خاتمة كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٦ - أكتوبر - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 خاتمة كتاب (  مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )

1 ـ فى النشر الثانى لهذا الكتاب تمت إضافة فصل عن تطبيق النظرية الخلدونية واقعيا على الدولة السعودية الأولى . بالاضافة الى بعض تنقيحات وتعديلات بسيطة .

2 ـ سبقت مؤلفات عن مقدمة ابن خلدون. وأزعم أنها دراسات سطحية ، لأن من يتصدى لبحث مقدمة ابن خلدون عليه أن يكون متخصصا فى الاسلام الحقيقى ( القرآنى ) وتاريخ المسلمين وتاريخ العصر المملوكى ، والتراث المكتوب فى هذا العصر ودقائق التصوف وعقائده والتصوف السنى وتميزه عن التصوف النظرى والدين السّنى العادى . وبهذا التعمق يدخل على بحث مقدمة ابن خلدون واضعا مسافة بينه وبين ابن خلدون ، يقوم بجولة فى عقل ابن خلدون يكتشف نواحى العبقرية ونواحى الخلل والسقوط يوضحها ويعللها . وهذا بعض ما قمنا به ولم يسبقنا أحد اليه .

3 ـ على أن أهمية هذا البحث أنه قام ولأول مرة فى القسم الأول من الكتاب بصياغة عصرية لمقدمة ابن خلدون باسلوب علمى مفهوم . ابن خلدون كتب مقدمته باسلوب غامض معقد وتعبيرات إندثر معظمها لارتباطها بعصرها فى الشمال الأفريقى . إعادة صياغة المقدمة إستلزم قراءة متأنية لكل فصل ، وفهمه ، وتقسيمه الى نقاط ، ثم وضع كل نقطة تحت عنوان يفسرها . وهذا جهد يقدره من يعانى فى قراءة المقدمة ثم يقرأ عرضنا لها .

القسم الثانى قام بتحليل أصولى تاريخى للمقدمة ، وأظهر قضايا غامضة فى تاريخ ابن خلدون وفى مقدمته ، وهى غياب مصر وهى ( أم العمران ) عن مقدمته وهى أساس (علم العمران ) ، ولقد عاش حوالى ربع قرن فى مصر ومات فيها . كان مفترضا فيه أن يتفرغ لانتاج ابحاث فيها من واقع إقامته فى مصر ، ولكنه لم يفعل . واجتهد الباحث فى تعليل هذا ، ووضع عدة إفتراضات كان أهمها إكتشافه مؤامرة خلدونية مع شخصية مصرية مجهولة للباحثين فى مصر المملوكية مع أن هذه الشخصية كانت لشاب مصرى أوشك بتخطيط ابن خلدون على ان يلى السلطنة فى مصر ، ويطيح بالنظام المملوكى . وانهمك ابن خلدون فى هذه المؤامرة إعدادا لهذا الشاب ووصل به الى التحكم فى السُّلطة المملوكية ،وكان على وشك أن يكون أول سلطان مصرى فى العصر المملوكى . وأخفق ابن خلدون مع هذا الشاب ولقيا مصيرهما معا فى موت غامض . ولتجلية هذه الحقائق التاريخية المجهولة فى العصر المملوكى لجأ المؤلف الى وضع تصور درامى محكوم بوقائع التاريخ يملأ الفجوات بينها ، موضحا أهمية الدراما التاريخية فى تجلية غوامض التاريخ إذا كتبها باحث متخصص ،خصوصا وأن تاريخنا ملىء بالغرائب ، ولكن ـ ومع الأسف ـ فإن مجال الدراما التاريخية يكتب فيه من ليس له أهلا .

4 ـ مراجعة الفهرس لهذا البحث يعطى صورة عن الجهد الذى بُذل فيه ، والجديد الذى قدمه . ومن أسف أن نشر هذا البحث المتفرد لم يحظ بما يستحقه من قراءة ، لأن عصرنا هذا هو عصر السطحية والتفاهة والسلفية التى أفسدت التعليم ، وهو أيضا عصر الانترنت الذى إمتلأ بكل من هبّ ودبّ من ( صعاليك الانترنت )، يفتى أحدهم فى كل شىء لمجرد أنه يستعمل الكيبورد .

5 ـ ويظل هناك أمل فى المستقبل . ولهذا نحن نكتب للأجيال القادمة التى نتوقع لها الشفاء من هذا الوباء السلفى الذى قتل كل جميل ورائع فى واقع ( المحمديين ) .

والله جل وعلا هو المستعان .

أحمد صبحى منصور

 فى يوم الجمعة 16 اكتوبر 2015

( ملاحظة : هو نفس اليوم الذى فررت فيه من مصر من 14 عاما بالضبط ، وقبيل اعتقالهم لى بأربع وعشرين ساعة : يوم الثلاثاء : 16 اكتوبر 2001 ـ. جئت هاربا بحريتى وحياتى قادما الى أمريكا أرض الحرية والكرامة الانسانية. والحمد لله رب العزة جل وعلا رب العالمين، الذى أنجانا من القوم الظالمين .!!  ) 

اجمالي القراءات 20389