ليالى العمر معدودة .!!

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠٤ - نوفمبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

أوجعتنى هذه الرسالة . أعرضها ، واعلق عليها .

الرسالة تقول :

( أرجوك ألا تسخر منى . وأرجوك أن ترد على رسالتى بسرعة ، فانا فى سباق مع الزمن ، اقضى أيامى الباقية استمع الى اغنية شادية ( ليالى العمر معدودة ) وأبكى . من ثلاثة أسايع بالضبط إستيقظت فى منتصف الليل ورأسى تكاد تنفجر ، أسرعت بسيارتى الى أقرب مستشفى ، وبعد اسعافات ومسكنات غير مجدية ذهبيت الى مستشفى اخصائى ، فاكتشفت أننى مصاب بورم سرطانى فى المخ ، وانه باقى من عمرى أربعة أشهر . يعنى أنا الآن عمرى 29 سنة ، ومش حاكمل تلاثين سنة . حصل لى انهيار ، وحملونى الى شقتى . ومن يومها وأنا فى بكاء ورعب من الموت ، ورعب لما يدفنونى فى القبر ، وكل واحد يروح بيته ويسيبونى وحدى فى القبر . زرت طبيب نفسى وما فهمتش منه حاجة ورجعت من عنده وحالتى أسوأ . أنا كنت خاطب حبيبة عمرى . خبيت عليها حالتى ، وزى فيلم شادية وفاتن حمامة عملت معاها خناقة ورميت لها الدبلة وفسخت الخطوبة وضغطت على مشاعرى واستحملت دموعها وقفلت فى وجهها الباب . هى قدامها مستقبل تتجوز وتخلف . وأنا مفيش مستقبل . أنا عملت وصية لها بالشقة بتاعتى والعربية وحتة أرض ورثتها من ابويا فى بلدهم ، وعمارة فى شبرا ورثتها عن أمى ، وحتى حسابى فى البنك . كل حاجة أملكها كتبتها باسمها ، ووصيت المحامى بتاعى يوصل لها الوصية مع تسجيل فيديو أسلم عليها واتمنى لها جواز سعيد . حبيبتى كانت لى كل حاجة فى الدنيا . بعد خناقة ابويا مع أهله الطماعين فى أرضه وبيته فى البلد وبعد موت ابويا وامى ما عادش لى إلا خطيبتى وأهلها . وكانت هى اللى بتملى على حياتى . وكان فرحنا متأجل لما آخد الماجيستير  . دلوقتى لا عاد فيه ماجيستير ، ولا حتى شغل . أنا باشتغل فى بنك ومرتبى بالدولار . سبت الشغل وانقطعت عن العمل ، ورميت الموبايل ، وانقطعت عن العالم كله مش بس الشغل . واللى يزورنى أقفل فى وشه الباب . مش عايز نظرة شفقة من أى حد . وبعدين مفيش حد يقدر يعمل لى حاجة . حتى حبيبتى اكتر انسان بيحبنى ما تقدرش تعمل لى حاجة . مين يقدر يعمل حاجة لواحد ميت ؟ . أنا فعلا ميت مع ان انا لسه باتنفس . وكل ساعة ابص على الساعة واحسب بقى لى كام على الموت . وساعات بأفكر فى الانتحار . لأن انتظار الموت اصعب من الموت نفسه. دى تجربة فظيعة . لأول مرة بأحس بشعور السجين المحكوم عليه بالاعدام وبينتظر حبل المشنقة . أنا زيه بالظبط بأنتظر تنفيذ الاعدام بس من غير ذنب عملته . وانا بأبكى بأفتكر أحلامى فى ليلة الدخلة والفسحة بتاعة شهر العسل والجواز وعيالنا اللى اتفقنا على أساميهم منى على اسم أمى  وبسمة على اسم جدتى وتوفيق على اسم المرحوم أبويا . كل ده ضاع . لا دخلة ولا شهر عسل ولا جواز ولا عيال .. موت وبس .. وأخاف أموت وأعفّن فى شقتى وما حدش يحسّ بى . بس ده أحسن عشان ما يحطونيش فى قبر ويسيبونى . أموت فى شقتى .. ولما ريحتى تطلع وأموت خالص يبقى ينقلونى فى قبر العيلة مع ابويا وأمى . بس أبويا مات فوق السبعين ، وأمى ماتت وعندها ستين سنة . مش أقل من تلاتين سنة زى حالاتى . ساعات بأسترجع حياتى . وأسأل إيه الذنب اللى عملته عشان أموت فى عز شبابى ومن مرض زى ده . ابويا الله يرحمه علمنى ان أفظع حاجة هى الكذب . وعودنى أعترف بالخطأ وأقول انا آسف ، وان الكذب مش بس حرام بل اكتر هو علامة على الجبن والخوف . وعشت صريح مع الناس . والناس تزعل من صراحتى بس تحترمنى . وبقيت أصغر واحد ياخد المنصب بتاعى فى البنك عشان ثقة الناس فى كلامى . وبقيت ناجح . ومن صراحتى سألونى ليه ما بأصليش الجمعة ولا باصلى معاهم الظهر فى الشغل . قلت رأيى بصراحة بأن ده رياء ، وان الخطيب فى كل مسجد رحت اصلى فيه كان بييلوش فى كلامه وبيقول خرافات . كلامى أغضبهم بس إحترمونى . أنا عمرى ما وقعت فى علاقة محرمة . علاقتى بحبيبتى علاقة شريفة ، كنت مأجل كل حاجة الى ليلة الدخلة . مش أكتر من الحاجات الخفيفة .. عمرى ما سرقت ولا خدت رشوة . صحيح بأصلى ساعات ومش دايما ، لكن كنت ناوى لما اتجوز واستقر  أصلى الفرض بفرضه ، وأعلم أولادى ما يسيبوش فرض ، وكنت ناوى أحج مع مراتى ، وانا بأصوم رمضان من أيام الاعدادى . وكل شهر بأتبرع للمسجد بالدولار مش بالجنيه المصرى . يعنى أنا فى الأغلب انسان كويس . يبقى ليه أموت فى شبابى من غير ما أعيش حياتى واتجوز وأخلف زى كل الناس ؟ هل ده غضب من ربنا على ؟ طيب أنا ما عملتش جريمة كبيرة تغضب ربنا وكنت ناوى ابقى أحسن وأحسن . وبعدين فيه فى الدنيا حرامية ولصوص ومجرمين وبيعيشوا لأرذل العمر وبيشوفو أحفادهم . ليه أنا اللى مغضوب عليه وأنا أحسن منهم مليون مرة . أنا مؤمن ان ربنا رحيم .. بس ايه اللى بيحصل لى ده ؟ أنا بس باسال . نسيت أقول ان أنا كنت مرة مع خطيبتى مع جماعة صحابنا وكانوا بيتكلموا عنك ، ومنهم ناس تشتم وناس تدافع . حطيت اسمك فى جوجل ، ودخلت موقع أهل القرآن ، وما فهمتش منه كتير ، لكن الفتاوى عجبتنى ، وبقيت أقرأ فيها ساعات . ودلوقتى مع اللى حصل لى قلت اكتب لك وأسألك .. ليه ربنا بيعمل معاى كده ؟ ليه ما بيدينيش فرصة أعيش اكتر وابقى أحسن  زى ما كنت ناوى ؟ . اتمنى ترد بسرعة على قبل ما أموت ..) انتهت الرسالة وأسارع بالرد :

أولا :

ابنى العزيز : أقول لك حقائق عليك أن تعرفها كى تتقبل ما أنت فيه :

1 ـ هناك حتميات مكتوبة ومقدرة سلفا قبل أن نوجد فى هذه الحياة ، ولا يمكن لبشر الهروب منا أو تغييرها ، وهى أربعة :

1 / 1 ـ ما يتصل بالميلاد :فانت لا تختار والديك ولا تختار ملامح وجهك ولا لونك ولا طولك ولا قصرك ولا حجمك . كل هذا مكتوب سلفا ولا مفرّ منه .

1 / 2 : الرزق الذى يدخل جسدك والذى يدخل جيبك ، هو أيضا مقدر سلفا ، وكم من ميلونير اصبح فقيرا ، وكم من فقير أصبح ثريا .

1 /  3  : المصائب التى تحدث لنا بغير إرادة منا ، من خير أوشرّ ، كلها مكتوبة لا يصيبنا إلا ما كتب الله جل وعلا لنا .

1 /  4 : الموت . لابد لكل إنسان أن يموت ، ويموت فى موعده المحدد سلفا ، ولا يستطيع أحد الفرار من الموت . وكل نفس إذا جاء ( اجلها ) فلا بد أن تموت .وكلمة ( الأجل ) فى حد ذاتها تكفى ، أى إن كل نفس حية لها ( أجل ) أى وقت محدد ومؤجل لموعد موتها .

2 ـ الموت لا مفر منه . وإذا كان الموت ( إعداما ) فكل منا محكوم عليه بالاعدام ،، وسيلقى هذا الاعدام فى الموعد المحدد بالدقيقة والثانية . يسرى هذا على كل بنى آدم . وانت يا بنى العزيز مات والداك ومات قبلهما اسلافك من الجدّ وجدّ الجدّ حتى آدم وحواء . هناك من يموت مبكرا فى طفولته ومنهم من يموت فى شبابه ، ومنهم من يُردُّ الى أرذل العمر فيموت طاعنا فى السّن . ولا يعرف إنسان ما هو الأفضل له ، هل أن يعيش الى أرذل العمر ويعانى من الاهمال والوحدة والأمراض وتأفف أقرب الناس من خدمته ، أو أن يموت شابا وميزان أعماله خفيف من الذنوب .. كل هذا غيب بالنسبة لنا . ولكن المؤمن يثق بربه جل وعلا وبرحمته جل وعلا وأنه جل وعلا لا يريد ظلما للعالمين ولا يظلم أحدا .  ويعلم أن الله جل وعلا لن يحاسبنا على هذه الحتميات ، لن يسألنا يوم الحساب لماذا كنت ابن فلان ولماذا كنت قصيرا أو ابيض البشرة ، ولن يسألنا لماذا كنت غنيا او فقيرا أو لماذا صدمتك سيارة او لماذا اصابك السرطان ، أو لماذا جاءك أجل الموت . الله جل وعلا سيسائلنا عما فعلناه بارادتنا الحرة عن الايمان والكفر والطاعة والمعصية وعمل الخير والصالحات وعمل الشر والسيئات . وهو جل وعلا غفور لمن تاب وآمن وعمل صالحا واهتدى . أى إنك لا تستطيع الفرار من تلك الحتميات ومنها الموت ، ولكن تستطيع بارادتك ان تدخل الجنة اذا سارعت بالتوبة وجاءك الموت وانت تقى نقى . فى الجنة خلود بلا موت ، ونعيم بلا حد أقصى . وهذا هو ما يخالف هذه الدنيا بحياتها القصيرة ، وبنعيمها القليل المشوب بالمتاعب والالام . لو تفكرت فى مستقبلك الحقيقى فى اليوم الآخر ، ولو آمنت فعلا باليوم الآخر وعملت له بالايمان بالله جل وعلا وحده بلا تقديس لبشر أو حجر وبالاعمال الصالحة من عبادة خالصة له جل وعلا ، وبالاحسان للناس ، وتستغفر عما أسلفت من ذنوب وتتوب توبة صالحة فثق تماما أن الله جل وعلا سيقبل توبتك . أما لو عشت حياتك فى عصيان الى الموت مهما كان موعد موتك فمستقبلك الأخروى هو الخلود فى النار فى عذاب شديد لا تخفيف فيه ولا خروج منه. أريد أن أقول لك أن مستقبل كل منا ليس فى دنيا حياتها مؤقتة وتنتهى بالموت . فلا مستقبل فى حياة مصيرها الموت بغض النظر عن موت يأتى فى الشباب او فى الشيخوخة . يستوى هذا وذاك فى ان العمر محدد ، وأن هذا العمر يبدأ العدّ التنازلى له بمجرد خروج الفرد من بطن أمه ، كلما مرت به الأيام إقترب من موعد موته المحدد سلفا . لذا فالمستقبل الحقيقى فى اليوم ألآخر الخالد بلا نهاية ،  وليس فى هذا اليوم الدنيوى القصير.

3 ـ هذا اليوم الدنيوى القصير ـ أو حياتنا المؤقتة فى هذه الدنيا ـ إختبار لكل منّا . هو اختبار مغلف بالاختيار . فيما عدا الحتميات الأربعة المشار اليها أنت لك مطلق الحرية فى أن تختار بين الايمان بالله جل وعلا وحده الاها وليا وشفيعا وعبادته وحده لا شريك له نوالاحسان الى الناس ، وبين أن تؤمن بآلهة وأولياء مقدسين وشفعاء من البشر وأن تحج الى قبورهم المقدسة ، وتعصى الرحمن وتظلم أخاك الانسان . أنت لا تستطيع الاختيار فى الحتميات الأربع ، ولا تستطيع الهرب منها فى حياتك الدنيا التى لا مستقبل فيها ، ولكن لك حرية الأختيار فى شىء أعظم ، وهو أن تختار مستقبلك فى اليوم الآخر ، بين خلود فى الجنة أو خلود فى النار. إذا تُبت وآمنت وعملت صالحا فإن الله جل وعلا لايضيع أجر من أحسن عملا ، وهو جل وعلا لا يخلف الوعد والميعاد . وقد وعد المؤمنين الذين يعملون الصالحات بالجنة ولن يُخلف وعده . وقد وعد من يعجّل بالتوبة مخلصا بالغفران يوم القيامة وسبحانه لا يخلف وعده . أى أمامك فيما تبقى من عمرك أن تبادر بالتوبة وتقضى ما تبقى من عمرك قانتا تقيا . عندها ستشعر بالسعادة وتحلق نفسك فى أجواء الاطمئنان والأمان .

4 ـ موعد الموت غيب لا يعلمه إلا الله جل وعلا . وحتى المحكوم عليه بالاعدام  والذى تحدد موعد إعدامه باليوم والساعة ويجلس منتظرا وقته ، هو ليس واثقا من حدوث هذا ، لأنه يظل غيبا لا يعلمه إلا الله . وكم من ظروف أجّلت تنفيذ الأحكام سنوات ، ومنهم من مات قبل تنفيذ حكم الاعدام فيه . وأنت الان تعتقد أنه بناءا على ما قاله لك الطبيب ستموت بعد كذا . لا هو ولا أنت تعرف موعد موتك . وربما يموت هذا الطبيب قبلك ، وحبيبتك التى تبكى من فراقها ربما تعيش أنت بعدها وتتزوج غيرها . يسير الانسان فتصدمه سيارة أو يسقط ميتا فى عز شبابه وصحته . إنه الموت فى موعده لا مفرّ منه ولا معرفة بوقته فما تدرى نفس متى تموت ولا بأى أرض تموت . أى أعظك أن تستأنف علاجك وحياتك ، وتؤمن أنك ستموت فى موعدك ، ولا توجد قوة بشرية فى العالم تنقذك من الموت وتؤجل موعد موتك ، ولا توجد قوة بشرية فى العالم تُميتك قبل موعد موتك . قُم وعش حياتك فى طاعة ربك جل وعلا ، ومثلك مثل كل فرد فى هذه الدنيا يعيش ( ما تبقى من عمره ) سواء كان المتبقى قصيرا أو طويلا ، فالواقع أن هذا العمر يتناقص مع كل ثانية ودقيقة تمر . وكل إنسان يسير نحو قبره ووموعد موته بسرعة 60 ثانية فى الدقيقة وو60 دقيقة فى الساعة و24 ساعة فى اليوم . والعادة أننا نغفل عن هذه الحقيقة ونتصرف كأننا سنعيش ابدا ، ونرى الناس يموتون حولنا ونمشى فى جنازاتهم نتذكر الموت لمحة ثم ننساه ونتصرف كما لو أن الموت سيصيب الآخرين ما عدانا . فإذا قيل له أنك ستموت بعد كذا إنتبه وصرخ وقال لماذا ؟ مع أن الموت يلحق كل نفس فى موعده يستوى إن كانت فى طفولتها أوشبابها أو شيخوختها . يعنى لا بد أن نتقبل فكرة الموت وأن نعمل له ولما بعده من بعث وحساب وجنة أو نار .

5 ـ الموت ليس فيه ألم ، هو مجرد إغماء ، والتفصيل فى كتابنا المنشور هنا: ( كتاب الموت ) . الموت هو نهاية ألم المرض أو ألم الحادثة التى تصل بالانسان الى الموت . للإنسان قدرة محددة لتحمل الألم ، إذا زاد الألم عنها دخل فى غيبوبة لا يشعر معها بالألم ، إذا كان لا يزال له عمر أفاق وعاد لحياته . إذا جاءه موعد الموت أصبحت تلك الغيبوبة التى يشعر فيه بالألم بوابة الموت له .

الحقيقة العظمى فى لحظة الاحتضار  لمن يرى الموت أن يرى ملائكة الموت تقبض نفسه ، يرى نفسه فجأة فى مستوى من الوجود البرزخى لم يعرفه من قبل ، ويرى مخلوقات برزخية ( ملائكة الموت ) لم يرها من قبل ، ويدخل فى هذا العالم البرزحى ومعه كتاب أعماله وقد تم إغلاقه لا يستطيع أن يزيد فيه حسنة أو يمحو منه سيئة . ، وهو يرى جسده مسجى وحوله الأهل والأطباء لا يملكن له شيئا ،عندها يصرخ يتمنى فرصة أخرى يُصلح فيها من عمله ، وينفق فيها فى سبيل الله بعد أن رأى نفسه عند الموت وقد ترك ماله لغيره ويتحمل مسئولية هذا المال الذى تركه خلفه . الأفظع أن يرى ملائكة الموت تكلمه وتتعامل معه ، يكون غاية فى الرعب والخوف مهما بلغت تقواه . إن كان من متقيا صالحا مؤمنا تائبا مهتديا تبشره بالجنة وتهدىء من روعه وتؤكد له أنه لا خوف عليه ولا حزن . إن كان عاصيا خاسرا تبشره بالنار وتضرب وجهه وظهره . ثم يدخل فى البرزخ ميتا ينتظر ــ مثل من سبقه فى الموت ـ يوم البعث .

6 ـ ارجو أن تقرأ لنا كتاب ( عذاب القبر والثعبان الأقرع ) الذى ينفى هذه الاسطورة ، فلا عذاب فى القبر ولا نعيم فيه ولا وجود لما يسمى بمنكرونكير . بالموت يتحلل جسد الانسان ويعود ترابا . أما النفس فتعود الى البرزخ الذى أتت منه .

أخيرا

مع نصيحتى لك بالتوبة سريعا وإستئناف حياتك أرجو أن تزور أهلك فى بلد ابيك ، والذين قاطعهم أبوك وقطع علاقتك بهم . هم أقاربك ولهم عليك حق ، وهو حق ذوى القربى . لابد أن تصل رحمك . واسترجع من المحامى تلك الوصية التى كتبتها لخطيبتك ، واسترجع علاقتك بها ، وأخبرها بموضوعك ، واترك لها الخيار فى أن تبقى معك أو أن تتركك . وعُد الى عملك ، لو أمكن ذلك ، واخبرهم بظروفك الصحية . قم  الآن وتوضأ وصلّ لربك وتُب اليه واستغفره راضيا بقضائه آملا فى رحمته ، ورحمته جل وعلا قريب من المحسنين .سبحانه وتعالى رب العالمين .

اجمالي القراءات 10882