إبراهيم عيسى يكتب عن المعارضة المصرية ويقول هى ثانى اأكسيد المنجنيز .

في الأحد ١٢ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

إبراهيم عيسى يكتب: نكتشفها أو نخترعها!

 

الأحد, 12-12-2010 - 9:17السبت, 2010-12-11 21:30 | إبراهيم عيسى
 
 
 
  •  

ما الحل ؟

الحل فى بضعة آلاف من المصريين (وربما بضعة مئات منظمين فى مواضع مؤثرة ) يؤمنون بأنهم يمثلون الشعب ويلتزمون بآماله ويشاركونه أهدافه لديهم قيادة منفتحة ومتفاعلة مع أعضائها ، هذه المجموعة هى التى تعمل على التغيير فى مصر بكافة السبل والأدوات المدنية غير العنيفة وإن كان لها أن تختار المواجهة والمصادمة السلمية ، هذه المجموعة غير ما هو موجود وسائد وحالى ،

لا تعمل وفق عمل جبهوى يتكون من مشارب وفصائل شتى فهذا النوع من العمل فى مصر محكوم عليه بالفشل على مدى تاريخه ولم نشهد عملا ناجحا واحدا لمجموعة مكونة من فصائل أو ممثلى فصائل مختلفة ومتناقضة التيارات والولاءات ،

حتى فى جماعة ضباط يوليه الأحرار كان هناك عضوان فقط تقريبا من  المنتميين لتيارات خارج التنظيم وقد تم إبعادهما أو ابتعادهما بعد أسابيع من الحركة ، ثم إن حزب الوفد فى 1919الذى تكون فى البداية من إئتلاف وطنى واسع الانتماءات لم يستغرق شهورا حتى بات فريقا واحدا بولاء واحد وإنتماء فكرى واحد رغم مظلته الواسعة إلا أنه لم يكن جبهويا بدليل حجم الانشقاقات الذى واجهه الحزب منذ البداية !

إذن لا عمل جبهوى يضم متناقضين ، هذه لازمة أولى للتغيير المنجز ثم كذلك قيادة واحدة وواضحة ، ثم خيال جديد لا يكتفى بالمظاهرات محدودة العدد ولا الوقفات فاقدة الأثر ولا المناشدات المتوسلة ولا البيانات الإعلامية كما أنها لاتملك قطعا  الأفق الضيق والوعاء الخانق والمشروع المبهم والوسائل المسنة  التى تتميز بها جماعة مثل الاخوان المسلمين ،

قوة إيمان هذه المجموعة وتكتلها واستعدادها لوسائل جريئة وغير تقليدية فى الشارع وعدم رغبتها فى إرضاء كافة الأطراف وعدم استمرائها للإنهاك فى مؤتمرات داخل غرف مغلقة أو اجتماعات للتصوير التليفزيونى أو الاستسلام لمقاليد القيادات التاريخية للمعارضة التى لم تتجاوز كونها تاريخية  ، هو باب نجاحها فى اختراق كبير يؤدى لتغيير النظام المستبد الحاكم ،

هل هذه المجموعة موجودة ؟

هل هناك طليعة على الأرض لديها هذه المواصفات وليست غارقة فى دوائر المتاهة التى تنسجها المعارضة المصرية لنفسها؟

هل تتميز بأنها :

شجاعة فى تفكيرها ومقتحمة فى أدائها ومجددة فى وسائلها وحازمة فى مواقفها ومفتوحة فى عضويتها ومنفتحة على المجتمع الدولى بشرط الالتزام بسياستها وأهدافها وأجندتها  واللى موافق أهلا وسهلا واللى رافض يحل عن نافوخنا ، لاتهتم بجمع جموع الشعب فالشعب لن يتحرك (الذى لم يحركه سعر كيلو اللحمة لن تحركه سعرات الكرامة ) ، ولا تهتم بردود أفعال النخبة السياسية فهى لاتنفع ولا تضر (كانوا حركوا حجرا فى جدار الاستبداد !)  

كوننا لا نعرف هذه الطليعة  فليس معنى ذلك أنها غير موجودة ، ربما نحتاج لاكتشافها أو لو لزم الأمر نحتاج لاختراعها !

ولكن ماذا عن المطروح والمتواجد بالفعل فى الساحة الآن ؟

كلها جماعات وطنية محترمة وتلعب دورا مهما وحقيقيا لكنها مجرد ثانى أكسيد المنجنيز ، مجرد عامل مساعد فى معادلة كيمائية لا تتفاعل المعادلة ولا تنجح بغيره لكن لايمكن أن ينجح هو بذاته وبنفسه !

اجمالي القراءات 4508