أولا :الرسالة

1 ــ وصلتنى هذه الرسالة من أخت مسلمة أدت فريضة الحج وشهدت حادث التدافع فى ( منى ) وقتل الحجاج هناك . وهى تكتب شهادتها من واقع الحضور والمشاهدة .

2 ـ تقول :  ( رسالة إلى من يريد أن يعرف من هم ال سعود: .

 انا واحدة من مئات الحجاج الذين شاهدوا حادثة تدافع منى والتي قد يتصورها البعض أو يصورها البعض الآخر ــ  تملقا لآل سعود ــ على أنها حادثة عابرة أو قضاء وقدر ، لكني أؤكد لكل العالم أن الحادثة مدبرة وخلفها اياد خفية فعلت فعلتها لأسباب سياسية.  ومثلما يقال ( أسأل المستفيد تعرف من الفاعل) . فالصراع السعودي الإيراني كان السبب في حدوث هذه الكارثة والتي راح ضحيتها مئات الحجاج الأبرياء . ونحن لا يسعنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل على ال سعود . هم من ضخ قناتي الغاز الخانق على الحجاج ، وهذا ما نقله لنا من كان في الصفوف المتقدمة علينا،  بحيت ترامت الجثث على بعضها ، وهناك صوت ينادي : " تراجعوا تراجعوا أن الموت هناك. " .! . وما هي إلا لحظات وأصبحنا بين موجات التدافع والتي كانت كموجات البحر الهائج ، والناس مرعوبة تهلل وتكبر . دقائق وانتهى التدافع . وهنا المنظر المؤلم حقا : أصوات وصراخ ، وجثث ملقاة على الأرض ، وأخرى في أنفاسها الأخيرة ، وغيرها مغمى عليها ، والأرض مفروشة بالأحذية والجنط ، وعربات كبار السن محطمة على اهلها، ووزرات الحجاح مرمية على الأرض . وهنا تذكرت كلام الدكتور أحمد صبحي الذي قال إن هذه الملابس التى لا تستر عور ة الحاج ليست هى الإحرام .  كل ذلك ولم أر أحدا من الشرطة السعودية هرع لإنقاذ المغمى عليهم أو لمساعدتنا بأبسط صور المساعدة. هم فقط  قاموا ينقلون الجثث والجرحى لإخفاء معالم الجريمة.

عدنا عصر ذلك اليوم وجدنا قوات الشرطة أمام الشوارع لتنظيم سير الحجاج.  سمعت أحد رجال الشرطة يقول: نريد أن ننظم سيركم خوفا عليكم من الأفارقة . وكأن الأفارقة هم سبب الحادث . وهنا سؤال يفرض نفسه لماذا لم ينظموا طريق الذهاب والإياب قبل الحادث؟ المسألة معلومة والحادث مدبر. وانا لله وانا اليه راجعون .!

هذا ما يتعلق بحادثة منى أما ما خفي فكان أعظم.  وإليكم بعض تجاوزات ال سعود بحق الحجاج في مطار المدينة المنورة .

كنت أحمل كتاب الله في يدي وصديقتي تحمل هي أيضا كتاب الله ، وعندما وصلت إلى التفتيش أخذ قرآن صديقتي وأعاد لي قرآني وهو مبتسم . هل تعلمون لماذا؟  لأن قرآني طبعة سعودية وقرأن صديقتي طبعة أخرى.

 المضايقة أخرى التي تعرض لها حجاج العراق خاصة من قبل سواقى التاكسي ، والذين هم مخابرات ال سعود . هى مسألة الطائفية.  السؤال الذي تعود عليه العراقيون منهم : هل أنت سني أم شيعي ؟ فإذا كان سني قال السعودي الحمد لله . واذا شيعي اما ان يُهان أو يؤخذ منه أجرة أكثر مما اتفقوا عليه . وأحيانا يتعرض الحاج إلى استجواب.  ونقلت الي أحدى الحاجات أن السائق سأل الحاجة انتم سنةام شيعة فلما علم أنها من الشيعة شتم الحسين والإمام علي وطردهم من التاكس .

ومن جرائم ال سعود ألقى الأمن السعودي القبض على مسؤول عراقي بين الصفا والمروة،  ووجدت جثته قرب الجمرات،  ليوهموا الناس أنه مات في التدافع . والحقيقة أنه قتل مخنوقا في الغاز .

وفي مطار جدة تعرض عراقي من كربلاء إلى مضايقات ضابط سعودي لأنه كان يصلي على التربة ولم يصلي على الأرض ، ولولا رحمة الله التي انقذته منهم لكان من الهالكين.

وهناك رجل كربلائي ، كان في غاية الأدب مع الضابط  السعودى المستهتر الذى رجع عليه ثلاث مرات ليجبره على الخروج من الحكمة الأدب ، لكن الكربلائي أخذه على قدر عقله. ولما  قال له : انا وانت واحد ، فقال له السعودي وبعصبية: انا وانت اثنان وليس واحد . مذهبي غير مذهبك ، فهو الفرقة الناجية . هذا حسب رأيه.  تبا لهم وأفكارهم العقيمة.

 الذي يحيرني تناقض السعوديين الذين يتغنون الآن بعظمة صدام حسين وهم اول من تحالف وحرض على قتاله.  وأنا متأكدة أن ذلك ليس حبا لصدام حسين بل كرها للشيعة . هذا جزء من افعال ال سعود رغبت في توضيحه وليعلم العالم من هم ال سلول. 

  لماذا لا يترك ال سعود العالم الإسلامي وشأنهم ؟ ولماذا تشن السعودية حربا على اليمن تنفق عليها مليارات الدولارات ؟ ولماذا تسعى إلى دمار العراق وسوريا ؟  ولماذا لا تهتم بشؤون الحجاج وهي المستفادة من رسوم الحج ومن إنفاق الحجاج وغيرها من الفوائد ؟ ،

أسوأ ساعات قضيناها في مزدلفة ،حيث تنام النساء على قارعة على الأرصفة والفلكات ،انا لم انم تلك الليلة . وانت تعلم النائم كالميت . وقد تصدر منه بعض التصرفات . أما الرجال فكان بعضهم يكشف عن عورته وهو نائم دون قصد منه . تلك الليلة لعنت ال سعود الذين لم يوفروا خيما لستر الحجاج وراحتهم حتى ولو كان بقاء الحجاج فيها ساعات قليلة . ذلك أفضل بكثير من المزابل والأوساخ التي أحاطت بنا تلك الليلة . أما في منى فاستحمام الحجاج كان في دورة المياه التي لم أر أتعس منها ، هذا ما قدمته عائلة آل سعود للحجاج الكرام.  ) .

ثانيا: التعليق :

1 ـ لا أتفق مع السيدة الفاضلة  الشاهدة على وجود مؤامرة سعودية ، فهذا ضد مصلحتهم ، وقد أحرجتهم هذه المأساة كثيرا .

2 ـ أرى أنه الاهمال المعتاد ، وهذا الاهمال موجود فى أى نظام حكم مستبد ، فما البال بحكم الأسرة السعودية . الثروة والأمن وكل المميزات والاهتمامات والخدمات لهم وحدهم دون الشعب المسكين المقهور الأسير الذى يحكمونه ويسلطون عليه شرطتهم العادية والشرطة الدينية التى تطارد الناس فى الشوارع والأسواق ولا تجرؤ على الاقتراب من قصر أى متنفذ سعودى، فكيف بأمير سعودى ؟

السيول تطفح فى مدينة ( جدة ) فى موعدها السنوى ولا أحد يهتم طالما لا تقترب من قصر أى أمير من آل سعود .!. إذا كان هذا شأنهم مع الشعب فكيف بهم مع الحجاج ؟ وقلنا أن حياة الحجاج لا تهمهم بعد أن دفعوا لهم الرسوم . لذا فالاهتمام هو فقط بكبار الزوار من الحجاج أو بأى أمير سعودى ، يأتى بموكبه للحج ، فيوسعون له الطريق على حساب حياة الآلآف .

3 ـ الباعث على هذا الاهمال ليس فقط فى أنه من ملامح الأداء الوظيفى فى أى دولة مستبدة ، خصوصا السعودية ، ولكن لعامل آخر هام . وهو ان الأسرة السعودية باستمرار تحكمها فى شعيرة الحج من عام 1924 وبموافقة وسكوت من ( العالم الاسلامى ) تركز عندهم أنهم فعلا أصحاب حق فى التحكم فى شعيرة الحج كيف يشاءون ، وفى إستغلال الحجاج كيف يريدون ، حتى لو وصل التهاون بالحجاج الى درجة الاستهتار بحياتهم .

وطالما لا تتعرض الأسرة السعودية لأى نوع من المساءلة عما تفعل بالحجاج ، وطالما أنها حُرّة فيما تفعل ، وفيما تملك ، وطالما أنها ( كما تتخيل ) تملك البيت الحرام وتتحكم فيه وتملك فريضة الحج وتتحكم فيه وفى الحجاج ، وطالما أنها تمتنع عن تطبيق شرع الله جل وعلا فى جعل موسم الحج أربعة أشهر هى الأشهر الحرم ( ذو الحجة / محرم / صفر / ربيع الأول ) طبقا لقوله جل وعلا (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) (197)البقرة ) ، وطالما أن  لها خدمها المدافعين عنها فى الاعلام ،وفى المؤسسات الدينية السنية ، وأبرزها ( الأزهر ) فى مصر، فهى مستمرة فى الاهمال فى مراعاة الحجاج ، وفى إضطهادها المذهبى للحجاج الشيعة ، وفى عدم مبالاتها بالرأى العام لدى المسلمين ، لو قيلت أى تصريحات تنتقد أو تعترض.

4 ـ ستظل حياة الحجاج فى خطر ، وستتكرر مآسى قتل الحجاج طالما ظلت هذه الأسرة الخبيثة تتحكم فى الحرم وفريضة الحج بكل إستهتار وإستكبار ..وإستحمار ..

5 ـ مسلسل قتل الحجاج فى الحرم الذى جعله الله جل وعلا مثابة للناس وأمنا ، هو مجرد جملة فى التاريخ الأسود للأسرة السعودية . يكفى أنهم منذ أن ظهروا فى دولتهم الأولى وهم لا يجيدون سوى قتل ( المسلمين) من حولهم فى الجزيرة العربية والعراق والشام . وفى دولتهم الثالثة الراهنة إستمروا فى جهادهم فى قتل الشيعة فى الجزيرة العربية والعراق والشام ، وفى سبيل إنتمائهم المذهبى لا يرون عدوا لهم سوى الشيعة ، وفى أثناء الكفاح العربى ضد الاستعمار الغربى كانوا متحالفين معه ، وكان عبد العزيز آل سعود يأخذ راتبا من بريطانيا ( العظمى وقتها ) ثم اصبح تابعا وضيعا لأمريكا ، ولا يزال أبناؤه كذلك . وحتى فى الصراع العربى الاسرائيلى تراجعوا عنه . وأخيرا نجحوا فى تحقيق أملهم وهو فرض الصراع السنى / الشيعى ، بدلا من الصراع العربى الاسرائيلى . ونرى الآن ضحاياه فى تدمير سوريا والعراق .!!

6 ـالحل فى إزالة هذه الدولة الشريرة من الوجود ، رحمة بشعب الجزيرة العربية والشعوب المحيطة به من أفغانستان وباكستان الى الرافدين والنيل وشما أفريقيا وحتى نيجيريا ، فالوباء الوهابى يتمدد يهدد البشرية . ورأس الأفعى الوهابية فى الرياض .

7 ـ إقطعوا رأس الأفعى السعودية الوهابية..

أخيرا : أحسن الحديث :

يقول جل وعلا : (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ (14) وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15) أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ (17) إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنْ الْمُهْتَدِينَ (18) أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) التوبة )

ودائما : صدق الله العظيم .!!