بعد نشر كتابه "أم المؤمنين تأكل أولادها" بمصر والسودان
باحث سوري يقرر الهجرة إلى أوروبا هربا من فتوى تهدر دمه

في الخميس ١٧ - يناير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

قال باحث وكاتب سوري بارز إنه قرر الهجرة إلى أوروبا بعد تلقيه تهديدات بالقتل ونشر فتاوى على مواقع محسوبة على تنظيم القاعدة تعتبر قتله "فرض كفاية"، وذلك على خلفية نشر مكتبة مصرية شهيرة لكتابه "أم المؤمنين تأكل أولادها".

ويتناول الكتاب الذي اعتبرته هذه المواقع مسيئا للسيدة عائشة روايات مختلفة تضمنتها مراجع سنية –حسب المؤلف نبيل فياض- حول قصة الخلاف بين أم المؤمنين السيدة عائشة وبين الخليفتين الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب (رضي الله عنهما).


ونبيل فياض مفكر وباحث سوري عُرف بآرائه المثيرة للجدل، وطرح أبحاثه في الفكر الديني المسيحي واليهودي و الإسلامي. ورغم دراسته الصيدلة إلا أنه اتجه لتخصصات أخرى في الفلسفة الأوربية واللاهوت المسيحي كما درس العبرية والآرامية. ويتقن لغات أجنبية عديدة. من مؤلفاته: التلمود البابلي .. رسالة عبدة الأوثان، نيتشه والدين، القرآن ككتاب مقدّس، نصّان يهوديّان حول بدايات الاسلام، مدخل إلى مشروع الدين المقارن وغيرها من الكتب والأبحاث.


خلفية القضية

وكانت محكمة استئناف سودانية أخلت، بداية هذا الشهر، سبيل مصريين ادانتهما محكمة اول درجة في الخرطوم بالسجن ستة اشهر بتهمة ادخال كتاب "أم المؤمنين تأكل أولادها" الى البلاد معتبرة أنه يتضمن اساءات الى عائشة زوجة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، حسبما افاد مصدر رسمي مصري لوكالات الأنباء.

واوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي لوكالة الصحافة الفرنسية ان عبد الفتاح عبد الرؤوف ومحروس محمد عبد العزيز وصلا إلى القاهرة بعدما اخلت محكمة استئناف سودانية سبيلهما.

وأعلن وزير العدل السوداني محمد علي المرضي في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي ملاحقة المصريين لانهما عرضا كتابا بعنوان "ام المؤمنين تاكل اولادها" الصادر عن دار النشر المصرية "مدبولي".

وقال الوزير السوداني "ان الكتاب يتضمن مقاطع تسيء الى النبي والى ام المؤمنين رضي الله عنها". وحكم على المتهمين في منتصف كانون الاول/ديسمبر بالسجن ستة اشهر استنادا الى المادة 125 من القانون الجنائي التي تقضي بالمعاقبة على اهانة العقائد الدينية واثارة الكراهية وازدراء العقيدة بالسجن ستة اشهر والجلد اربعين جلدة ودفع غرامة مالية.



فياض: التهديد جدّي

وقال الباحث السوري نبيل فياض لـ"العربية.نت" إن فتوى نشرت على مواقع محسوبة على تنظيمات مسلحة مثل القاعدة دعت لهدر دمه، ولذلك " أرسلت كتبي وبعض أشيائي الشخصية إلى ألمانيا وقريبا سأهاجر إليها".

وأضاف "ليس عندي أي نشاط ولم أكتب منذ فترة طويلة ولا أعرف مبرر هذا الهجوم ضدي"، داعيا "لحجب هذه المواقع في سوريا ".

وأوضح فياض أنه حصل على تطميينات أمنية لحمايته إلا أنه قال " لا أخذها على محمل الجد .. وقالوا لي أن الوضع هنا تحت السيطرة وأفضل من الدول الأوربية حيث الخلايا في كل مكان، ولكن أنا أريد الآن الهدوء والابتعاد عن أجواء التهديد .. حتى أن رسائل تصلني وتدلني لطرق التوبة".

وتابع "كنت في الماضي قلت إنني سأهاجر إلى ألمانيا ولكن اليوم أقولها وقراري نهائي لأنني أخذت الفتوى على محمل الجد".

وزاد "الطبعة التي نشرت في الخرطوم ليس لدي علم بها وليس لدي أي علاقة بمكتبة مدبولي.. وقررت الصمت إزاء ما جرى حتى إطلاق سراح المصريين". واشار إلى أنه نشر الكتاب منذ سنوات طويلة في لبنان. ورأى فياض أن منع الكتاب في سوريا سمح لمكتبات ودور نشر في دول أخرى بسرقته وطبعه ونشره دون علمه.

ورفض نبيل فياض ربط الأمر بموجة التشيع و قال " أنا أصلا ضد النظام الايراني.. والكتاب لم يعتمد على مراجع شيعية ابدا".

وقال فياض إن مواقع محسوبة على تنظيمات مثل القاعدة نشرت فتوى تهدر دمه، لكنها أزالت الفتوى بعد أيام وهذا ما اعتبره " مقلقا أكثر وذلك مغبة الاقدام على عمل ضده بهدوء وصمت".



نص الفتوى

وتقول الفتوى، التي حملت أخطاء املائية كثيرة :" من ابي عبد الله المصري الى الاخوى المجاهدين في بلاد الشام تناقلت وكالات الانباء منذ مدة خبر اعتقال بعض العمال المصريين في السودان لانهم قاموا بتوزيع كتاب ام المؤمنين تأكل اولادها لمؤلفه السوري نبيل فياض في معرض الخرطوم الدولي للكتاب .رغم قناعتنا الراسخة بان المصريين يتحجملان جزء من المسؤولية في قضية نشر هذا الكتاب السيء بين الناس فان عبئ ذلك يقع كله على عاتق مؤللف الكتاب. و لما عدنا بشكل موضوعي الى متن الكتاب و جدنا بالادلة الحاسمة ان هذا الكتاب و غيره من كتب المؤلف ليس اقل من حرباً تشن على المسلمين. لدى سؤالنا بعض الاخوى في بلاد الشام تأكدنا ان الكاتب نبيل فياض بنتمي الى عائلة سنية شافعية لهذا فاء ابسط مايطلب من اخوتنا في بلاد الشام هو وضع حداً لهذا المسلم الذي لم يكتفي بالارتداد بلجاهر بالعدائية للاسلام و في دار الاسلام ذاتها .ان قتل نبيل فياض فرض كفاية على كل مسلم و مسلمة خاصة في بلاد الشام وقد ورد في الحديث الشريف : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ، انتهى نص الفتوى.

يشار إلى أن مجلة "الاجتماعية" الشهرية السورية، التي يرأس تحريرها محمد أنور وردة، دعت قراءها لـ"التبول" على فياض، الباحث بشؤون الأقليات والمعروف بآرائه المثيرة للجدل.

ونقل رئيس تحرير المجلة في مقاله عن فياض في إحدى مقالاته تحت عنوان "نهاية حثالة اسمها العرب" مديحه للسحاقيات وجمالهن وأنهن أكثر أنوثة من القبيسيات (أي اللواتي يتبعن حركة نسائية دينية، أسستها منيرة القبيسي). واستغرب فياض "الحملة" ضده، معتبرا أن وراء المجلة شخصيات دينية سورية بارزة "ومتطرفة"، إلا أن "الكلام ضدي بهذا الشكل أفضل من ذبحي وقتلي على أيديهم"، على حد قوله.

اجمالي القراءات 3661