفريق كفرا حقيقيا : ( النساء 150 : 152) . بل جعلوا محمدا  سيد البشر وأفضل النبيين وأشرف المرسلين ، وجعلوا شهادة الاسلام الواحدة شهادتين ، وبهذا يقول ذلك الحديث الملعون :( بُنى الاسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ... ) ، وهو يعبر ليس عن الاسلام بل عن الدين الأرضى السُّنّى بالذات .

ثالثا : هذا الحديث الملعون يُضيّع التقوى الاسلامية والعبادات الاسلامية

1 ـ التقوى هى جوهر الدين الالهى  للبشر جميعا، وهى أساس الدعوة فى كل الرسالات السماوية بكل الألسنة ، فكل رسول كان يقول لقومه ( أَفَلا تَتَّقُونَ ) ، ورد هذا فى سور (المؤمنون والشعراء و الصافات ) وغيرها . ولن يدخل الجنة إلا من كان تقيا (تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً (63) مريم )،   ويوم القيامة يقول جل وعلا عن أصحاب النار ، (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً )  (71) الزمر ) والمقابل  فأصحاب الجنة هم المتقون وليس مجرد المؤمنين (  وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً )  (73) الزمر )

2 ـ وهذا الحديث الملعون يُضيّع التقوى الاسلامية والعبادات الاسلامية ، ليس فقط أنه تجاهلها ولكن أيضا أنه تجاهل أن العبادات فى الاسلام ليست هدفا فى حد ذاتها بل هى وسائل للتقوى ، يقول جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) البقرة ) ويقول جل وعلا عن الصلاة ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)(45) العنكبوت )، وعن الصيام : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)البقرة ) وعن الحج : ( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ) الى أن يقول جل وعلا فى نهاية الآية : ( وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (196) الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ (197)البقرة ).

3 ــ  والدين السُّنّى حين جعل العبادات هدفا بلا تقوى فقد حولها الى شعائر حركية سطحية مظهرية  ، بل جعلها وسيلة للرياء والاحتراف الدينى ، بل جعلها وسيلة للمعصية ، فطالما تصلى فلا عليك إن فجرتوأفسدت فى الأرض . ولهذا تجد شرّ الناس هم الأكثر تدينا بالدين الأرضى السائد ، ترى زبيبة الصلاة على وجهه والمسبحة فى يده وسجادة الصلاة الى جانبه ، يرتدى اللحية والجلباب والمسواك ، وهو شيطان يسعى فى الأرض فسادا . وانظروا الى دُعاة الوهابية الذين يتقيأون كل وقت حديث ( بُنى الاسلام على خمس ..).!

رابعا : هذا الحديث الملعون يُضيّع التقوى الاسلامية فى التشريعات الاسلامية

1 ــ كل التشريعات الاسلامية مرهون تطبيقها بالتقوى ، مثل القصاص : ( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة ) والقتال الدفاعى فى سبيل الله جل وعلا : (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (194) البقرة )، وحتى تشريعات الأحوال الشخصية فى التعامل مع الزوجة المطلقة : (وَإِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) البقرة  ) وحتى فى التعامل الجنسى مع الزوجة فى الفراش : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ ) (223) البقرة  ).

2 ـ تطبيق الشرع الالهى بدون التقوى يجعلها ظلما ، ويتحول القتال من الدفاع الى الاعتداء والله جل وعلا لا يحب المعتدين (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190) البقرة  ) ويصادر حقوق الزوجة ويظلمها ، والله جل وعلا لا يريد ظلما للعباد . ولكن الظلم أساس الشرع السُّنى .

خامسا : هذا الحديث الملعون يُضيّع فرائض اسلامية

هذا الحديث الملعون حصر الفرائض فى أربعة فقط ( الصلاة والزكاة والصيام والحج ) ،فأضاع فرائض منصوصا عليها فى ومأمورا بها فى القرآن الكريم ، هى :

1 ـ قراءة القرآن الكريم والانصات اليه حين يُتلى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) الاعراف ).  وعن التلاوة : (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ (91) وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ) (92) النمل )( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) فاطر)( وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ  ) (27) الكهف )( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ الْكِتَابِ   (45) العنكبوت )(أَقِمْ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً (78) وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (79)الاسراء ). وهذا ما كان يفعله النبى محمد مع المؤمنين : ( إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (20) المزمل )

 2 ـ ذكر الله جل وعلا وتسبيحه فى الصباح والمساء ، بكرة وأصيلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) الاحزاب )وعن أوقات فريضة الذكر يقول جل وعلا : ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) طه ) ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) ق ) ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)الطور). وعن كيفية الذكر ومواقيته يقول جل وعلا : ( وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205) الاعراف ).

 سادسا :   هذا الحديث الملعون يُضيّع القيم الاسلامية

1 ـ  العدل والاحسان : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) النحل )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) النساء ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) المائدة  )، وإقامة الناس للقسط هو هدف كل الرسالات السماوية : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) (25) الحديد ).

2 ــ تسيد الدين السٌّنّى عمّم الظلم فى بلاد المحمديين . وسبقت لنا مقالات عن قيم الاسلام فى الحرية والعدل والاحسان . وكل هذه القيم الاسلامية معمول بها فى الغرب ، وهى مُصادرة تماما فى بلاد المحمديين الذين يعلمون أولادهم هذا الحديث الملعون (بُنى الاسلام على خمس ... ).

اجمالي القراءات 18422