جبهة الشباب القبطي ..أولي حركات التمرد علي الكنيسية
حملت مواقف الشباب القبطي من الكنيسة خلال الشهور الماضية مؤشرات تمرد وانحراف عن خط الكنيسة في مصر، فمن يتابع تحركات الشباب منذ حادث نجع حماي وكاميليا شحاته مروراً بأحداث العمرانية وكنيسية القديسين يتأكد أن هناك اتجاه يرفض سكون الكنيسية السياسي ويطالب علي طريقته بالإنخراط السياسي والمجتمعي، فهو يرفض سياسية الإعتكاف السياسي التي ينتهجها البابا شنودة منذ جلوسه علي مقعد الباباوية، كما يرفض سياسية التوزانات التي تنتهجها الدولة في تعاملهم مع الأقباط، فهم يؤكدون أن قانون دور العبادة والأحوال الشخصية والحصول علي الوظائف والترقي علي أساس الكفاءة وليس علي أساس ديني ومن هذا المنطق ومن رحم أحداث العمرانية التي وقعت في نوفمبر الماضي تبلورات حركة التمرد في كيان "جبهة الشباب القبطي"، لتصبح أول كيان سياسي لشباب المسيحيي، ونموذج يحمل توجها نحو المشاركة السياسية والاندماج في العمل العام علي عكس دور الكنيسية الدعوي، وعن سبب أنشاء تلك الجبهة وما هو دورها وإلي أي تيار ينتمي، وكم عدد مؤسيسيها؟
يجيب بيشوي تمري أحد شباب الجبهة ل"الدستور الأصلي" قائلا: أحداث العمرانية كانت بمثابة شرارة الإنطلاق ففي هذه اللحظة وبعد اعتداء الأمن علي المتظاهرين ومنعنا من استكمال دور العبادة لنا، وجدنا أننا بحاجة لرفع صوتنا عاليا مطالبين بحقنا في ممارسة شعارنا وحريتنا وحياتنا.
وعرف بيشوي الجبهة بأنها "حركة سياسية مستقلة تحاول نقل مشاكل الأقباط إلي بؤرة الضوء، كما لها دور في تثقيف الأقباط بمشاكلهم علي أساس سياسي وليس ديني"، وأكد أن الجبهة رغم تحركتها خلال الشهور الثلاثة الماضية وخاصة بعد حادث القديسين إلا أنها مازالت تحت التأسيس، وعدد المؤسسين لها بلغ 25 شاب قبطي بعضهم كان مشاركاً في حركات سياسية أخري كالجبهة الحرة للتغير السلمي وحركة العدالة والحرية وحركة حشد.
وقد شاركت الجبهة في العديد من الوقفات السياسية كما دعت في بيان لها الشعب القبطي لعدم التصويت لصالح الحزب الوطني بعد أحداث العمرانية، كما شاركت في الوقفات المنددة بتزوير الانتخابات، بينما شاركت بكثافة خلال الأيام الماضية وبرز دورها عقب أحداث تفجير كنيسة القديسين فكانت احد المنظمين لمظاهرة شبرا وكذلك اعتصام كنيسة العدراء بشبرا .
ومن جانبه قال كمال زاخر المفكر القبطي والمحسوب علي التيار العلماني – تلك الحركة بأنها نتاج لتراكم حالة الغضب لدي الشباب القبطي سواء من الكنيسة أو الأمن أو النظام الحاكم ورب ضارة نافعة فلو تلك الأحداث لما ظهرت تلك الحركات الإيجابية التي تمثل انتفاضة للتعبير عن مطالب الأقباط واسترادد دورهم في الحياة العامة والسياسية فهي محاولة للانخراط في العمل السياسي.
وأضاف هي إشارة ايجابية طالما دعا إليها التيار العلماني المسيحيي بهدف الانخراط في السياسية والعمل العام وإلغاء التوكيل المفتوح للكنيسة في كافة الأمور وقال زاخر : الكنيسة لا تملك أدوات سياسية ولا يجب أن يكون لها دور سياسي ولكن عليها دور في اتاحة الفرصة للمشاركة الشباب في العمل السياسي والعام ،ولم يستبعد زاخر أن تقوم الكنيسة بمحاولة احتواء هؤلاء الشباب وإرجعهم إلي المربع الكنائسي.